
عربي
حذّرت الجزائر من دعوات مجهولة على مواقع التواصل الاجتماعي للتظاهر يوم الجمعة المقبل، في سياق ما صار يُعرف بتظاهرات "جيل زد" التي يعيش على وقعها المغرب هذه الأيام وسط مخاوف من امتدادها إلى دول عربية أخرى، ووصفتها "بالدعوات المدسوسة"، محذرة من الانسياق ورائها.
وذكر تقرير نشرته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، يوم الثلاثاء، أن دعوات التظاهر المعلن عنها من طرف مجموعة تسمي نفسها "جيل زد 213" (213 الترقيم الهاتفي الدولي للجزائر) "ليست حركة عفوية، بل محاولة مدسوسة لزعزعة الاستقرار"، مشيراً إلى أن "خطورة هذه المحاولة لكونها تعتمد أدوات حديثة للتواصل تستهدف الشباب المترابط عبر الفضاء الرقمي". واعتبر أن "الرد على هذه الدعوات يكمن في اليقظة في تعزيز الوحدة الوطنية، وفي تطوير متواصل للنموذج الاجتماعي الجزائري".
ومنذ توقف تظاهرات الحراك الشعبي نهاية عام 2020، تفرض السلطات العمومية إغلاقاً كاملاً على الشارع، وتحظر بشدة أية تجمعات شعبية ذات طابع سياسي أو مطلبي واجتماعي، بما فيها التجمعات المتعلقة بدعم القضية الفلسطينية، بالرغم من وجود دعوات مستمرة من قبل القوى السياسية للسماح بالحق في التظاهر. وفي الثامن من أغسطس/آب الماضي أطلق نشطاء معارضون مقيمون خارج الجزائر، دعوات للخروج للتظاهر في الجزائر، دون أن تلقى أي تجاوب من الشارع.
ولفت التقرير إلى أن الجزائر "تملك من الموارد السياسية والاجتماعية والتاريخية ما يكفل حماية تماسكها في وجه كل محاولات التدخل الخارجي"، واستعرض في السياق حزمة التدابير والسياسات العمومية في قطاعات الصحة والتعليم المجانيين، ودعم الشباب، والشركات الناشئة، وبرامج السكن الاجتماعي. وقال إن "الجزائر تعتمد نموذج الدولة الاجتماعية التي رغم التحديات، لا تزال توفر شبكات حماية قوية، ودعماً شاملاً، ومساعدات للأسر، ورعاية صحية وتعليماً مجانيين، هذه الآليات تشكل قاعدة للعدالة الاجتماعية، وتحمي الفئات الهشة، وتحد من الفقر".
وأقرت الجزائر سابقاً منحة شهرية للشباب العاطلين عن العمل، حيث يحصل ما يقارب 1.5 مليون شاب على ما يقارب 85 يورو، وفي حواره التلفزيوني السبت الماضي، أعلن الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، عن زيادة في هذه المنحة إلى ما يقارب 100 يورو. وعقد وزيرا البريد سيد علي زروقي والاتصال زهير بوعمامة في الآونة الأخيرة لقاء تشاورياً مع صناع المحتوى والمهتمين بالفضاء الرقمي من مختلف ولايات الجزائر، حول تطوير المشهد الرقمي. وقال بوعمامة إن "المحتوى الرقمي أداة مؤثرة في تشكيل الرأي العام، وهذا اللقاء يستهدف وضع رؤية مشتركة لمواكبة الثورة الرقمية بما يعزز مكانة الجزائر ويساهم في نشر صورة إيجابية عنها".
