الشارع الشيعي بعد دعوات تسليم سلاح حزب الله: خوف من التهميش وتمسّك بـ"درع" الوجود
عربي
منذ ساعتين
مشاركة

يشهد لبنان تظاهرات احتجاجية من قبل حزب الله وجمهوره ضد تسليم سلاح الحزب وذلك في إطار الجدل المستمر حول دور هذا السلاح خارج إطار الدولة وتأثيره على الاستقرار السياسي والأمني في البلاد. ويرى المحتجون أن سلاحهم يمثل تحديا لسيادة الدولة اللبنانية وتهديدا لوحدتها.

في ظل التصعيد السياسي الأخير والدعوات المتكررة من الحكومة اللبنانية والمجتمع الدولي لحصر السلاح بيد الدولة، يعيش الشارع الشيعي في لبنان حالة من القلق العميق والمشاعر المختلطة. بالنسبة لكثير من أبناء الطائفة، لا ينظر إلى سلاح "حزب الله" على أنه مجرّد مسألة عسكرية، بل يعد جزءا من الهوية السياسية والدفاعية التي تشكّلت على مدى عقود، خصوصا بعد الحرب الأهلية وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب عام 2000.

"لسنا ضد الدولة، لكن أين هي الدولة التي تحمينا؟" تقول ام علي من سكان حي ماضي، وهي تعكس بذلك صوتا شائعا بين جمهور الحزب.

البعض يرى في تسليم السلاح الآن خضوعاً للضغوط الدولية على حساب الكرامة الوطنية، بينما يرى آخرون أن "الحملة" تحمل طابعاً انتقائيا يستهدف طائفة بعينها دون أخرى.

تجلّت هذه المشاعر بوضوح حيث خرجت استعراضات للدراجات النارية في شوارع الضاحية رافعة أعلام "حزب الله"، ومردّدة شعارات ترفض تفكيك "سلاح المقاومة".

هذه التحرّكات لا تعبّر فقط عن دعم لحزب الله، بل عن حالة عامة من الرفض الشعبي لأي مسّ بما يعتبره الجمهور الشيعي "صمّام أمان" في وجه أي تهديد داخلي أو خارجي.

وما يمكن القول ان الشارع الشيعي يقف في موقع المعادلة الأصعب: فالحفاظ على سلاح يعتبره درعا لوجوده، مقابل المطالبة ببناء دولة عادلة وسيدة. ومع غياب الثقة الكاملة بمؤسسات الدولة، يبقى تمسّك الشارع بالسلاح انعكاسا لشعور عميق بعدم الأمان والخوف من التهميش.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية