
وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الخميس رسالة إلى ذوي قتلى الجيش وجرحاه مطمئنا إياهم بعدم وجود "أي تنازلات" بشأن مسار "تركيا خالية من الإرهاب"، بعدما أعلن "حزب العمال الكردستاني" في 12 مايو/ أيار الماضي، قراره بحل نفسه وإلقاء السلاح استجابة لدعوة مؤسسه عبد الله أوجلان، الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد في تركيا. وتأتي رسالة أردوغان في إطار جهود الحكومة لإقناع ذوي القتلى والجرحى بالمسار المستمر والذي قد يؤدي لاحقاً لإطلاق سراح المسجونين من قيادات "الكردستاني" وعناصره، وهو ما قد يثير حفيظة الأهالي.
ومن المنتظر أن تنقل كوادر حزب "العدالة والتنمية" الحاكم رسالة أردوغان خلال الأيام المقبلة، على أن تقدم بشكل رسالة خاصة منه إلى العائلات. وجاء في رسالة الرئيس التركي "إذا كان مواطنونا البالغ عددهم 86 مليوناً يعيشون في سلام وأمان، فإن النصيب الأكبر من ذلك يعود بلا شك لشهدائنا ومحاربينا القدامى، وحماية إرثهم هي أهم واجبات الدولة". وأضاف "منذ اليوم الأول لقدومنا للسلطة حاربنا جميع أشكال الإرهاب وضحينا بآلاف الأرواح، لكننا لا نستطيع أن ننسى القيم المقدسة التي قدمت الدماء من أجلها، وحاليا نسير مع الشعب نحو أهداف تركيا خالية من الإرهاب، وإنقاذها إلى الأبد من آفة دامت نصف قرن".
وطمأن أردوغان ذوي الشهداء والجرحى بالقول "لم يكن هناك، ولن يكون هناك، أي مساومة أو تفاوض أو تنازلات، ولم تُتخذ، ولن تُتخذ، أي خطوات لإيذاء أرواح الشهداء أو إيذاء العائلات، وعند تحقيق أهداف تركيا خالية من الإرهاب، ومن ثم منطقة خالية من الإرهاب، سيفتح أمامنا فصل جديد تماماً، وستصل أخوتنا التي تمتد لألف عام إلى مرحلةٍ جديدة تماماً. وختم رسالته بالقول "ستُجتث بذور الشقاق التي زرعت بيننا إلى الأبد".
بدوره، قال رئيس البرلمان التركي نعمان قورطولموش في كلمة له اليوم خلال فعالية بالبرلمان لعمل لجنة "التضامن الوطني والأخوة والديمقراطية" التي شكلها البرلمان بهدف "إخراج الإرهاب بشكل كامل من أجندة تركيا، وتعزيز التكامل الاجتماعي، وترسيخ أواصر الأخوة والوحدة الوطنية، والقيام بإجراءات في مجالات الحرية والديمقراطية وسيادة القانون". وتطرق أيضا للمرحلة مطمئنا أهالي الضحايا وعموم الشعب بالقول "هذه ليست مفاوضات مع الكردستاني، بل هي من أجل جعل تركيا خالية من الإرهاب والمرحلة التي تلت إعلان الكردستاني حل نفسه".
وتابع: "نرى أن التنظيمات الإرهابية استُخدمت كأدوات من قبل الدول وتركيا تسعى عبر المسار لجعل المنطقة خالية من الإرهاب، حيث مر نصف عمر الدولة التركية أي خمسون عاماً في محاربة الإرهاب، كلفت 3 ترليون دولار وأدت لمقتل عشرات الآلاف من شباب تركيا والموظفين ولا نرغب بدفع ثمن مماثل، بل تعزيز الأخوة التاريخية". وأوضح "كل شهيد ذكراه وألمه سيكون نبراسا لنا وسنواصل احترام ذكراهم إلى الأبد، وسنتوج روح الاستقلال بالديمقراطية والتنمية".

أخبار ذات صلة.
