
رأى مدير عام المجلس الروسي للشؤون الدولية (منظمة غير ربحية معنية بدعم اتخاذ القرار في السياسة الخارجية)، إيفان تيموفييف، اليوم السبت، أن قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إعادة نشر غواصتين نوويتين قرب روسيا لا يحمل في طياته تغييرات هامة على قضايا الأمن، بل يشكل رسالة تحذيرية وسياسية فقط.
وأوضح تيموفييف لصحيفة "إر بي كا" الروسية، اليوم السبت، أن ترامب بصفته القائد الأعلى للجيش الأميركي يمكنه نظريا إصدار أمر بتغيير موقع مرابطة الغواصتين، ولكن هذه "خطوة سياسية واستعراضية بحتة" لا تشكل تهديدا كبيرا على الأمن والاستقرار الاستراتيجي، مشيرا إلى أن روسيا يمكنها الرد بخطوات مماثلة.
ولفت إلى أن الغواصات إما تؤدي دوريات بصورة دائمة وإما تخضع للصيانة أو التحديث بالقواعد الأميركية، مقرا في الوقت نفسه بأنها قادرة على إطلاق الصواريخ منها. وفي معرض تعليقه على آفاق الحوار الروسي الأميركي، أضاف: "من البديهي أن روسيا لا تقبل لغة الإنذارات، ومع ذلك، لا تقطع العملية التفاوضية". وذكّر بأن وفد المفاوضين الروس أجرى ثلاث جولات من المفاوضات مع أوكرانيا في إسطنبول، "ما يعني أن روسيا لا تغلق الباب، ولكن أيضا لن تسلّم مواقعها". وخلص إلى أن بدء ترامب بتنفيذ تهديداته في الأيام المقبلة "لن يحقق أي نتائج عملية"، وفق تقديره.
وكان ترامب قد أعلن أمس الجمعة، عن نشر غواصتين نوويتين "في المناطق المناسبة" على مقربة من روسيا، وذلك بعد سجاله مع نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، الرئيس السابق، دميتري مدفيديف، الذي وجه انتقادات إلى قرار ترامب تقليص المهلة لتسوية النزاع في أوكرانيا من 50 يوما إلى عشرة أيام فقط، مذكرا بـ"اليد الميتة"، وهي التسمية الغربية للمنظومة الروسية لشن ضربة نووية جوابية بصورة تلقائية في حالة القضاء على القيادة العليا ومراكز التحكم ومقار القوات النووية الروسية.
ومنذ بدء الحرب الروسية المفتوحة في أوكرانيا عام 2022، لم يكفّ مدفيديف الذي عرف كسياسي ليبرالي في سنوات رئاسته (2008 - 2012)، عن تداول منشورات مثيرة للجدل عبر قناته على "تليغرام" يلوح فيها بإمكانية إعادة تفعيل عقوبة الإعدام تارة ويهدد باستخدام السلاح النووي تارة أخرى، وبات ينافس في تصريحاته المثيرة للضجة النائب الشعبوي، رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي فلاديمير جيرينوفسكي.
