
حذر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط خالد خياري، اليوم الأربعاء، من استمرار تدهور الأوضاع في قطاع غزة، في ظل اتساع العمليات العسكرية الإسرائيلية وارتفاع عدد الخسائر البشرية، داعياً إلى ضرورة إنهاء الحرب و"وضع حدٍّ لهذا الكابوس الذي له أبعاد تاريخية، وبشكل فوري". وفيما تطرق خياري، خلال إحاطة باجتماع دوري لمجلس الأمن الدولي في نيويورك حول القضية الفلسطينية، إلى التداعيات التي تسبب بها توسّع العدوان الإسرائيلي على دير البلح، وصف الوضع الإنساني في قطاع غزة بأنه "الأكثر خطورة من أي وقت مضى، وخاصة للأطفال والنساء"، كما عبّر عن قلقه إزاء تطور الأوضاع في الضفة الغربية وارتفاع مستويات العنف الناجمة عن العمليات العسكرية الإسرائيلية، كما هجمات المستوطنين.
كذلك، تطرّق إلى الأزمة المالية التي تواجهها السلطة الفلسطينية، مشيراً إلى أن ذلك يؤثر وبشدة على قدرتها على الوفاء بالتزاماتها وتقديم الخدمات الأساسية. وعن أزمة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، قال: "بحسب التوقعات الحالية، لا يوجد لدى أونروا ما يكفي من الدعم المادي من أجل دعم جميع عملياتها في جميع المجالات بعد آب/ أغسطس القادم". كذلك أشار إلى قتل 330 من موظفي الوكالة في غزة منذ السابع من أكتوبر.
مندوب فلسطين يدعو تشكيل تحالف لإنهاء الإبادة الجماعية
من جهته، تحدث المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، عن حجم التدمير الإسرائيلي في غزة واستخدام التجويع كأداة حرب ووفاة قرابة خمسة عشر فلسطينياً خلال الأربع وعشرين ساعة الأخيرة بسبب حرب التجويع التي تفرضها إسرائيل على الفلسطينيين. وانتقد المجتمع الدولي، ممثلاً في مجلس الأمن، لعدم التزامه بالقانون الدولي والإنساني، بالقول: "أمام الدول أدوات يجب استخدامها، اطرحوا السؤال على أنفسكم هل قمتم بما يكفي؟ ندعو لتشكيل تحالف لإنهاء هذه الإبادة الجماعية وإنهاء الاحتلال والصراع". وأشار إلى الفتوى التي اعتمدها محكمة العدل الدولية ودور المجتمع الدولي للامتثال بها وإنهاء الاحتلال. وحذر من تصوير ما يحدث في فلسطين كنزاع ديني بين اليهود والمسلمين، مؤكداً أن كل الاعتداءات الإسرائيلية تأتي فقط في إطار سياسة الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي.
مندوب إسرائيل يهاجم الأمم المتحدة
إلى ذلك، هاجم المندوب الإسرائيلي، داني دانون، حركة حماس والمقاومة الفلسطينية. كما هاجم الأمم المتحدة، وعلى وجه التحديد جوناثان ويتال، القائم بأعمال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) في الأرض الفلسطينية المحتلة. وأكد عدم تجديد تأشيرته، مشيراً إلى أنه سيغادر الأراضي المحتلة بحلول التاسع والعشرين من الشهر الجاري. كما هاجم توم فليتشير، مساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية في الأراضي المحتلة، مدّعياً أن فليتشر وصف الوضع في غزة بالإبادة الجماعية. وطالب دانون فليتشير بسحب بيانه وتصريحات حول ما يحدث في فلسطين وارتكاب الجرائم.
أما نائب المندوب الروسي، ديمتري بوليانسكي، فتحدث عن التحديات التي تواجهها المنطقة بسبب عدم حل القضية الفلسطينية وأعمال إسرائيل العدائية. وأشار إلى التصعيد الشهر الماضي والمواجهة بين إيران وإسرائيل. ووصف الهجمات الإسرائيلية والأميركية على إيران بغير المبررة وأدانها مجدداً. وعبّر عن قلق بلاده من الخطط الإسرائيلية، بما فيها ضم القطاع. وتساءل: "إلى متى سيستمر هذا الوضع الذي يهين الفلسطينيين ويقوض إيماننا بالعدالة... وتستمر كذلك العمليات في الضفة بما فيها عنف المستوطنين؟".
إلى ذلك، تحدث المندوب الصيني للأمم المتحدة، فو كونغ، عن استمرار الحرب على غزة لأكثر من عشرين شهراً واستمرار العنف الإسرائيلي معها، بما فيها ضد المنظمات الإنسانية. وأدان الممارسات الإسرائيلية وحث إسرائيل على وقف جميع عملياتها العسكرية في القطاع. وعبر عن دعم بلاده لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة ووكيل الأمين العام فليتشير في جهودهم في فلسطين. وقال: "على إسرائيل كذلك وقف هجماتها في الضفة، كما وقف عنف المستوطنين". كذلك شدّد على ضرورة أن توقف إسرائيل هجماتها على سورية ولبنان. وطالب الحوثيين بوقف استهداف السفن التجارية.
أما المندوب الجزائري، عمار بن جامع، فقال إن "ما تشهده غزة وفلسطين عموماً هو تنفيذ لخطة إبادة شعب". وأضاف "حتى لو تأخرت العدالة إلا أنها ستأتي يوماً ما". وتحدث عن انتهاكات القانون الدولي واستخدام التجويع كسلاح، وأشار إلى مقتل خمسة عشر فلسطينياً جوعاً خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية.
ووصفت المندوبة البريطانية، باربارا وودوارد، نظام المساعدات الإسرائيلي بأنه "غير إنساني، وغير فعّال، وخطير، ويُفاقم حالة عدم الاستقرار". وأضافت: "التقارير والصور التي نُشرت هذا الأسبوع عن أطفال يموتون جوعاً مروعة للغاية. يُطلق الجيش الإسرائيلي النار على المدنيين الفلسطينيين اليائسين بشكل شبه يومي"، وأدانت كذلك مقترحات وزير الأمن يسرائيل كاتس بالتهجير القسري إلى رفح. وأكدت الدبلوماسية البريطانية دعم بلادها "الثابت والقاطع للأمم المتحدة ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في جهودهما الشجاعة لإيصال المساعدات إلى غزة".
أما المندوبة الأميركية، دورثي شيا، فدافعت عن الممارسات الإسرائيلية، مشددة على أن مستقبل غزة "لن يكون مع استمرار وجود حماس:. وحملت الدبلوماسية الأميركية الحركة والمقاومة الفلسطينية بالمجمل المسؤولية الكاملة عما يحدث في غزة، بما فيها الممارسات الإسرائيلية، على حد زعمها. كما اعتبرت الحديث عن إبادة جماعية ضد الفلسطينيين بـ"الدعاية". وأضافت "تفنّد الولايات المتحدة هذه المزاعم وترفضها بشكل قاطع. وتدعم أميركا تمامًا حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها. وقد اتخذت إسرائيل إجراءاتٍ عديدة للحدّ من إلحاق الأذى بالمدنيين وتلبية الاحتياجات الإنسانية"، بحسب ما تدعي.

أخبار ذات صلة.

