حتى لا نلدغ من نفس الجحر - احمد عبدالملك المقرمي
حزبي
منذ 9 ساعات
مشاركة

المعركة الحقيقية للشعب اليمني اليوم؛ واضحة و ضوح الشمس، لا تشوبها راية عميّة، و لا يمكن أن ينافسها تَطفّل موقف سياسي موهوم.

    معركة الشــعب اليمني اليوم ؛ مع مشروع التخلف الحوثي و الإمامة و الكهنوت؛ معركة لا يأتيها باطل بين يديها،و لا يخامرها شك. فالشعب اليمني في موقف استعادة حق، و انتصار لهوية، و كرامة، و وطن.

 

   و من يرون غير ذلك فليأتوا ببرهان مبين، أو دليل ساطع دامغ ــ يزحزح ولو قليلا ــ القناعة بأن لا صوت يعلو فوق صوت المعركةالحقيقية، أو يسبقها في الترتيب. 

 

   عار على أي يمني حر ، و عار على أي وطني شريف ، و عار على أي مكون سياسي، أو اجتماعي، أو ثقافي.. الخ. أن يدعو للوحدة و الاتحاد ، و توحيد المواقف ، ثم يكون قوله و عمله، و ممارساته، و سياساته مناقضة، و مخالفة لما يقول.

 

   أجزم أن أي طرف سياسي أو اجتماعي، أو غيره لا يمكن أن يقول بأن هناك ما هو أولى بالتقديم من المعركة الحقيقية، التي هي مواجهة المشروع الظلامي للحوثي.

 

   كل الأطراف، و المكونات بمختلف مسمياتها تتحدث عن الأولوية لاستعادة مؤسسات الدولة و إسقاط الانقلاب.. و هذا نظريا أمر في غاية الأهمية ؛ لأنه الموقف الصحيح. و لكن يحتاج هذا القول إلى عمل ميداني يلمسه الجميع، حتى لا نكون ممن قال الله فيهم: " ياأيها الذين آمنو لم تقولون ما لا تفعلون".

 

   تعالوا ننظر إلى التناولات الإعلامية، و بعض التصريحات السياسية، و كذا بعض المواقف السياسية، ثم ننظر أين تصيب سهامها، و أين يقع تأثيرها؟

 

   لم لا تتضافر كل القوى السياسية، و الاجتماعية، و سائر المكونات لاسترداد الدولة و مؤسساتها و سيادتها حتى تتخلص اليمن من شر هذا المشروع الظلامي التعيس؟ ثم فليكن بعد ذلك التنافس تحت راية المبدأ و الحق و العدالة، و وفق ضوابط الثورة و الجمهورية و الحرية و الشورى.

 

   مرة أخرى تعالوا نتأمل التناولات الإعلامية لهذه الأيام القليلة التي مضت ؛ و أين توجهت، و نحو من صوبت السهام، و الرماح، و إلى أين اتجه القصف، و كم نسبة التناولات التي اتجهت في خدمة المعركة الحقيقية، و كشف بشاعة المشرع الانقلابي، و كم نسبة التناولات التي تحولت إلى نيران صديقة يقصف بعضها بعضا.

 

   ما لم نرتفع إلى مستوى التحدي، و مستوى الهدف المنشود، و مستوى المطط المشبوه الداعم للمشروع الظلامي؛ فسنجد انفسنا و قد تشرذمت الصفوف، و تباينت الرؤى، و تقزمت المواقف، و راجت سوق النكايات، و تصفية الحسابات الرخيصة؛ لتعاد مواقف خائبة كانت عاملا من أهم العوامل التي نفذ منها انقلاب 21 سبتمبر الأسود.

 

   و حتى لا نلدغ من نفس الجحر مرتين ؛ فلنقِ أنفسنا و وطننا و شعبنا نيران مخططات خسيسة بائسة ماكرة.  

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية