
التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساء الثلاثاء، بنظيره الأميركي دونالد ترامب في مدينة لاهاي الهولندية. وعقد اللقاء بين الرئيسين في القصر الملكي في لاهاي بعد مأدبة أقامها ملك هولندا فيليم ألكساندر وعقيلته على شرف القادة المشاركين في قمة قادة حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وحسب بيان دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، بحث الرئيسان أردوغان وترامب العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الإقليمية والدولية. وأكد الرئيس أردوغان خلال اللقاء أن البلدين يمتلكان إمكانات كبيرة في مجالات مختلفة، خاصة في مجال الطاقة والاستثمار. كما أشار الرئيس التركي بحديثه مع نظيره الأميركي إلى أن تعزيز التعاون في الصناعات الدفاعية من شأنه أن يسهل الوصول إلى هدف 100 مليار دولار بحجم التجارة بين البلدين.
وأكد أهمية الحوار لإنهاء المأساة الإنسانية في غزة في أقرب وقت ممكن وإيجاد حل سلمي للحرب بين روسيا وأوكرانيا. وأعرب الرئيس أردوغان لترامب عن ترحيبه بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران الذي تحقق بجهود الرئيس الأميركي، معربا عن أمله في أن يكون دائما. وحسب البيان أكد الزعيمان أهمية اتخاذ خطوات لتعزيز القوة الرادعة للحلف باعتبارهما الحليفين البارزين في حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وأربك ترامب مجدداً حلفاءه في الحلف، مع عدم حسم موقفه بشأن التزام بلاده بالدفاع عنهم، وذلك قبيل وصوله إلى لاهاي لحضور قمة الحلف، التي تعتزم الدول الأعضاء خلالها التعهّد بزيادة إنفاقها الدفاعي استجابةً لمطالب ترامب. وفي تصريح مثير للجدل أدلى به على متن الطائرة الرئاسية، قال ترامب إن المادة الخامسة من ميثاق الحلف "يمكن تفسيرها بطرق عديدة". وتُعد هذه المادة حجر الأساس في منظومة الناتو، إذ ترسي مبدأ الدفاع المشترك، والذي يقضي بأن أي اعتداء على دولة عضو يُعتبر اعتداءً على جميع الأعضاء.
وتعتزم الدول الـ32 الأعضاء في الحلف الإعلان عن التزام جماعي بتخصيص ما لا يقل عن 5% من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق الأمني بحلول عام 2035، وهو مطلب لطالما ألح عليه الرئيس الأميركي، مهدداً برفض الدفاع عن "المتهرّبين من الدفع".
في المقابل، تأمل الدول الأوروبية في الحلف بأن تلتزم الولايات المتحدة بدورها الدفاعي، وفقاً للمادة الخامسة، مقابل تلبية مطالب ترامب. وقال دبلوماسي أوروبي من بروكسل عشية القمة إن "الرقم خمسة هو الرقم السحري"، في إشارة إلى هدف الإنفاق من جهة، والمادة الخامسة من جهة أخرى. وفي محاولة لتهدئة المخاوف، صرّح الأمين العام لناتو، مارك روته، الثلاثاء، بأن "رئيس الولايات المتحدة والمسؤولين الأميركيين ملتزمون بالكامل في سبيل ناتو"، داعياً الأوروبيين إلى وقف القلق والتركيز بدلًا من ذلك على ما وصفه بـ"المشكلة الكبرى" وهي أن الأوروبيين والكنديين "لا ينفقون ما يكفي على الدفاع". ومن جانبها، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين أن "مجال الدفاع الأوروبي قد استيقظ أخيراً"، مشيدة بالأهداف الجديدة "التاريخية" للإنفاق العسكري.
(الأناضول، العربي الجديد)
