
سيكون المدير الفني لنادي ريال مدريد الإسباني تشابي ألونسو (43 عاماً) أمام اختبار كبير خلال الأيام القادمة، إذ يُنتظر منه اتخاذ قرارات حاسمة بشأن عدة أسماء لا تدخل ضمن خططه في الموسم الكروي الجديد. ومع اكتمال بعض التعاقدات مثل الظهير الإنكليزي ترنت ألكساندر أرنولد والمدافع الإسباني الشاب دين هويسن، بات الفريق يضم عدداً زائداً من اللاعبين في بعض المراكز، ما يفرض عليه إجراء عملية غربلة قبل نهاية سوق الانتقالات الصيفية الحالية.
وكشفت صحيفة آس الإسبانية، أمس الأحد، أن تشابي ألونسو يواجه خمسة ملفات شائكة يجب حسمها قبل الرابع من أغسطس/آب المقبل، وتتمثل في مستقبل النمساوي ديفيد ألابا، والفرنسي فيرلاند ميندي، والبرازيليين رودريغو وإندريك، وكذلك الإسباني داني سيبايوس. وتعرف إدارة ريال مدريد توجهها مع ثلاثة من هؤلاء، لكن الحسم النهائي لا يزال معلقاً بالنسبة للاعبين اثنين، ومن المنتظر أن يلتقي ألونسو بهم في فالديبيباس مع عودة الفريق للتدريبات، وسط ضغوط الميركاتو وضرورة اتخاذ قرارات جريئة قبل انطلاق الموسم.
ألابا يرفض التنازلات ويتمسك بالبقاء
أول الملفات وأعقدها هو ملف ديفيد ألابا (33 عاماً)، فرغم وجود أربعة مدافعين أمامه في الترتيب، وهم هويسن وميليتاو وروديغر وأسينسيو، بالإضافة إلى اعتماد ألونسو على اللاعب الشاب جوان مارتينيز، فإن المدافع النمساوي يرفض فكرة الرحيل، وليس فقط لأنه يؤمن بقدرته على استعادة مكانه، بل أيضاً لأنه يتقاضى ثاني أعلى راتب في الفريق (22.5 مليون يورو)، ويتبقى عام في عقده، ولا ينوي التنازل عن يورو واحد، وقد عرض عليه النادي تسوية لإنهاء العقد مبكراً، لكنه رفض تماماً، حيث لا ينوي ريال مدريد دفع كامل المستحقات، لذا يبقى أمامه خياران فقط، إما الاستغناء عنه أو الاستمرار حتى نهاية العقد.
ميندي الخاسر في صراع الأظهرة
لا يُعتبر وضع فيرلاند ميندي (30 عاماً) أفضل حالاً، خاصة مع وصول ألفارو كاريراس وتألق فران غارسيا في كأس العالم للأندية الأخيرة، وبات من المؤكد أن أحد الظهيرين يجب أن يرحل، وفي الوقت الحالي، يعد ميندي هو الأقرب، إذ لا ترغب إدارة النادي الملكي في التخلي عن فران، وترى أنه يتماشى أكثر مع فلسفة تشابي ألونسو. لكن خروج ميندي ليس سهلاً، إذ يمتد عقده حتى 2027، وسوقه محدودة جداً، كما أن الإصابات الأربع التي تعرض لها هذا الموسم ساهمت في انخفاض قيمته السوقية إلى نحو 14 مليون يورو، ما يجعل العروض المغرية نادرة جداً.
سيبايوس.. بين الرغبة والضرورة
يواجه داني سيبايوس (28 عاماً) مستقبلاً غير محسوم مع ريال مدريد، إذ لم يُبدِ رفضاً لفكرة الرحيل، لكنه في الوقت نفسه يُدرك أن فرصه في نيل دور أساسي ضمن التشكيلة تبدو محدودة. على الجانب الآخر، تتعامل إدارة النادي بحذر مع ملفه، وتعتبر أن السماح له بالمغادرة من دون تأمين بديل سيكون مجازفة، خاصة في ظل غياب بيلنغهام لفترة طويلة بسبب الإصابة. يُذكر أن سيبايوس شارك فقط 73 دقيقة خلال كأس العالم للأندية، وهو يعلم أن الاستمرارية في اللعب ستكون حاسمة لحجز مكان في قائمة إسبانيا لمونديال 2026، وتبقى المعضلة واضحة إما بقاؤه لحاجة الفريق، أو رحيله بشرط التعاقد مع لاعب وسط جديد.
مستقبل غامض ينتظر رودريغو
يُعد ملف رودريغو (24 عاماً) من أكثر القضايا تعقيداً في سوق انتقالات ريال مدريد هذا الصيف، إذ يتمسك اللاعب بالبقاء إلى حين التحدث مباشرة مع المدرب الإسباني لمعرفة ما إذا كان له مكان حقيقي في مشروعه الجديد، لكن المعطيات الفنية تشير إلى تهميشه، فقد شارك في 95 دقيقة فقط في مونديال الأندية، كما أن قدوم الأرجنتيني ماستانتونو ضيّق عليه الخناق في مركز الجناح الأيمن. إضافة إلى ذلك، تزداد المنافسة على المراكز الهجومية، ما يهدد حظوظ رودريغو في نيل دقائق كافية قبل مونديال 2026، ورغم أن ريال مدريد لا يعتزم بيعه بأقل من 100 مليون يورو، فإن الأندية الكبرى مثل ليفربول وأرسنال وبايرن ميونخ بدأت تتراجع، لتترك المجال أمام توتنهام خياراً وحيداً حتى الآن، مع محاولاته لتخفيض قيمة الصفقة.
إندريك.. بقاء مشروط مع ألونسو
يخص الملف الأخير إندريك (19 عاماً)، الذي لا ينوي الرحيل عن صفوف ريال مدريد، لكن وجود المهاجم غونزالو غارسيا يُعقّد المشهد، فالبعض يرى إمكانية التوافق بين اللاعبين نظراً لاختلاف أسلوبهما، فغونزالو أكثر تمركزاً بينما يتميز إندريك بالقوة والانطلاق، ومع ذلك، هناك من يرى أن بقاء أحدهما سيُقلل فرص الآخر، خاصة في نادٍ لا يعتمد كثيراً على التدوير، ولذلك قد يخرج إندريك على سبيل الإعارة فقط، لكن ذلك مرهون بعدد الدقائق التي سيحصل عليها.

أخبار ذات صلة.
