
عربي
شهدت الكرة العراقية سلسلة من الأزمات المرتبطة بالقمصان وأرقامها منذ سنوات، ما أثار جدلاً واسعاً بين الجماهير ووسائل الإعلام. وكشفت مخالفات الأرقام في الدوري الممتاز، والجدل حول تصاميم القمصان، عن تكرار المشكلات التنظيمية واللوجستية التي ترافق الرياضة العراقية في مختلف المحافل المحلية والدولية.
وقبل أيام قليلة، شهد الدوري العراقي لكرة القدم حادثة غربية، بعدما خسر فريق الطلبة مباراته أمام النفط لإشراكه لاعباً برقم مخالف للرقم المسجل ضمن قائمة الفريق. وجاء قرار لجنة الانضباط في الاتحاد العراقي لكرة القدم باعتبار الطلبة خاسراً بنتيجة 0-3، بعدما تبين أن اللاعب مصطفى محمد معن شارك في المباراة وهو يحمل الرقم 34 على قميصه، في حين أن رقمه الرسمي في قائمة الفريق كان 32، وفق بيان نشره موقع دوري نجوم العراق.
وأكدت اللجنة أنها استندت إلى تقرير مراقب المباراة، التي انتهت بالتعادل السلبي 0-0، والذي أشار إلى استخدام معن رقماً مختلفاً، ولم يُكتشف الخطأ إلا بعد حصول اللاعب على بطاقة صفراء، ليظهر أنه ليس هناك لاعب في صفوف فريق الطلبة يحمل الرقم 34 على القائمة الرسمية.
ومن جهتها، أعربت إدارة نادي الطلبة عن استغرابها القرار، موضحة أن "الاختلاف كان في الرقم فقط وليس في الاسم، واللاعب مسجل رسمياً في كشوف الاتحاد بصفة لاعب وشارك باسمه القانوني". وأضافت الإدارة: "لا توجد أي مادة في لائحة المسابقات تنص على ضرورة مطابقة الأرقام، ما يجعل القرار مجحفاً ويحمل تبعات غير عادلة ضد النادي". وأشار البيان إلى أن النادي سيسلك جميع الطرق القانونية المتاحة لضمان استعادة حقه ومنع تكرار مثل هذه الحالات في المستقبل.
وفي يوليو/ تموز الماضي، قررت لجنة الانضباط في الاتحاد العراقي لكرة القدم اعتبار نادي الرمادي خاسراً أمام نادي نفط الوسط بنتيجة (0-3)، رغم انتهاء المباراة بالتعادل الإيجابي (2-2) في الدوري الممتاز، وذلك على خلفية مخالفة واضحة للوائح المسابقات تتعلق باستخدام لاعب رقماً غير مطابق للرقم المسجل في استمارة المباراة.
وجاء القرار عقب اجتماع طارئ للجنة من أجل مناقشة ما جرى في الدقيقة الـ87 من اللقاء، والتي شهدت حالة ارتباك تنظيمية بسبب دخول لاعب يحمل رقماً معدّلاً يدوياً، في مخالفة صريحة للوائح الاتحاد العراقي، ما استدعى فرض عقوبات على النادي وعدد من المسؤولين عن التنظيم والتحكيم في المباراة، وتسببت في تغييرات بالترتيب النهائي لمسابقة الدوري العراقي الممتاز.
وقبل انطلاق الموسم الحالي لدوري نجوم العراق، تراجع نادي دهوك عن التصميم الجديد لقميص الفريق عقب ساعات قليلة من إعلانه، بعدما أثار موجة من الجدل بسبب وضع رمز "الشمس"، التي تحظى بمكانة مقدسة لدى أتباع الديانة الأيزيدية. وقدم رئيس النادي عبد الله جلال اعتذاره للجماهير، لافتاً إلى أن النادي قرر تعديل التصميم استجابة لرغبات الجماهير.
وقبل انطلاق أولمبياد باريس 2024، تعرضت جماهير الكرة العراقية لصدمة بعدما تسبب قميص منتخب العراق لكرة القدم، الذي شارك بالمنافسات حينها، في أزمة سبقت انطلاق المنافسات، بسبب تصميم قميص من ماركة أديداس، في الوقت الذي يملك فيه الاتحاد العراقي عقداً مع شركة جاكو، قبل أن تقوم الأخيرة بالتنازل عن حق ارتداء المنتخب لتجهيزاتها، مستجيبة لطلب الاتحاد العراقي للسماح للمنتخب بارتداء القميص الأول.
وفي عام 2018، شهدت الكرة العراقية أزمة آخرى جاءت خلال لقاء جمع نادي الحدود مع نظيره القوة الجوية ضمن منافسات الدوري العراقي الممتاز تمزق قميص لاعب الفريق الأول أموري عيدان، ليطلب حكم المباراة استبداله، لكن الفريق لا يملك قميصاً بديلاً للاعب، ليقوم الكادر الطبي بإصلاحه بـ"لاصق أحمر اللون"، تطابق مع لون قميص الفريق.
وقبل انطلاق مونديال البرازيل 2014، أعلنت شركة أديداس في كولومبيا أن تصميم قميص المنتخب الكولومبي حصري، مؤكدة أنها لا ترعى أو تنتج أي قميص لمصلحة نادي دهوك العراقي. وجاء ذلك بعد تداول صور أظهرت لاعبي دهوك بقميص مشابه لتصميم منتخب كولومبيا، ما أثار جدلاً على وسائل التواصل. وأوضحت الشركة أن التصميم مستلهم من رموز ثقافية، كقبعة "فويلتياو" وجناحي النسر الأميركي، مؤكدة فتح تحقيق عاجل لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية حقوق علامتها التجارية على المستويين المحلي والدولي.
