العراق: مسلحون بـ"العمال الكردستاني" يستعدون لتسليم أسلحتهم
عربي
منذ 5 ساعات
مشاركة

أفادت مصادر كردية مسؤولة في إقليم كردستان، شمالي العراق، بأن فصيلاً من مسلحي حزب العمال الكردستاني سيُسلم أسلحته خلال الأيام القادمة كبادرة "حسن نية" لإطلاق عملية الحل في تركيا، وبحسب المعلومات التي نقلتها وسائل إعلام كردية، فإن مراسم التخلي عن الأسلحة ستجري في مطلع شهر يوليو/تموز القادم في إقليم كردستان.

وفي منتصف مايو/ أيار الماضي، أعلن حزب العمال الكردستاني حلّ نفسه وإنهاء الصراع المسلّح مع تركيا بناء على مقررات المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني، الذي عُقد بناءً على دعوة زعيم الحزب عبد الله أوجلان، بحل الحزب والتحول إلى العمل السياسي والاجتماعي. ونتج عن الاجتماع الذي وصفه أنصار "العمال الكردستاني" بـ"الناجح"، قرارات من ضمنها الانصياع لدعوة أوجلان وتنفيذ قراره على فترات زمنية، و"تطوير الديمقراطية الكردية، وضمان تشكيل أمة كردية ديمقراطية".

وبحسب موقع "رووداو"، الكردي المقرب من حكومة إقليم كردستان في مدينة أربيل، فإن أوجلان سيوجه رسالة جديدة بخصوص عملية الحل خلال الأيام القليلة القادمة، وبعد ذلك ستبدأ عملية إلقاء الأسلحة، كما أن عدد المقاتلين، الذين تركوا سلاحهم يتراوح بين 20 و30 شخصاً، وأكدوا أنهم سيتخلون عنه في الفترة بين 3-10 يوليو/ تموز، بمراسم بمحافظة السليمانية وبحضور وسائل الإعلام.

ونهاية الشهر الماضي، أكد وزير داخلية إقليم كردستان ريبر أحمد، "قرار حزب العمال الكردستاني بإلقاء الأسلحة... وأدى إقليم كردستان دوره في تقريب الطرفين وسيستمر على ذلك في المستقبل، كما لا تزال هناك نقاط غير واضحة ويقومون بدراستها. على سبيل المثال، موضوع إلقاء الأسلحة متى وكيف وأين سيحدث؟".

وخلال الأسابيع الماضية، ورغم إعلان أوجلان عن حل الحزب، إلا أن القصف التركي على تجمّعات المسلحين الذين ينتمون إلى حزب العمال الكردستاني التركي لم يتوقف، بل شهدت سلسلة من الضربات الجوية التي أدت إلى خسائر في صفوف المسلحين شمالي العراق، في إشارة قد تكون أنها تستهدف جماعات داخل الحزب الكردستاني تمتنع عن الانصياع لقرار زعيمهم عبد الله أوجلان الذي يقضي عقوبة السجن في تركيا.

في السياق، قال عضو في حزب العمال الكردستاني، لـ"العربي الجديد"، إن "الإجراءات الجديدة والتوجهات الحزبية والعسكرية للأعضاء تسعى إلى جس نبض الحكومة التركية ومدى جديتها في التعامل مع الاتفاق الكردي التركي بشأن حل حزب العمال"، مبيناً أن "الأيام المقبلة ستشهد تطورات في هذا الشأن".

وأضاف العضو الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "معظم قيادة الحزب والأعضاء والأنصار ليست لديهم رغبة في معاودة القتال ضد تركيا، بعد قرار قائد الحزب عبد الله أوجلان، وقد انتفت الحاجة للقتال، ولا بد من التوجه نحو العمل السياسي والنضال السلمي من أجل بناء مستقبل كردي جديد"، مؤكداً أن "قادة وأعضاء الحزب اختاروا اللجوء إلى مدينة السليمانية لتكون بداية إنهاء الحزب، لسببين، الأول: منح فرصة لمدينة السليمانية لإعادة تطبيع علاقتها مع تركيا، والثاني: أن معظم قادة وأعضاء الحزب لا يثقون بحكومة أربيل".

ووفق موقع "الجبال" المحلي في العراق، فإنه "تمّ تحديد موقعين في محافظة السليمانية لهذه المرحلة، حيث سيلقي ما بين 40 و100 مقاتل سلاحهم، وستنفذ العملية بإشراف السلطات في إقليم كردستان، كما سيعود المقاتلون الذين يُسلّمون أسلحتهم إلى مواقعهم، وستُسلّم الأسلحة إلى قوات الأمن التابعة لحكومة إقليم كردستان".

وتوجد جيوب لحزب العمّال الكردستاني داخل العراق منذ عام 1984، وتحديداً في سلسلة جبال قنديل الواقعة في المثلث الحدودي العراقي الإيراني التركي، لكن زاد وجوده بعد الغزو العراقي للكويت في 1990، وخروج المحافظات ذات الغالبية الكردية (أربيل ودهوك والسليمانية) عن سيطرة بغداد عام 1991.

وبعد الغزو الأميركي للعراق في 2003، تحولت مدن ومناطق كاملة في شمال العراق إلى معاقل رئيسية لـ"الكردستاني"، وهو ما دفع الجيش التركي إلى التوغل في العمق العراقي وإنشاء أكثر من 30 موقعاً عسكرياً دائماً له في الأراضي العراقية حتى عام 2013. وبعد اجتياح تنظيم "داعش" مساحات واسعة في العراق في 2014، توسع الحزب إلى سنجار ومخمور وزمار وكركوك تحت عنوان حماية الأيزيديين والأكراد، لتبلغ مساحة الأراضي التي يسيطر عليها أو ينشط فيها "الكردستاني" أكثر من أربعة آلاف كيلومتر مربع.

ومن أبرز معاقل الحزب في شمال العراق: سلسلة جبال قنديل، مناطق سيدكان وسوران، الزاب، زاخو، العمادية، كاني ماسي، حفتانين، كارا، متين، زمار ومخمور، سنوني وفيشخابور، في محافظات دهوك، وأربيل، والسليمانية، ونينوى.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية