مسيرة سيدني مع غزة تورّط الإعلام الأسترالي
عربي
منذ ساعتين
مشاركة

يواجه الإعلام الأسترالي ورطة بعدما وُضع أمام واقع المسيرة الحاشدة، التي نظمها عشرات الآلاف من المتظاهرين عبر جسر هاربور الشهير في مدينة سيدني الأسترالية أمس الأحد، متحدين الأمطار الغزيرة، ومطالبين بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وإيصال المساعدات إلى أهالي القطاع. ووصف رئيس تحرير صحيفة بيتوتا أدفوكيت، كلانسي أوفيريل، حال الصحافة في بلاده بإنها تعيش "أزمة وجودية بعد إدراكها أن 'فلسطين حرة' شعار قد يمتد إلى ما هو أبعد من حدائق الجامعات وإنستغرام".

نبذة عن انحياز الإعلام الأسترالي

منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على الغزيين والإعلام يحاول التأثير على المواطن الأسترالي لدعم الاحتلال، سواء من خلال التجاهل التام، أو من خلال تبرير جرائم الاحتلال، كما سبق أن قرّرت هيئة البث الأسترالية (إيه بي سي) فصل المذيعة أنطوانيت لطوف، على خلفية نشرها تدوينات داعمة لفلسطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كذلك سافر صحافيون من أستراليا في رحلات مدفوعة التكاليف بالكامل إلى فلسطين المحتلة، نظمتها مجموعات مؤيدة لحكومة الاحتلال. 

ووقّع عاملون في وسائل الإعلام الأسترالية رسالة تطالب بتقديم تقارير أفضل لما يحصل في غزة، وتضمّنت توقيعات صحافيين ومحرّرين وشخصيات إعلامية بارزة من غرف الأخبار في "إيه بي سي"، و"ذا غارديان أستراليا"، و"سيدني مورنينغ هيرالد"، و"ذي إدج"، و"شوارتز ميديا"، وغيرها. لكن بدلاً من صحوة ضمير، أثارت الرسالة رداً صارماً في أكثر من مؤسسة إعلامية أسترالية، وتسبّبت في استبعاد الموقّعين عن تغطية العدوان الإسرائيلي على غزة

الإعلام الأسترالي يفشل

لكن محاولات الإعلام الأسترالي باءت بالفشل؛ إذ وجد استطلاع أجرته مؤسّسة يوغوف أن 81% من الأستراليين يؤيدون وقف إطلاق النار في غزة، و53% يؤيدون اتخاذ الحكومة الأسترالية المزيد من الإجراءات لتحقيق هذا الهدف.
وحزبياً وجد الاستطلاع أن 89% من ناخبي حزب العمال يؤيدون وقف إطلاق النار، ويؤيد 62% المزيد من الإجراءات الحكومية، و74% من ناخبي الائتلاف يؤيدون وقف إطلاق النار، و45% منهم يريد المزيد من العمل لتحقيق الوقف.

هذه الأرقام انعكست حقيقة واضحة أمس الأحد على جسر هاربور. عشرات الآلاف الذي حضروا لا يمثلون إلّا جزءاً من المتظاهرين الذين كانوا ليحضروا لولا الظروف الجوية القاسية، ورغم ذلك كان هذا الحشد واحداً من أكبر الحشود التي سارت على جسر هاربور في تاريخه رغم الرياح العاتية والأمطار الغزيرة هاتفين "وقف إطلاق النار الآن" و"فلسطين حرة".

وفي مقال نشره موقع إيجا باسيفيك ريبورت، علّق أوفيريل: "مع وجود عدد كبير من الأسماء البارزة مثل جوليان أسانج ورئيس وزراء نيو ساوث ويلز السابق بوب كار، أصبح من الصعب جداً على وسائل الإعلام الآن وصف هؤلاء المتظاهرين بأنهم 'متعاطفون مع الإرهاب'. ومن الواضح أيضاً أن معاناة الفلسطينيين تتجاوز بكثير حدائق الجامعات وصور 'إنستغرام' التي رُفضت منذ ذلك الحين باعتبارها تأملات 'نخب منعزلة من سكان الأحياء الداخلية' و'معاداة سافرة للسامية'. كما تُمثل مسيرة 'الأحد الماطر' في سيدني ضربةً موجعة لحكومتَي حزب العمال الفيدرالية والولائية، اللتين عملتا بلا كلل على قمع هذه الاحتجاجات باستخدام سلطات الشرطة وقوانين مُناهضة لحرية التعبير".

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية