
دخلت إلى قطاع غزة في الساعات الأخيرة، عدة شاحنات مساعدات إنسانية من منطقة زيكيم شمال غربي القطاع وكرم أبو سالم جنوباً، بالتزامن مع إنزال طائرات بالتنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي لمساعدات من الجو على المناطق الشمالية الغربية.
ورغم الحاجة الماسة للمساعدات، إلا أنّ الكميات التي دخلت القطاع لا تلبي احتياجات جميع السكان المجوعين بعد 4 أشهر من الحصار المشدد. ويضاف إلى ذلك أزمة سرقة المساعدات من قبل لصوص ومواطنين عاديين ما يحرم وصولها إلى مستحقيها جميعاً. وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إنّ سلطات الاحتلال وافقت على طلبات لمؤسسات عربية ودولية لإدخال مساعدات عبر مصر والأردن شرط تسليمها لجهات دولية في غزة، بعيداً عن أيدي الجهات المسؤولة في حكومة غزة.
وذكرت المصادر أنّ الأردن ومصر بدآ إدخال المساعدات منذ يومين، وزادت في الساعات الأخيرة كمية المساعدات التي دخلت وستدخل تباعاً بموافقة من الاحتلال وبتنسيق معه، فيما ينتظر أن تتوسع هذه الشاحنات في الأيام المقبلة بدعم من قطر وتركيا والإمارات وجمعيات فلسطينية ومؤسسات دولية تعمل في المنطقة العربية.
بدورها، قالت حركة حماس في بيان إنّ وصول الغذاء والدواء وتدفق المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بشكل عاجل "حق طبيعي، لوقف الكارثة الإنسانية التي فرضها الاحتلال النازي". وأضافت أنّ "لجوء الاحتلال المجرم إلى إنزال بعض من المساعدات جواً، فوق مناطق من قطاع غزة، ليس إلّا خطوة شكلية ومخادعة لذرّ الرماد في العيون، تهدف إلى تبييض صورته أمام العالم، ومحاولة للالتفاف على حقوق الشعب الفلسطيني برفع الحصار، ومطالبات المجتمع الدولي والشعوب الحرة بوقف سياسة التجويع التي تديرها حكومة مجرم الحرب (بنيامين) نتنياهو الإرهابية".
وأشارت كذلك إلى أنّ "خطة الاحتلال لعمليات الإنزال الجوي، والتحكم بما يُسمّى بالممرات الإنسانية، تمثّل سياسة مكشوفة لإدارة التجويع، لا لإنهائه، ولتثبيت وقائع ميدانية قسرية تحت نيران القصف والجوع، وهي تُعرّض حياة المدنيين للخطر، وتهين كرامتهم، بدل أن توفّر لهم الحماية والإغاثة الشاملة".
وشددت على أنّ "الطريق الوحيد لإنهاء جريمة التجويع الوحشية في قطاع غزة، وقف العدوان وكسر الحصار الإجرامي المفروض عليه، وفتح المعابر البرية بشكل كامل ودائم أمام المساعدات الإنسانية، وضمان تدفقها وإيصالها إلى المواطنين، وفق الآليات المعتمدة لدى الأمم المتحدة".
ولفتت إلى أنّ "خطوات حكومة مجرم الحرب نتنياهو لفرض واقعٍ وآلياتٍ لا إنسانية للتحكم بالمساعدات وإدارة التجويع، التي تسببت بارتقاء أكثر من ألفٍ وجرح نحو 6 آلافٍ من المدنيين، تمثّل جرائم حرب موصوفة"، مشددة على أهمية استمرار الضغوط الدولية الرسمية والشعبية لكسر الحصار ووقف جريمة التجويع والإبادة الوحشية، وعدم الانسياق وراء الدعاية المضللة لحكومة الاحتلال.
