
عربي
شن الطيران الحربي الإسرائيلي، اليوم الأحد، سلسلة غارات على بلدتي كفر رمان والجرمق، في قضاء النبطية جنوبي لبنان. وقالت وكالة الأنباء اللبنانية (رسمية) إن الطيران الحربي الإسرائيلي شن عصر الأحد سلسلة غارات مستهدفاً المنطقة الواقعة بين أطراف سهل الميدنة في كفر رمان والجرمق. وأظهرت مشاهد متداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي ارتفاع سحب الدخان من مكان القصف، فيما لم ترد على الفور أنباء عن وقوع إصابات. وفي سياق متصل، أفادت الوكالة بأن مسيرة إسرائيلية استهدفت منزلاً في بلدة حومين الفوقا، قضاء النبطية، من دون مزيد من التفاصيل.
من جهته، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه قصف مخازن أسلحة تابعة لحزب الله في جنوب لبنان. وواصل مزاعمه بالقول إن وجود هذه البنى التحتية يشكل انتهاكاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدواناً على لبنان حولته في سبتمبر/ أيلول 2024 إلى حرب شاملة قتلت خلالها أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفاً آخرين. ورغم التوصل في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، فإن إسرائيل خرقته أكثر من 4 آلاف و500 مرة، ما أسفر عما لا يقل عن 276 قتيلاً و613 جريحاً، وفق بيانات رسمية. وفي تحدٍ للاتفاق، تحتل إسرائيل خمس تلال لبنانية سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى تحتلها منذ عقود.
وكانت تصريحات الموفد الأميركي توماس برّاك في إطلالة تلفزيونية مؤخراً قد أثارت صدمة في الساحة اللبنانية التي تعاني أساساً من استقرار هش، وذلك بعدما بدد أجواء التفاؤل الذي ساد بعد مقررات الحكومة حول حصرية السلاح، وأعاد إحياء مخاوف من توسّع رقعة العدوان الإسرائيلي. وعلى الرغم من أن ما صرّح به برّاك كان قد نقله خلال جلساته مع مسؤولين لبنانيين، إلا أنه لم يعلن عنه بهذا "الوضوح والصراحة".
وشدد برّاك على أن إسرائيل لن تنسحب من النقاط الخمس، وأن الوضع في لبنان صعب، كما أن حزب الله يعيد بناء قوّته، محملاً المسؤولية للحكومة اللبنانية. وقال: "البعض يريد أن تفعل الولايات المتحدة كما فعل الرئيس دوايت أيزنهاور، ويريدون من الرئيس دونالد ترامب أن يرسل قوات المارينز لحلّ كل شيء. هذا لن يحدث". ولفت برّاك أيضاً إلى أنه "في حال أرادت الحكومة استعادة الاستقرار، فعليها أن تعلن بوضوح نيتها نزع سلاح حزب الله"، معتبراً أن كل ما يفعله لبنان هو "كلام، ولم يحدث أي عمل فعلي"، مشيراً إلى أن الحكومة تتردّد خوفاً من اندلاع حرب أهلية، لافتاً إلى أن "الجيش اللبناني منظمة جيدة، ولكنه ليس مجهزاً بشكل جيد"، هذا إلى جانب اعتباره أن "السلام في المنطقة وهمٌ".
وعبّر رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، الثلاثاء الفائت، عن استغرابه من تصريحات برّاك التي تشكّك في جدية الحكومة ودور الجيش، وفق تعبيره، مؤكداً أن الحكومة ملتزمة بتنفيذ بيانها الوزاري كاملاً، لا سيما لجهة القيام بالإصلاحات التي تعهدت بها وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية وحصر السلاح في يدها وحدها، كما ترجمته قرارات مجلس الوزراء في هذا الخصوص. وقال سلام: "كلّنا ثقة بأن الجيش اللبناني يضطلع بمسؤولياته في حماية سيادة لبنان وضمان استقراره ويقوم بمهامه الوطنية، ومن ضمنها تنفيذ الخطة التي عرضها على مجلس الوزراء بتاريخ الخامس من سبتمبر/ أيلول الجاري".
(الأناضول، العربي الجديد)
