
أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية، في بيان مفصّل اليوم الاثنين، أنها خاضت خلال العدوان الإسرائيلي على إيران، الشهر الماضي، "معركة صامتة" مع أجهزة حلف شمال الأطلسي (ناتو) الاستخبارية، مشيرة إلى أن العدوان لم يكن "عملية عسكرية محدودة بهدف الإضرار بالقدرات والمنشآت النووية والدفاعية للبلاد، بل إن ما جرى خلال الحرب المفروضة التي استمرت 12 يوماً كان عبارة عن خطة حربية جرت إدارتها بتخطيط واستفادة شاملة ومتزامنة من عناصر مركّبة عسكرية، وأمنية، واستخبارية، وحرب معرفية، وعمليات تضليلية، واغتيالات، وتخريب".
وأضاف البيان أن العدوان كان يهدف إلى زعزعة الاستقرار، وإثارة الفوضى الداخلية، وإخضاع البلاد، وإجبارها على الاستسلام، وإسقاط نظام الجمهورية الإٍسلامية، وتقسيم إيران. وذكرت الوزارة أن الولايات المتحدة كانت "هي التي تقود الحرب، وأن الكيان الصهيوني تولى الجزء التنفيذي منها، ودعمتها دول أوروبية عدة"، قائلة إنها "تمكنت من الاستعانة بعناصرها الاستخبارية والعملياتية من أعمق طبقات النظامين العسكري والأمني للكيان الصهيوني لتنفيذ المهام الموكلة إليهم، وتلقي تقارير موثقة ومرئية عن الأنشطة والتأكد من صحتها".
وأكد البيان: "نعلن بشكل قاطع أن النظام الصهيوني العاجز، رغم أنه تمكن من القبض على بعض العملاء الإسرائيليين، فإن جزءاً أكبر وأكثر حساسية من المهام ما زال مستمراً". وأشارت الوزارة إلى أنه خلال فترة الحرب، جرى اعتقال 20 جاسوساً وعناصر عملياتيين، وعناصر دعم تابعين للموساد، وعناصر مرتبطين بضباط استخبارات إسرائيليين في محافظات طهران، والبرز، وقزوين، وأراك، وأصفهان، وفارس، وكرمان، وخوزستان، وزنجان، ومازندران، وأذربيجان الغربية، وكردستان.
وتحدثت عن أنه كان من بين هؤلاء المعتقلين "ثلاث حالات خاصة"، من دون أن تكشف عن المزيد من التفاصيل حول ذلك. كما أفاد المصدر نفسه بأنه تم التعرف على عدة عناصر مرتبطين بإسرائيل في المجالات الاقتصادية والمالية والصناعية في البلاد، والتي كانت، بحسب البيان، "تتربص لتنفيذ أعمال تخريبية". وأكدت الوزارة أنها تمكنت خلال الحرب من إفشال مخطط لاغتيال 23 مسؤولاً إيرانياً، وإحباط 13 "مؤامرة مماثلة" لاغتيال 35 مسؤولاً رفيع المستوى في المجالين المدني والعسكري في الأشهر التي سبقت الحرب.
وذكرت الوزارة الإيرانية أيضاً أنها "أحبطت عدة مخططات تخريبية للكيان الصهيوني في منظمة الطاقة الذرية، وبعض المراكز العسكرية في البلاد"، بالإضافة إلى اعتقال "ثلاثة أمراء من تنظيم داعش و50 إرهابياً تكفيرياً". وجاء في البيان كذلك أنه تم اكتشاف موقع تمركز "300 إرهابي أجنبي في قاعدة بالقرب من الحدود الجنوبية الشرقية للبلاد، وتم منعهم من دخول إيران".
كما زعمت وزارة الاستخبارات في إيران أنها أحبطت خطة عملياتية لدخول "حوالي 150 عنصراً تكفيرياً متمركزين في سورية، كانوا يتربصون للسفر والتحرك ضد البلاد"، متحدثة أيضاً عن اعتقال 98 شخصاً من عناصر قناة "إيران إنترناشيونال" الإخبارية المعارضة، قائلة إن هؤلاء الأفراد كانوا على اتصال بإسرائيل.
