
عربي
اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، صباح اليوم الأربعاء، المسجد الأقصى في القدس المحتلة، تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال، حيث قاد مجموعات المستوطنين خلال اقتحاماتهم المسجد في ثاني أيام "عيد العرش". كما أدى مستوطنون رقصات وأغاني جماعية في المنطقة الشرقية من المسجد الأقصى خلال عملية الاقتحام. واقتحم المستوطنون البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة، وشوهدوا وهم يصطحبون معهم القرابين النباتية خلال مسيرهم في أزقة البلدة، ضمن طقوسهم الدينية.
وتزامناً، شددت قوات الاحتلال إجراءاتها العسكرية على أبواب المسجد الأقصى، ونشرت تعزيزات كبيرة من عناصرها وشرطتها في محيطه، لتأمين اقتحامات المستوطنين في اليوم الثاني من "عيد العرش". ويأتي اقتحام المسجد الأقصى هذه المرة، وفق بن غفير، "للصلاة من أجل النصر في الحرب، وتدمير حماس، وإعادة المختطفين".
لحظات وصول وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى المسجد الأقصى عقب مشاركته مئات المستوطنين في طقوس تلمودية عند الحرم الإبراهيمي pic.twitter.com/hkurdbldqH
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 8, 2025
ومنذ بداية ولاية الحكومة الحالية، يعمل بن غفير، إلى جانب وزراء آخرين وجهات استيطانية، على تغيير ما يُعرف بـ"الوضع القائم"، والذي كان يمنع اليهود من الصلاة في المسجد الأقصى، وحقق خطوات كبيرة في هذا المضمار، حيث بات المسجد مستباحاً كلياً، على مستوى عدد المستوطنين المتزايد الذين يقتحمونه، والطقوس اليهودية التي تُقام في داخله، وغير ذلك.
والأسبوع الماضي، أصدرت جمعية "عير عميم" الإسرائيلية تقريراً جديداً، حمّلت فيه الحكومة الإسرائيلية المسؤولية المباشرة عن خرق الوضع القائم في المسجد الأقصى وعن التصعيد فيه خلال العامين الماضيين. وأشار التقرير، وفق بيان عممته الجمعية، إلى أنّ "ما يجري ليس مجرد خروقات محدودة، بل يمثّل عملية سيطرة إسرائيلية متواصلة على أجزاء من الأقصى، خاصة في فترة الأعياد اليهودية، حيث تستغل الحكومة وجماعات المعبد هذه المناسبات لفرض حضور يهودي متزايد".
وحذّر التقرير من أنّ "استمرار هذه السياسة يؤدي إلى انتهاك واسع لحقوق المسلمين وتقويض صلاحيات الأوقاف الإسلامية، إضافةً إلى تجاهل واضح لدور الأردن بصفته جهة وصاية". كما نبّه إلى أنّ" الأعياد اليهودية القريبة، وخاصة عيد العُرش (سوكوت) الذي يصادف في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، قد تشكّل نقطة انفجار في القدس وتؤدي إلى تداعيات خطيرة على المنطقة بأسرها". ومن أبرز ما وثّقه التقرير "إظهار الطقوس اليهودية بشكل علني ومنتظم، من قبيل إقامة صلوات جماعية صاخبة، النفخ بالشوفار (البوق)، ارتداء التفلّين، رفع الأعلام الإسرائيلية وترديد النشيد الوطني (الإسرائيلي) داخل باحات الأقصى وبالقرب من المسجد، بحماية شرطة الاحتلال، وارتفاع غير مسبوق في أعداد المشاركين".
صور مباشرة تُظهر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير وعددًا من المستوطنين داخل باحات المسجد الأقصى pic.twitter.com/0CKVdEPlyC
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 8, 2025
ولفت التقرير إلى تنسيق سياسي مباشر، إذ يقود وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير "سياسة تكريس الطقوس اليهودية في الأقصى ويدعم جماعات المعبد، من دون أي اعتراض من رئيس الحكومة". ومن بين توصيات التقرير، "إعادة حرية الدخول الكاملة للمسلمين إلى الأقصى وإلغاء القيود العمرية في فترة الأعياد، وتقييد أعداد الزوار اليهود وتفتيشهم بدقة لمنع إدخال الأعلام والأدوات الدينية، ومنع الوزراء وأعضاء الكنيست من اقتحام الأقصى كما كان معمولاً به سابقاً".
كما أوصى "بإلزام الحكومة بنشر تعليمات واضحة تمنع إقامة صلوات يهودية أو إدخال أدوات طقوسية، والحفاظ على صلاحيات الأوقاف الإسلامية بصفتها جهة إدارة وحيدة للمكان وتعزيز التعاون معها". وفي سياق متصل، تشير ملفات شرطة الاحتلال الإسرائيلي إلى أن أكثر من 60 ألف مستوطن اقتحموا الأقصى في العام الحالي، وهو عدد ارتفع على نحو ملموس عاماً بعد عام، مقارنة بـ5792 مستوطناً خلال العام 2010.
مداهمات واعتقالات مستمرة في الضفة
إلى ذلك، وعلى صعيد آخر، أكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه تعاملت مع إصابة بالرصاص الحي في الرجل على حاجز ترقوميا العسكري المقام غرب الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، حيث جرى نقل المصاب إلى المستشفى. وأوضحت مصادر محلية أنّ شاباً أصيب برصاص قوات الاحتلال قرب جدار الفصل العنصري المقام على أراضي بلدة ترقوميا غرب الخليل، ووصفت إصابته بالمتوسطة.
وتوازاً، انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الأربعاء، من مخيم العروب شمال الخليل بعد ساعات من اقتحامه، حيث نفذت مداهمات للمنازل واعتقالات وتحقيقات ميدانية. وأكدت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اعتقلت العشرات من سكان مخيم العروب، وحققت معهم ميدانياً، قبل أن تفرج عنهم لاحقاً.
وفي قرية الزويدين ببادية يطا، اقتحمت قوات الاحتلال، مساء أمس الثلاثاء، القرية، واحتجزت الأهالي ونكلت بهم بعد مداهمة منازلهم وتكسير محتوياتها، بحسب ما أفادت به مصادر محلية. كما نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الأربعاء، عمليات اعتقال ومداهمات في مناطق مختلفة من الضفة الغربية المحتلة، طاولت عدداً من الفلسطينيين.
من جانب آخر، أكد المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة في فلسطين حسن مليحات لـ"العربي الجديد"، أن قوات الاحتلال نفذت فجر اليوم، حملة واسعة في منطقة عرب الكعابنة الواقعة في أم الدرج جنوب شرق الخليل، تخللتها اقتحامات وعمليات تفتيش واعتقالات جماعية، أسفرت عن اعتقال ما يقارب 50 شخصاً من سكان المنطقة، تعرضوا خلالها لمعاملة قاسية وتنكيل قبل أن يتم الإفراج عنهم لاحقاً.
