
عربي
يواجه حزب العمال وزعيمه رئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر ضغوطًا متزايدة بالنسبة لموقفهما من حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على غزة، خلال انعقاد مؤتمر حزب العمّال السنوي في مدينة ليفربول، الذي افتتحت أعماله مساء أمس السبت ويستمر حتّى يوم الأربعاء.
ودعا فنانون بارزون كير ستارمر إلى الاعتراف بارتكاب إسرائيل إبادة جماعية في غزة، وذلك في فيديو عُرض على مدخل مقر مؤتمر حزب العمال مساء السبت. وجاء في الفيديو: "إن رفض حكومته استخدام كلمة إبادة جماعية هو وسيلة خبيثة للتهرب من التزامات بريطانيا القانونية بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية".
يضم المقطع، الذي تبلغ مدته دقيقتين، الممثلين الشهيرين ستيف كوغان وماكسين بيك، وأيضًا الموسيقي بول ويلر، والمغنية بالوما فيث، ونجم مسلسل "ذا كراون" خالد عبد الله، وممثل فيلم "ألين: إيرث" أليكس لوثر، والمغنية نادين شاه، ونجم مسلسل "إكسترا أورديناري" بلال حسنة، والموسيقي برايان إينو، والناجي من الهولوكوست الناشط اليهودي ستيفن كابوس.
ويدعو الفيديو إلى فرض "عقوبات فورية"، ويتخلله لقطات من الحرب ومقاطع لشخصيات عامة تقول "إنها إبادة جماعية". كما يُدرج الفيديو أسماء المنظمات والشخصيات التي اعترفت بأن أفعال إسرائيل إبادة جماعية، بما في ذلك منظمة أوكسفام الخيرية ولجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة التي خلص تقريرها قبل أسبوع إلى أن إسرائيل ارتكبت أربعة من أصل خمسة أعمال إبادة جماعية مُعرّفة.
🚨Breaking: Major artists have called on Keir Starmer to accept Israel is committing a genocide in Gaza, in a video projected in Liverpool at the entrance to the Labour party conference site. "The refusal of his government to use the word genocide is a craven way of evading… pic.twitter.com/Hsu1oPf7Bv
— Palestine Solidarity Campaign (@PSCupdates) September 27, 2025
وخرجت كذلك تظاهرة احتجاجيّة مسائية في مدينة ليفربول شارك فيها بضعة آلاف تلبية لدعوة من حملة التضامن مع فلسطين في المملكة المتحدة، التي قالت إنه بعد مرور ما يقرب من عامين على الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، "من العار أن حزب العمال بزعامة كير ستارمر لا يزال يرفض وصفها بحقيقتها - إبادة جماعية - واتخاذ إجراءات جادة لإنهاء تواطؤ بريطانيا".
وصرّح سكرتير حملة التضامن بن جمال خلال التظاهرة: "ليس من المستغرب أن تُرسل أعداد غير مسبوقة من الاقتراحات بشأن فلسطين إلى المؤتمر السنوي لحزب العمال مطالبة الحكومة بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني. يجب على رئيس الوزراء أن يستمع إلى هذا الغضب الشعبي المتزايد ويعترف بالإبادة الجماعية، ويعاقب إسرائيل، ويوقف جميع مبيعات الأسلحة".
Liverpool march for Palestine getting ready to set off pic.twitter.com/a1ONDDc0n5
— Palestine Solidarity Campaign (@PSCupdates) September 27, 2025
وبالفعل، قُدّمت موجة من اقتراحات الطوارئ من قِبل العديد من أعضاء حزب العمال والنقابات العمالية في الدوائر الانتخابية تدعو قيادة حزب العمال إلى الاعتراف بما يحدث في غزة إبادةً جماعيةً. تنص قواعد الحزب على أن اقتراحات الطوارئ يجب أن تكون "مسألة ذات أهمية عاجلة وفورية لمناقشة حزب العمال بأكمله". تدعو جميع الاقتراحات حزب العمال إلى "قبول نتائج لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة". وتدعو الحكومة إلى استخدام جميع الوسائل المتاحة بشكل معقول لمنع "ارتكاب الإبادة الجماعية في غزة"، وحظر التجارة التي تساعد إسرائيل على "انتهاكاتها للقانون الدولي"، وفرض عقوبات شاملة على إسرائيل، وضمان عدم تورط الشركات والأفراد البريطانيين في المساعدة على الإبادة الجماعية.
ورفضت لجنة ترتيبات المؤتمر أكثر من ثلاثين اقتراح سابق متعلق بفلسطين، فيما سيناقش اقتراح قبلته اللجنة ضمن النقاشات الطارئة يتعلق بفرض حظر كامل للسلاح على إسرائيل بسبب أفعالها في غزة. وقالت اللجنة إنها استبعدت اقتراحات أخرى تتعلق بفلسطين بحجة أن "القضية قد عولجت بالفعل"، وإلى أن "كير ستارمر أعلن هذا الشهر أن بريطانيا ستعترف بدولة فلسطينية بعد أن فشلت إسرائيل في تلبية سلسلة من الشروط التي وُضعت في يوليو/تموز".
وفي الوقت الذي وُجه العديد من الانتقادات للمؤتمر لاستبعاد اقتراحات طارئة تتعلق بفلسطين، رحبت ساشا داس غوبتا، الرئيسة المشاركة لحركة "مومينتم"، بخبر الموافقة على اقتراحات الطوارئ قائلة: "الحركة العمالية واضحة: يجب إنهاء الإبادة الجماعية الإسرائيلية، وعلى الحكومة بذل كل ما في وسعها لوقفها. وهذا يعني فرض حظر شامل على الأسلحة وعقوبات". وأضافت: "على الرغم من اعتراف الحكومة بفلسطين، يضغط العديد من نشطاء حزب العمال على الحزب لاتخاذ موقف أكثر صرامة ضد إسرائيل. يضغط بعض الأعضاء والنشطاء من أجل وقف كامل لمبيعات الأسلحة لإسرائيل، واعتراف الحكومة بالكارثة الإنسانية في غزة إبادةً جماعيةً".
ومن الشخصيات البارزة في الحزب التي تطالب كير ستارمر بالاعتراف بالإبادة الجماعية في غزة كان جون ماكدونيل، وزير المالية السابق في حكومة الظل، الذي صرّح بأنه ينبغي على الحكومة أن تنضم إلى من تحدثوا بأن ما نشهده في غزة هو إبادة جماعية.
وكانت لعمدة لندن عن حزب العمّال صادق خان تصريحات الأسبوع الماضي، خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للملكة المتحدة، قال فيها إن ما نشهده في غزة هو إبادة جماعية، ليكون من أرفع الشخصيات في حزب العمال التي تصرح بذلك.
وسيشهد المؤتمر المزيد من الاحتجاجات لأجل غزة خلال أيام انعقاده. اذ تُنظم اليوم وقفة لناشطين ضد تجريم حركة "بالستاين أكشن" التي حظرتها حكومة حزب العمّال بموجب قانون الإرهاب، فيما يُتوقع مشاركة ما لا يقل عن 100 شخص في هذه الوقفة التي ستعرضهم للاعتقال بموجب قانون الإرهاب في حال تضامنوا مع الحركة المحظورة، على غرار وقفات سابقة في لندن ومدن أخرى اعتقل على أثرها أكثر من 1700 شخص حتى الآن.
وكان من بين المعترضين على حظر الحركة كيث هاكيت، عضو مجلس عمالي سابق في ليفربول، الذي زارته الشرطة الشهر الماضي بعد أن رفع لافتة كُتب عليها "أعارض الإبادة الجماعية. أدعم حركة فلسطين" إلى جانب علم فلسطين على نافذة منزله.
