خمس محطات تورّط فيها وادي السيليكون مع إسرائيل
عربي
منذ ساعتين
مشاركة

منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة في 2023 وحتّى اليوم، والعالم يراقب من كثب حجم الكارثة الإنسانية: عشرات آلاف الضحايا المدنيين، وموجات تهجير واسعة، ودمار غير مسبوق. لكن وسط هذا المشهد الدموي، لعبت شركات التكنولوجيا العملاقة في وادي السيليكون ــ مثل مايكروسوفت، وغوغل، وأمازون، وميتا ــ دوراً أقل ظهوراً إعلامياً، لكنه محوري في تمكين البنية التحتية الرقمية، وأدوات الذكاء الاصطناعي، ومنصات الدعاية التي ساهمت في دعم آلة الحرب الإسرائيلية.
خمس وقائع موثقة تكشف كيف تحوّلت براعة هذه الشركات التقنية إلى أداة في خدمة المراقبة، والقتل، والتطبيع الدعائي المرتبط مباشرة، وباعتراف مراقبين أمميين، بتمكين الاحتلال الإسرائيلي من الإبادة المستمرة.

1. مايكروسوفت: من "أزور" إلى التجسّس على الفلسطينيين

تحقيق مشترك لموقع +972، ولوكال كول، وذا غارديان، كشف أن مايكروسوفت عدّلت منصّة الحوسبة السحابية "أزور" بناءً على طلب وحدة الاستخبارات الإسرائيلية 8200، بحيث باتت تستضيف كميات هائلة من البيانات الصوتية التي جُمعت من مكالمات الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.
بحلول منتصف 2025، كانت خوادم الشركة تحتوي على ما يقارب 11,500 تيرابايت من البيانات العسكرية، أي ما يعادل 200 مليون ساعة من التسجيلات، استخدمت في التخطيط لغارات وعمليات عسكرية. "مايكروسوفت"، من جانبها، أنكرت علمها بأي استخدام مسيء، ووصفت التعاون بأنه "فرصة تجارية"، و"لحظة تسويقية للعلامة التجارية".

2. غوغل ومشروع "نيمبوس"

في عام 2021، أطلقت شركتا غوغل وأمازون مشروع نيمبوس بقيمة 1.2 مليار دولار، لتزويد الحكومة الإسرائيلية ــ بما في ذلك الجيش وأجهزة الاستخبارات ــ بخدمات سحابية وأدوات ذكاء اصطناعي.
بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ومع انهيار بعض الأنظمة الداخلية الإسرائيلية، تدخّلت غوغل ومايكروسوفت وأمازون لتعويض النقص، ما وفّر بنية أساسية وخدمات حاسمة للعمليات العسكرية. تقرير المقررة الخاصة للأمم المتحدة، فرانشيسكا ألبانيزي، أشار إلى أن هذه الشركات جزء من "مشروع إجرامي مشترك" مكّن إسرائيل من مواصلة الحرب بأدوات تكنولوجية متقدّمة.

3. غوغل والذكاء الاصطناعي

وثائق حصلت عليها صحيفة واشنطن بوست الأميركية، أكدت أنه في الأسابيع التي تلت طوفان الأقصى، استجابت "غوغل" لطلبات جيش الاحتلال الإسرائيلي بتوسيع الوصول إلى أدوات فيرتكس AI لمعالجة البيانات التشغيلية.
لاحقاً، ومع استمرار حرب الإبادة وتصاعد أعداد الشهداء، طلب الجيش الوصول إلى منصة جيميناي بهدف تطوير مساعد ذكاء اصطناعي لمعالجة بياناته. هذه القرارات جاءت رغم احتجاجات موظفين داخل "غوغل"، وفصل أكثر من 50 منهم بسبب معارضتهم لمشروع نيمبوس ودوره في الحرب.

4. ميتا: منصّة لدعاية المستوطنات

تحقيق أجرته الجزيرة في مارس/ آذار 2025 كشف أن "فيسبوك" استضاف أكثر من 100 إعلان مدفوع يروّج المستوطناتِ الإسرائيليةَ غيرَ القانونية في الضفة الغربية، مستخدماً صوراً لحياة مثالية لجذب مشترين دوليين.
كما سمحت "ميتا" بإعلانات لجمع التبرعات لوحدات عسكرية إسرائيلية في غزة، بينها فرق قنص ووحدات طائرات مسيّرة، في مخالفة لسياسات الشركة التي تحظر ترويج استخدام الأسلحة. خبراء قانونيون اعتبروا أن هذه السياسة تساهم في تطبيع أعمال مخالفة للقانون الدولي الإنساني.

5. تقرير أممي: شركات التكنولوجيا شريكة

في 30 يونيو/ حزيران 2025، أصدرت المقررة الخاصة للأمم المتحدة، فرانشيسكا ألبانيز، تقريراً بعنوان من اقتصاد الاحتلال إلى اقتصاد الإبادة، سمّت فيه مايكروسوفت، وألفابت (الشركة الأم لغوغل)، وأمازون بوصفها ركائز في البنية التكنولوجية التي يعتمد عليها الجيش الإسرائيلي في إدارة حملته العسكرية على غزة.
التقرير وصف الحرب بأنها "أول إبادة جماعية مُدارة بالذكاء الاصطناعي وبث مباشر"، وأكد أن هذه الشركات وفرت حماية سيادية للبيانات تمنع ملاحقة المستخدمين قضائياً، مما منح الغطاء لعمليات تُصنَّف جرائمَ دولية.

وادي السيليكون والسقوط في الامتحان

هذه الوقائع لا تمثل أخطاء معزولة، بل تكشف نمطاً هيكلياً يجعل من شركات التكنولوجيا العملاقة جزءاً من آلة الحرب، سواء عبر توفير بنية تحتية للتجسس، أو أدوات ذكاء اصطناعي لتسريع العمليات العسكرية، أو منصات تتيح نشر الدعاية وجمع التمويل.
حين تتحول "أزور" إلى أرشيف للتنصّت، و"نيمبوس" إلى جسر بين الحوسبة السحابية وجيش يرتكب إبادة جماعية، و"فيسبوك" إلى واجهة لتسويق المستوطنات، لم يعد الحديث عن حياد تقني، بل عن شراكة فعلية في إدارة الحرب.
 

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية