يتأهب جيلٌ صاعد من اللاعبين العرب للتألق في الدوري الفرنسي خلال موسم يُتوقع أن يكون مليئاً بالتحديات، وتبرز مجموعة من الأسماء المرشحة للحصول على فرص أكبر مع أنديتها، بفضل الأداء اللافت الذي قدّمته خلال الفترة التحضيرية، ويأمل المدربون أن يواصل هؤلاء اللاعبون التألق على المنوال نفسه، ويثبتوا أنهم صفقات رابحة، رغم أن بعضهم ينشط مع الفريق الأول منذ فترة، بل إن منهم من تلقّى تكوينه داخل النادي منذ الفئات السنية الصغرى.
ونشرت مجلة ليكيب الفرنسية، أمس الأحد، قائمة تضمّ مجموعة من اللاعبين الشباب المتوقع تألقهم في الموسم المقبل، وشملت عدداً من الأسماء العربية التي خطفت الأنظار بمواهبها الواعدة، من بينها الجزائري ياسين بن حطاب (22 عاماً)، لاعب خط وسط نانت الهجومي، الذي يمتلك القدرة على اللعب في الجهة اليمنى. ويعود بن حطاب إلى صفوف "الكناري" بعد فترة إعارة مع ناديه السابق أوبانيي، يحمل معه طموح التألق ورغبة جامحة في إثبات الذات داخل أجواء الدوري الفرنسي.
وأثار الجزائري لاعب أولمبيك ليون، خالص مراح (18 عاماً)، الكثير من الاهتمام بعد تألقه اللافت في مباراة ودية أمام نجوم بايرن ميونخ الألماني، إذ أظهر مستوى مميزاً رغم صغر سنه وقلة خبرته، واتسم أداؤه بثبات وهدوء لافتين، دفعا بعض المتابعين إلى مقارنته بنجم برشلونة بيدري غونزاليس (22 عاماً). ويُعد مراح من خريجي أكاديمية ليون، حيث تلقى تكوينه منذ الفئات السنية، ويُنظر إليه اليوم على أنه واحد من أبرز المواهب الصاعدة في النادي.
ويتأهب المغربي إلياس بلمختار (17 عاماً)، لخطف الأضواء مع نادي موناكو، مستنداً إلى مهاراته الفنية العالية، وسرعته، وقدرته على المراوغة في المساحات الضيقة. ويشغل بلمختار مركز الجناح الأيمن، الذي تألق فيه الموسم الماضي النجم ماغنيس أكليوش (23 عاماً)، صاحب الأصول الجزائرية، الذي ترك بصمة مميزة مع نادي الإمارة. ويُعدّ الموهبة المغربي أحد أبرز المواهب الصاعدة في أكاديمية موناكو، وسط توقعات بمنحه فرصة مع الفريق الأول قريباً.
وستتجه الأنظار هذا الموسم نحو نادي ستراسبورغ، لمتابعة تطور المغربي سمير المرابط (19 عاماً)، الذي يشغل مركز وسط الميدان المحوري، ويمنحه طوله الفارع (1.86 متر)، وقوته البدنية، ميزة واضحة في الكرات الهوائية والصراعات الثنائية، ما يعزز من حضوره في فريقه. وبعد أن تألق مع فريقي تحت 19 عاماً والرديف، يطمح المرابط لمواصلة مساره التصاعدي، سعياً لتأكيد مكانته ضمن الفريق الأول، وسط آمال كبيرة يعلّقها عليه الجهاز الفني في النادي.
في ظل هذا الزخم من المواهب العربية الصاعدة، يبدو الموسم الجديد في الدوري الفرنسي واعداً بمشاهد مميزة تحمل توقيع لاعبين تربّوا في بيئات مختلفة، لكن يجمعهم الطموح ذاته: كتابة أسمائهم بأحرف بارزة في سجّل البطولة. وبين من يسعى لتثبيت أقدامه ومن يطرق أبواب الفريق الأول، تبدو التحديات كبيرة، لكن الفرصة سانحة أمام هؤلاء لفرض أنفسهم في واحدة من أقوى البطولات الأوروبية، في رحلة لا تُقاس بالعمر، بل بالإصرار والإبداع.
