
عربي
لم يُرضِ الفوز السهل، الذي حققه ريال مدريد على نادي كايرات ألماتي الكازاخستاني، في دوري أبطال أوروبا، بعض لاعبي الفريق، سواء من الذين شاركوا أساسيين، أو من بقوا على دكة البدلاء طوال المواجهة. فقد سادت بينهم موجة غضب، تجلت خصوصاً لدى البرازيلي فينيسيوس جونيور (25 عاماً) والأوروغوياني فيديريكو فالفيردي (27 عاماً)، ما دفع جماهير النادي الملكي إلى طرح تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين المدرب تشابي ألونسو ونجومه، ومنها: هل يعجز تشابي عن إرضاء نجومه؟
ووصفت صحيفة موندو ديبورتيفو الإسبانية، اليوم الأربعاء، ما يجري داخل بيت ريال مدريد بـ "الحرائق" التي قد تلقي بظلالها السلبية على أداء اللاعبين. وكانت الشرارة الأولى من البرازيلي فينيسيوس جونيور، الذي دخل في نقاش مع المدرب تشابي ألونسو لحظة استبداله، إذ رجّحت وسائل الإعلام الإسبانية أن الواقعة ليست سوى فصل جديد من العلاقة المتوترة بين الطرفين، خاصة أن "فيني" عبّر مراراً عن استيائه من قرار إخراجه من المباريات، مفضلاً البقاء في الملعب لمواصلة المساهمة في قيادة الفريق نحو الانتصارات.
ولكن تشابي ألونسو أكد في المؤتمر الصحافي، عقب اللقاء، أن ما دار مع فينيسيوس لم يكن سوى تعليق عابر "فهمه الطرفان"، غير أن الأرقام تعكس واقعاً مختلفاً، بعدما استُبدل النجم البرازيلي مجدداً، ولم يُكمل سوى مباراتين فقط من أصل تسع مواجهات منذ بداية الموسم أمام ليفانتي وأتلتيكو مدريد. وزادت حساسية الموقف مع التألق اللافت لزميله رودريغو، الذي دخل في الدقائق الأخيرة ونجح في استغلال إرهاق المنافس ليصنع الهدف الخامس ويساهم في الهدف الرابع، ما فتح باب التساؤلات حول وضعية فينيسيوس ودوره المستقبلي مع الفريق.
ولم تتوقف الأزمات عند حدود فينيسيوس وألونسو، بل امتدت إلى فيديريكو فالفيردي، الذي وجد نفسه في قلب جدل جديد داخل ريال مدريد، فمع إصابة داني كارفاخال وترينت ألكسندر أرنولد، طُرحت إمكانية إشراكه ظهيراً أيمن، غير أن الأمر سرعان ما تحوّل إلى بؤرة خلاف. تصريحات النجم الأوروغوياني قبل اللقاء حين قال: "لم أولد لألعب ظهيراً"، تبعها استبداله وغيابه عن جولة الإحماء، لتشتعل التكهنات في الإعلام الإسباني حول تمرد محتمل من نائب القائد، ما أضاف طبقة جديدة من الغموض على علاقة المدرب بلاعبيه.
وتُظهر هذه المؤشرات أن ريال مدريد يعيش مرحلة حساسة داخل غرف الملابس، إذ تتقاطع طموحات النجوم مع قرارات تشابي ألونسو الفنية. وبين رغبة اللاعبين في إثبات الذات وإصرار المدرب على فرض انضباطه التكتيكي، يبدو أن التحدي الحقيقي للملكي لن يكون فقط في المنافسة على الألقاب، بل في قدرته على احتواء هذه الأزمات الداخلية قبل أن تتحول إلى شرخ يؤثر على مسار الموسم.
