
شهدت مباراة الجولة الثالثة من سداسي التتويج في الدوري الليبي أجواءً مشحونة، خلال ديربي طرابلس بين الاتحاد والأهلي، إذ اتصفت المواجهة بندية كبيرة وعنف، وشهدت تفوقاً واضحاً للأهلي، قبل أن يندلع شجار بالأيدي بين لاعبي الفريقين في الدقيقة 68، إثر احتكاك داخل الملعب. وتدخل الحكم لاحتواء الموقف، وأشهر البطاقة الحمراء في وجه لاعب من كل فريق، سعياً لفرض الانضباط وإنهاء التوتر.
وسارت المباراة بشكل طبيعي، وسط تفوق واضح للنادي الأهلي بنتيجة أربعة أهداف مقابل واحد، إلى أن أشعل تدخل عنيف من أحد لاعبيه شرارة التوتر داخل الملعب، وتصاعدت حدة الاحتقان بعدما اندفع حارس مرمى الاتحاد، معاذ اللافي، من مرماه حتى منتصف الملعب، لتوبيخ لاعب الأهلي، مراد الهذلي. وردّ الحكم سريعاً بإشهار البطاقة الحمراء في وجه اللافي والهذلي معاً، لكن الحارس رفض مغادرة الملعب، ما خلق حالة من الفوضى والحيرة بين اللاعبين وأعضاء الطاقمين الفنيين.
وأبدى عشاق الكرة الليبية أسفهم الشديد لما آلت إليه الأحداث، بعدما تبادل لاعبو الفريقين وأفراد البعثتين اللكمات، في مشهد مؤسف، وقع خارج حدود البلاد، وبين أبناء مدينة واحدة. وتحولت أرضية الملعب إلى ما يشبه حلبة مصارعة، في صورة بعيدة كل البعد عن قيم الرياضة. ومن المنتظر أن يراجع الاتحاد الليبي لكرة القدم ما حدث، قبل اتخاذ قراراته التأديبية، مع تأكيد أهمية استكمال الدوري في أجواء مثالية تحفظ صورة اللعبة.
وبالعودة إلى الجانب الرياضي، فقد منح هذا الفوز نادي الأهلي طرابلس فرصة تعزيز صدارته لمجموعة سداسي التتويج، برصيد سبع نقاط، ليقترب خطوة إضافية من منصة التتويج. ومع ذلك، تبقى المواجهات المقبلة حاسمة في رسم ملامح الموسم، وسط ترقّب جماهيري واسع للاحتفال بلقب طال انتظاره في شوارع العاصمة الليبية، ورغم هذا التفاؤل، يبقى الحديث عن التتويج النهائي سابقاً لأوانه.
ويبقى ما حدث في "ديربي" طرابلس دليلاً على التحديات، التي يواجهها الدوري الليبي، في سعيه نحو التطور والاحتراف، إذ تُختبر القيم الرياضية أمام ضغط النتائج وحرارة المنافسة. وبين التفوق الفني والانسياق نحو العنف، تبدو الحاجة ملحّة إلى مراجعة سلوكيات الأندية وضبط الأجواء، حتى لا تضيع إنجازات الملاعب في ظل مشاهد الفوضى، التي لا تليق بكرة القدم الليبية ولا بمكانتها المنشودة.
