بعد عام من الأزمة.. إثيوبيا تعين سفيراً جديداً لدى الصومال
عربي
منذ يومين
مشاركة

في خطوة تعكس عودة العلاقات بين الصومال وإثيوبيا، تسلّم وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في الحكومة الصومالية، عبد السلام عبدي علي، اليوم الاثنين، نسخة من أوراق اعتماد السفير الجديد لإثيوبيا لدى الصومال، سليمان ديديفو ووشي، وذلك خلال مراسم رسمية عقدت في مقديشو.

وخلال اللقاء، رحّب الوزير الصومالي بالسفير الإثيوبي، متمنيًا له التوفيق في أداء مهامه الجديدة، وأكد أهمية تعزيز العلاقات الثنائية والدفع قدماً بالتعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين الجارين، بما يعكس تطلعات الشعبين الصومالي والإثيوبي نحو مزيد من التفاهم والتكامل.

تأتي هذه الخطوة بعد عام من التوتر الدبلوماسي غير المسبوق بين مقديشو وأديس أبابا، والذي اندلع مطلع عام 2024 إثر توقيع الحكومة الإثيوبية مذكرة تفاهم مثيرة للجدل مع إدارة أرض الصومال (إقليم صوماليلاند غير المعترف به دوليا). الاتفاقية، التي تضمنت منح إثيوبيا منفذاً بحرياً على ساحل البحر الأحمر مقابل اعتراف محتمل باستقلال هرجيسا، قوبلت برفض شديد من الحكومة الفيدرالية الصومالية التي اعتبرتها انتهاكا صارخا لسيادتها ووحدة أراضيها.

وتدهورت العلاقات بين البلدين إلى حد سحب السفراء وتجميد عدد من الاتفاقيات الثنائية، كما تصاعدت حدة الخطاب السياسي والإعلامي، ما أثار مخاوف إقليمية ودولية من احتمال انزلاق المنطقة إلى مواجهة مباشرة.

غير أن وساطة نشطة قادتها الحكومة التركية أثمرت في ديسمبر/كانون الأول عام 2024 عن اتفاقية أنقرة بين الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، توصلا فيها إلى تفاهمات تضع خريطة طريق لإعادة بناء الثقة، واحترام وحدة أراضي الصومال، ووقف أي خطوات أحادية قد تضر بالعلاقات الثنائية.

وبحسب خبراء، يمثل تسلّم أوراق اعتماد السفير الإثيوبي الجديد مؤشرا قويا على تجاوز البلدين للمرحلة الحرجة، وعودة التواصل الرسمي إلى مجراه الطبيعي. كما يعكس التزاما مشتركا من مقديشو وأديس أبابا بإعادة بناء الثقة والانخراط في حوار بنّاء يخدم مصالح الشعبين، ويُعزز الاستقرار الإقليمي في منطقة القرن الأفريقي التي تشهد تحديات أمنية وجيوسياسية متزايدة.

وتُعد إثيوبيا من أبرز الشركاء الإقليميين للصومال في ملفات الأمن والتنمية والتكامل الاقتصادي، إذ تساهم بنحو ألفي جندي في البعثة الأفريقية الجديدة (أوصوم)، وهو ما يجعل من عودة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بينهما تطورًا مهماً في سياق نزع فتيل التوترات في منطقة القرن الأفريقي.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية