مساعدات لا تكفي لتحسين الوضع الإنساني في السويداء
عربي
منذ 7 ساعات
مشاركة

يواصل عدد من المنظمات الإنسانية بالتعاون مع الهلال الأحمر والحكومة السورية عمليات إدخال المساعدات الإنسانية إلى محافظة السويداء (جنوب)، التي يعاني سكانها تدهوراً كبيراً في الأوضاع المعيشية نتيجة قطع معظم الطرقات التي تربطها ببقية المناطق السورية منذ الأحداث الدموية التي حصلت فيها قبل عشرة أيام. 
ودخلت ثلاث قوافل مساعدات تابعة للهلال الأحمر السوري، وقافلة تابعة لمحافظة السويداء. وبينما تقول الجهات الرسمية إنها توزّع المساعدات داخل المحافظة، وإنها توصل الطحين إلى الأفران، والمستلزمات الطبية إلى المشافي والمراكز الصحية، فإنّ مصادر محلية من السويداء تعتبر أن المحافظة محاصرة من قبل الحكومة، وتنفي دخول مساعدات تكفي لسد أدنى الحاجات إلى المنطقة، وتنتقد ما أسمته "التوزيع غير العادل" للمساعدات، خاصة مع كمياتها المحدودة للغاية مقارنة بأعداد السكان.

في المقابل، تؤكد مصادر في دمشق أن الفصائل المرتبطة بالشيخ حكمت الهجري ترفض انخراط الحكومة السورية في عمليات إمداد المحافظة بما تحتاجه من مواد أساسية، وأن القوافل تدخل عبر الهلال الأحمر. 

تقول ناشطة في مجال الإغاثة من ريف السويداء الجنوبي، طلبت عدم ذكر اسمها لأسباب أمنية، لـ"العربي الجديد"، إنها موجودة منذ اليوم الأول للاشتباكات في مناطق جنوبي المحافظة، وإن القرية التي تقيم فيها وصلت إليها 52 عائلة نازحة. وتضيف: "الوضع مزرٍ للغاية حتى الآن، ولم تصل إلينا أية مساعدات، كما أن الأوضاع في محافظة السويداء عموماً متردية، فالمواد التي كان الأهالي يملكونها أو يخزنونها نفدت، وما كان متوفراً في المحال التجارية نفد أيضاً، كما أن الناس لم يعد لديها مال يمكن الشراء به". وتوضح الناشطة أن "هناك مساعدات تصل إلى السويداء بحسب ما نتابع، لكن حتى اللحظة لم يُوزّع أي شيء في قريتنا، والحديث عن توزيع غير عادل للمساعدات صحيح إلى حد ما، ولا بد من تحديد المسؤول عن ذلك. الوضع سيئ للغاية في ظل انعدام الخبز في ريف السويداء الجنوبي، مع صعوبات التنقل بسبب شح الوقود لدى معظم السكان، وهناك أيضاً صعوبات في الحصول على معلومات دقيقة حول آلية توزيع المساعدات الإنسانية".
من جهته، يؤكد مصدر في الهلال الأحمر السوري لـ"العربي الجديد" أن "إيصال المساعدات الإنسانية إلى السويداء مستمر، وأنه يجرى تسليمها إلى الجهات المختصة، إذ يُسلَّم الطحين إلى الأفران، وتسلم المستلزمات والمعدات الطبية إلى الجهات الصحية، كما هو الحال بالنسبة لبقية أصناف المساعدات"، من دون تقديم أية توضيحات إضافية حول السلال الغذائية وصهاريج الوقود، والجهات التي تتسلمها من الهلال الأحمر، أو كيفية توزيعها.

ومنذ 20 يوليو/تموز الماضي، دخلت إلى محافظة السويداء عدة قوافل مساعدات إنسانية، واستقبلت المحافظة أولى القوافل التي نظمها الهلال الأحمر السوري، وجرى تسليم مواد طبية تكفي لتنفيذ 100 عملية جراحية وإسعافية، إلى جانب عشرة آلاف ليتر من المحروقات لضمان تشغيل المستشفيات ومحطات ضخ المياه، كما وزع الهلال الأحمر نحو 2000 كيس طحين لضمان استمرار عمل الأفران واستدامة إنتاج الخبز.
وفي 23 يوليو، دخلت القافلة الثانية بعد استكمال تقييم الأوضاع الإنسانية في عدد من الأحياء والبلدات، وضمت 25 شاحنة محمّلة بسلال غذائية ومعلبات تكفي لنحو 17 ألف شخص، إضافة إلى أدوية ومستلزمات طبية وجراحية، وجرعات من الإنسولين لمرضى السكري، وأكياس لحفظ الجثامين، و66 طناً من الطحين، ومعدات مياه وصرف صحي، وخزانات، كما تضمنت القافلة 14 ألف ليتر من مادة المازوت مقدمة إلى الشركة السورية للاتصالات، لضمان استمرارية عمل شبكة الاتصالات.
وكانت هذه القافلة مجهزة عبر دعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمات دولية منها منظمة الصحة العالمية، ومنظمة "يونيسف"، وبرنامج الأغذية العالمي، إضافة إلى دعم الهلال الأحمر القطري ونظيره التركي.

وأكدت محافظة السويداء دخول قافلة مساعدات إنسانية في 25 يوليو، ضمّت مساعدات إغاثية ومستلزمات طبية، وكميات من المحروقات، مشيرة إلى أن تلك القافلة أجلت نحو 200 شخص من السويداء. واليوم الاثنين، وصلت إلى مدينة بصرى الشام في محافظة درعا قافلة مساعدات إنسانية جديدة ضمت 27 شاحنة محملة بنحو 200 طن من الطحين، و2000 سلة غذائية لتوزيعها على المقيمين في مراكز الإيواء، إلى جانب كميات متنوعة من المواد والمستلزمات الطبية، وذلك تمهيداً لنقلها إلى محافظة السويداء.
وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المستمرة لتأمين الاحتياجات الأساسية للنازحين والعائلات المتضررة، في ظل استمرار تعثر الخدمات داخل العديد من مناطق السويداء، خاصة المناطق التي شهدت اشتباكات دامية خلال الأسبوع الماضي، والمناطق التي نزح إليها الفارون من تلك الاشتباكات.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية