أفادت السلطات الأمنية في إقليم كردستان العراق، اليوم الأربعاء، بتسجيل هجمات بأربع طائرات مسيرة استهدفت حقولا نفطية في الإقليم، في مؤشر إلى استمرار التصعيد بالهجمات التي تستهدف المنشآت الحيوية في كردستان، وبينما وعدت الحكومة العراقية بكشف الجهات المتورطة، نفى تحالف "الإطار التنسيقي" أي علاقة للفصائل بتنفيذها.

وقال جهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم في بيان إنه "في الساعة السادسة من صباح اليوم، والسادسة و15 دقيقة هاجمت طائرتان مسيرتان مفخختان حقل نفط شركة DNO في بيشخابور التابع لإدارة زاخو المستقلة في محافظة دهوك"، مضيفاً أنه "في تمام الساعة السابعة هاجمت طائرة مسيرة مفخخة ثالثة حقل نفط شركة DNO في طاوكي التابع لإدارة زاخو، من دون أن يسفر عن خسائر بالأرواح". وفي بيان آخر للجهاز، ورد أنه "في الساعة السابعة و14 دقيقة هاجمت طائرة مسيرة مفخخة رابعة حقل هاند أويل الأميركي، بمنطقة باعدري التابع لقضاء شيخان في محافظة دهوك"، مؤكداً أن "الهجوم لم يسفر عن خسائر بشرية أو أضرار مادية".

وجاءت الهجمات بعد ساعات من هجمات مماثلة سجّلت في مدينتي أربيل ودهوك، شمالي العراق، بطائرات مسيّرة ملغمة استهدفت حقلين نفطيين، أحدهما تُشغله شركة أميركية، حيث تعرض حقلا "خورملة" و"سرسنك" في أربيل ودهوك لهجمات بطائرات مسيّرة ملغمة، أسفرت عن أضرار مادية محدودة دون تسجيل أي خسائر بشرية، وأعلنت شركة HKN الأميركية لاحقا، في بيان داخلي لها نقلته محطة تلفزيون محلية كردية، عن إيقاف عملياتها بالحقل لأسباب أمنية.

من جهته، أكد مصدر أمني في قوات البشمركة لـ"العربي الجديد"، أن "الهجمات سجلت أضرارا مادية غير معلومة بعد"، مبينا أن "أعمدة الدخان شوهدت من مسافات بعيدة تتصاعد من الحقول النفطية". وأشار المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إلى أن "القوات الأمنية في الإقليم تعمل على منع تلك الهجمات"، مشددا على أن "تلك الهجمات باتت مقلقة على أمن الإقليم بشكل عام، وعلى حكومة بغداد أن تعلن نتائج التحقيق بأسرع وقت وتحديد الجهات المنفذة".

"الإطار التنسيقي" ينفي علاقة الفصائل بالهجمات

في الأثناء، نفى النائب عن تحالف "الإطار التنسيقي" عامر الفايز أي علاقة للفصائل المسلحة العراقية بهذه الهجمات، وقال في تصريح صحافي إن "الحكومة العراقية ستكون جادة في البحث عن مصادر هذه المسيرات، ونحن لم ولن نوافق على زج العراق في أي صراع بالمنطقة، وهذا الأمر عليه إجماع سياسي وكذلك إجماع من قبل الفصائل المسلحة"، مؤكدا أن "التوجه الحالي للفصائل المسلحة مع استقرار العراق، ومع عدم زج البلاد في أي معارك جانبية أو أي صراع في المنطقة". وأضاف أن " قادة تلك الفصائل أبلغوا الإطار التنسيقي وكذلك الحكومة العراقية بعدم وجود أي علاقة لها بعمليات القصف عبر المسيرات وهي بعيدة عنها كل البعد".

وكان المتحدث العسكري باسم رئيس الوزراء العراقي صباح النعمان قد أكد، أمس الثلاثاء، أن الهجمات اعتداء مباشر على مصالح العراق واستقراره، وأن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أمر بفتح تحقيق فوري لتحديد المسؤولين واتخاذ إجراءات صارمة ضدهم، مشدداً على التزام الحكومة بحماية المنشآت الحيوية وتعزيز القدرات الدفاعية للحفاظ على سيادة البلاد.