
تتواصل عمليات انتشال جثث المهاجرين الأفارقة الذين قضوا غرقاً في مركب قبالة سواحل اليمن، فجر الأحد، في فاجعة هلك فيها 76 شخصاً على الأقلّ وفُقد العشرات بحسب مصادر أمنية يمنية لـ"فرانس برس".
وأفاد مدير أمن محافظة أبين العميد أبو مشعل الكازمي "العربي الجديد" بأن عمليات البحث والانتشال لا تزال مستمرة بالتنسيق مع الأجهزة القضائية، مشيراً إلى ورود بلاغات جديدة بوجود جثث أخرى على طول الساحل، ما يرجّح ارتفاع حصيلة الضحايا.
وأكد الكازمي أن قوات الأمن توجّهت إلى موقع الحادث، ونفّذت عملية توثيق لانتشال الجثث بحضور وكيل نيابة البحث والسجون في أبين، مشيراً إلى أن العملية جرت وسط غياب سيارات الإسعاف ونقص في وسائل نقل الجثث. وناشد الكازمي المنظمات الدولية والإنسانية القيام بواجبها في وقف هذه الظاهرة المأساوية، والعمل على حماية المهاجرين وصون كرامتهم.
كما دعا القوات الدولية المعنية بتأمين المياه الإقليمية في البحر الأحمر والبحر العربي إلى اتخاذ إجراءات حازمة لوقف حملات التهريب، مؤكداً أن المهرّبين لا يكترثون لحياة البشر، ويسعون فقط وراء المكاسب. ولفت إلى أن محافظة أبين تفتقر إلى مركز إيواء مخصص لاستيعاب المهاجرين غير النظاميين الذين يجرى ضبطهم، ما يزيد من تعقيد التعامل مع هذه الأزمة.
وتواصل فرق أمنية من قوات الأمن العام والحزام الأمني في محافظة أبين، جنوبي اليمن، عمليات انتشال جثث المهاجرين غير النظاميين من الجنسية الإثيوبية (أورومو)، الذين لقوا حتفهم غرقاً في البحر قبالة سواحل المحافظة أثناء محاولتهم التسلل إلى الأراضي اليمنية على متن قوارب تهريب قادمة من القرن الأفريقي.
ووفقاً لمصادر "العربي الجديد"، فقد عُثر على الجثث في مناطق متفرقة بين شُقرة وأبين، بعدما قذفتها أمواج البحر الذي يشهد عادةً اضطراباً شديداً خلال شهر أغسطس/آب، ما يرجّح وجود مزيد من الجثث المفقودة في عرض البحر لم تُنتشل بعد.
من جهته، أفاد مدير مكتب الإعلام في محافظة أبين ياسر باعزب "العربي الجديد" بأن مأساة الغرق الجديدة وقعت قبالة ساحل الشيخ عبد الله في مدينة زنجبار، عاصمة المحافظة، مشيراً إلى أن عدد الجثث التي نُقلت إلى مستشفى زنجبار بلغ 15 جثة حتى الآن. ولفت باعزب إلى أن السواحل اليمنية شهدت في الآونة الأخيرة عدداً من حوادث الغرق الجماعية للمهاجرين الأفارقة، خصوصاً من حاملي الجنسية الإثيوبية، مشدداً على أن هذه الظاهرة باتت تمثل فاجعة متكررة تستدعي تحركاً إقليمياً ودولياً لمعالجة جذورها.
من جانبها، ناشدت الأجهزة الأمنية في محافظة أبين الجهات المعنية المحلية والدولية كافة التدخل العاجل واتخاذ إجراءات رادعة لوقف هذا التدفق غير النظامي للمهاجرين عبر المياه الإقليمية اليمنية، الذي بات يشكل خطراً إنسانياً وأمنياً متصاعداً، مشددة على ضرورة تعزيز التنسيق بين السلطات البحرية، ومنظمات الهجرة، والمنظمات الدولية ذات الصلة، لمنع شبكات التهريب من استغلال السواحل اليمنية نقطةَ عبور للمهاجرين، مؤكدة أن المحافظة لم تعد قادرة على تحمل أعباء هذه الموجات المتكررة في ظل الأوضاع الأمنية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.
وكان مركب يقل 157 من المهاجرين الأثيوبيين غير النظاميين قد انقلب، فجر الأحد، قبالة سواحل محافظة أبين، جنوبي اليمن، أثناء محاولتهم الوصول إلى اليمن ومنها إلى دول الخليج العربي.
وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، قتل ما لا يقل عن 20 مهاجراً إثيوبياً، 9 نساء و11 رجلاً، بعد غرق قارب بالقرب من مديرية ذو باب بمحافظة تعز جنوب غربي اليمن. وفي مارس/ آذار الماضي، قضي 186 مهاجراً إثر حادثة انقلاب أربعة قوارب تقلهم قبالة سواحل اليمن وجيبوتي.
وبحسب بيان سابق لمنظمة الهجرة الدولية، فإن طريق الهجرة بين القرن الأفريقي واليمن أودى بحياة 558 شخصاً في عام 2024. ووفق إحصائيات أممية، فقد سجل مشروع المهاجرين المفقودين التابع لمنظمة الهجرة الدولية 3 آلاف و435 حالة وفاة وفقدان لمهاجرين على طول الطريق الشرقي؛ بما في ذلك 1,416 شخصاً توفوا غرقاً منذ عام 2014.
يذكر أن 60 ألفاً و897 مهاجراً أفريقياً قد دخلوا اليمن خلال العام الماضي قادمين من إثيوبيا والصومال عبر رحلات بحرية محفوفة بالمخاطر، وفق تقارير منظمة أممية.
