
انخفضت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية اليوم الاثنين، لتواصل خسائرها التي تجاوزت أربعة بالمائة الأسبوع الماضي في وقت يترقب فيه المستثمرون نتيجة محادثات بين الولايات المتحدة وروسيا هذ الأسبوع بشأن الحرب في أوكرانيا. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 33 سنتا، بما يعادل 0.5%، إلى 66.26 دولارا للبرميل بحلول الساعة 04.30 بتوقيت غرينتش، كما نزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 39 سنتا إلى 63.49 دولارا للبرميل.
وزادت التوقعات باحتمال إنهاء العقوبات التي حدت من إمدادات النفط الروسي إلى الأسواق العالمية بعدما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الجمعة، إنه سيلتقي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 15 أغسطس/ آب بألاسكا للتفاوض على إنهاء الحرب في أوكرانيا. جاء ذلك في وقت تصعد فيه الولايات المتحدة ضغوطها على روسيا، ما زاد احتمال تشديد العقوبات على موسكو أيضا في حال عدم التوصل إلى اتفاق سلام.
وقالت سوغاندا ساشديفا، مؤسسة "إس.إس ويلث ستريت"، وهي شركة أبحاث مقرها نيودلهي: "إذا تعثرت محادثات السلام وطال أمد الصراع، فيمكن للسوق أن تميل سريعا لاتجاه صعودي، ما قد يدفع لزيادات حادة في أسعار النفط". وحدد ترامب موعدا نهائيا لروسيا، حل يوم الجمعة الماضي، للموافقة على السلام في أوكرانيا وإلا ستواجه الدول التي تشتري نفطها عقوبات ثانوية، وضغط في الوقت نفسه على الهند لخفض مشترياتها من النفط الروسي.
ومن المتوقع أن تضغط الرسوم الجمركية الأميركية الأعلى التي فرضها ترامب على الواردات من عشرات الدول، ودخلت حيز التفيذ يوم الخميس، على الأنشطة الاقتصادية بسبب تغييرها لمسارات سلاسل الإمداد وتأجيج التضخم. وتحت تأثير التوقعات الاقتصادية القاتمة، انخفض برنت 4.4% خلال الأسبوع المنتهي يوم الجمعة، فيما انخفض خام غرب تكساس الوسيط 5.1%. وقال نيل كروسبي، محلل أسواق الطاقة في سبارتا كوموديتيز، الجمعة، إن "هناك اعتبارات مختلفة غير نفطية تلعب دورا، ومنها المخاوف من تأثير الرسوم الجمركية والأنباء التي انتشرت خلال الأيام القليلة الماضية بشأن اجتماع ترامب وبوتين في المدى القريب".
وقالت ساشديفا "التوجه على المدى القريب سيعتمد على العديد من الأحداث الرئيسية، منها الاجتماع بين الرئيسين الأميركي والروسي في 15 أغسطس وتصريحات سيدلي بها مسؤولون في مجلس الاحتياطي الاتحادي وصدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة". وقال ترامب، الخميس الماضي، إنه سيرشح رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين ستيفن ميران ليشغل المقعد الشاغر حديثا في مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي)، ما يغذي التوقعات بسياسة تميل إلى خفض الفائدة. ويؤدي انخفاض أسعار الفائدة إلى خفض تكاليف اقتراض المستهلكين ويمكن أن يعزز النمو الاقتصادي والطلب على النفط. واستقر الدولار يوم الجمعة لكنه يتجه نحو انخفاض أسبوعي. ويضر ارتفاع الدولار بالطلب على الخام المقوم بالدولار من المشترين الأجانب.
واتفقت أوبك+ في وقت سابق من الشهر الجاري على زيادة إنتاج النفط 547 ألف برميل يوميا لشهر سبتمبر أيلول، في أحدث سلسلة من الزيادات المتسارعة في الإنتاج لاستعادة حصة السوق، وهو ما يزيد المعروض. كما أظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، يوم السبت، أن أسعار المنتجين في الصين تراجعت بأكثر من المتوقع في يوليو/تموز بينما استقرت أسعار المستهلكين، ما يشير إلى مدى تأثير الطلب المحلي الضعيف والغموض التجاري القائم على معنويات الاستهلاك والشركات.
(رويترز، العربي الجديد)
