تتواصل في محافظة السويداء، جنوبي سورية، اليوم السبت، عمليات إجلاء المدنيين في ظل التوترات الأمنية المتصاعدة بين القوات الحكومية وفصائل محلية تسيطر على المدينة، حيث غادرت دفعة جديدة من المدنيين نحو محافظة درعا، بعد نحو عشرة أيام من بدء هذه العمليات. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن ست حافلات وصلت إلى مدينة بصرى الشام بريف درعا الشرقي، تمهيداً لنقل مدنيين من السويداء، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وكانت وزارة الداخلية السورية قد أعلنت، في 21 من الشهر الماضي، بدء إجلاء عائلات من عشائر البدو كانت محتجزة في السويداء، بموجب اتفاق يقضي بخروج المدنيين الراغبين في مغادرة المحافظة مؤقتاً، حتى تأمين ظروف عودتهم الآمنة. وشملت الدفعة الأولى آنذاك نحو 1500 شخص.

وفي 30 يوليو/تموز الماضي، وصلت إلى محافظة درعا قافلة إجلاء قادمة من السويداء، بإشراف الهلال الأحمر السوري، وكانت تضم نحو 200 شخص، إضافة إلى 15 جثة. وغادرت حافلتان مدينة السويداء عبر معبر بصرى الشام، تقلان 80 شخصاً يحملون جنسيات ألمانية وأميركية وأردنية، متجهتين نحو معبر نصيب على الحدود مع المملكة الأردنية الهاشمية.

وأعلنت محافظة درعا، أول من أمس، أن عدد الأشخاص الذين تم ترحيلهم أو نزحوا من محافظة السويداء، ومعظمهم من عشائر البدو، ووصلوا إلى مناطق مختلفة داخل درعا، بلغ نحو 25 ألف شخص. وأشارت المحافظة إلى نيتها البدء في إقامة مخيمات لاستيعابهم، مع اقتراب افتتاح المدارس مطلع سبتمبر المقبل، ما سيضطر النازحين لمغادرة المدارس التي تؤوي حالياً معظمهم.

وفق أرقام الأمم المتحدة، نزح أكثر من 170 ألف شخص من مناطقهم في محافظة السويداء جنوبي سورية منذ 13 من الشهر الماضي، متجهين نحو مدن شهبا، السويداء، صلخد، والقرى التابعة لها. يقيم النازحون في مراكز إيواء افتُتحت حديثاً، إضافة إلى مدارس ومقامات دينية. كما يستضيف السكان في المناطق الآمنة أقاربهم من النازحين في منازلهم، معتمدين على مساعدات إغاثية تدخل عبر الممر الإنساني. بالإضافة إلى أن أكثر من 30 قرية تقع في غرب وشمال وشمال شرق السويداء، لا يستطيع سكانها العودة إليها حتى اليوم، بسبب تعرضها للحرق أو سيطرة قوات العشائر والأمن العام السوري عليها.

قافلة مساعدات إلى دمشق

من جهة أخرى، وصلت إلى دمشق اليوم قافلة مساعدات قادمة من مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في شمال شرق سورية محمّلة بـ55 طناً من الغذاء والطحين، ومن المقرر أن تواصل سيرها باتجاه محافظة السويداء. وكانت قافلة مساعدات إنسانية قد دخلت أمس الجمعة عبر الممر الإنساني من بصرى الشام، ضمت أربعة صهاريج مازوت مخصصة للمؤسسات الخدمية.