رصاصة الحوثي لم تُفرّق بيننا
حزبي
منذ 4 ساعات
مشاركة

بقلم / أ. عبد الرحمن الأعذل *
لم تُفرّق رصاصة الحوثي بين أحدٍ منا، ولم تسأل عن انتمائنا السياسي أو الجغرافي، ولا عن ماضينا أو ولاءاتنا. لقد أصابتنا جميعاً، فمزّقت القلوب وأدمت الوطن، واستهدفت الحاضر والمستقبل في آنٍ معاً.
إنّ استمرار التراشق الإعلامي، والتنازع بين القوى الجمهورية، واستدعاء خلافات الماضي بوصفها أدوات للصراع، لا يخدم إلا عدوّنا المشترك: الميليشيا الحوثية. بل يمنحه فرصة جديدة لتعميق تمزيق النسيج الوطني، واستثمار الانقسامات لصالح مشروعه الطائفي الرجعي القائم على الإقصاء والتفرّد والاستبداد.
لقد كانت خاتمة الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، ورفيق دربه الأمين عارف الزوكا، في لحظة مواجهة شجاعة مع العدو، علامة فارقة يجب أن تُلهمنا لا أن تُفرّقنا، وأن تُحفّزنا نحو وحدة الصف لا أن تُستخدم ذريعة لإحياء خلافات تجاوزها الزمن ولفظها الواقع
وما يدعو إلى الألم حقاً، أن نستمرّ في إعادة إنتاج الأسباب ذاتها التي مكّنت الميليشيا من إسقاط العاصمة صنعاء، وأن نقدّم الحسابات الضيقة والانفعالات الذاتية على مقتضيات الواجب الوطني، في لحظة تاريخية تستوجب توحيد الصفوف وتغليب المصلحة العليا لليمن.
فعقب إسقاط الدولة، ونهب مؤسساتها، وتهجير الآلاف من أبنائها، وقتل وجرح عشرات الآلاف، ووسط معاناة متواصلة يعيشها شعبنا منذ أكثر من عقد، لا يزال البعض يستهلك جهوده في خلافات جانبية لا طائل منها، بدلاً من توجيه كل الطاقات نحو المعركة المصيرية ضد الانقلاب ومشروعه العنصري المتخلّف.
إننا، ومن منطلق المسؤولية الوطنية والأخلاقية، نُوجّه دعوة صادقة إلى كافة القوى الجمهورية والوطنية: لتغليب صوت العقل على الضجيج، والارتقاء بخطابنا السياسي إلى مستوى تضحيات شعبنا، والابتعاد عن المهاترات التي لا تزيدنا إلا ضعفاً وانقساماً.
فلنطوِ صفحات الخلاف، ولنفتح صفحة جديدة عنوانها “وطن يتّسع للجميع”، ولننطلق جميعاً نحو معركة اليمن الكبرى: معركة التحرير واستعادة الدولة، وبناء السلام العادل والمستدام.
فالرصاصة التي أصابتنا جميعاً لم تكن موجهة لفئة دون أخرى، ولم تميّز بين شمال وجنوب، أو بين حزب وآخر. إننا أمام مسؤولية وطنية لا تحتمل التردّد ولا التسويف. فإما أن نكون صفاً واحداً في وجه مشروع الموت، أو نُسلّم الوطن – دون أن ندري – إلى من لا يؤمن إلا بالخراب.

* عضو الهيئة العليا لإتحاد الرشاد اليمني

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية