فاتورة الحرب: 500 مليار دولار خسارة إيران وترامب تكلّف "أغلى هجوم"
عربي
منذ 10 ساعات
مشاركة

بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، بدأت تتكشف بعض الخسائر الاقتصادية الباهظة للحرب بالنسبة لإيران، وحتّى لأميركا التي تدخلت بقصف منشآت نووية. وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال، يوم 20 يونيو 2025، أن التقديرات تشير إلى أن إيران خسرت 500 مليار دولار جراء برنامجها النووي الذي حاولت بناءه طوال أربعة عقود ونصف العقد. وكان تقرير سابق لموقع "بيزنس إينسيدر" كشف أن البرنامج النووي الإيراني كلف البلاد 500 مليار دولار أو أكثر، وهو ما يعتقد أنه تأثر أو انهار بفعل الضربات الأميركية والإسرئيلية في الحرب.

وسبق أن قدر تقرير صادر عن "مؤسّسة كارنيغي للسلام الدولي" في عام 2013، أعده محلل الشؤون الإيرانية كريم سجادبور، أن التكلفة الإجمالية للبناء والتشغيل والبحوث والعقوبات الدولية المتعلقة بالبرنامج النووي بلغت نحو مئة مليار دولار، لكنّه قال إنّ الفاتورة الإجمالية في الواقع 500 مليار دولار. وأيضاً، كشفت تقارير أميركية أن الضربة التي أمر بها ترامب على المفاعلات النووية الإيرانية كلفت أميركا ما لا يقل عن 1.5 مليار دولار في يوم واحد، ووصفتها بأنها "أغلى هجوم فاشل" قامت به الولايات المتحدة على إيران يوم 22 يونيو الجاري.

وأوضحت التقارير الأميركية أن إسقاط قنبلتين خارقتين للتحصينات (سعر القنبلة GBU قرابة 500 مليون دولار) وثلاثون صاروخ كروز (سعر الواحد يترواح بين 500 ألف ومليون دولار)، كلف أميركا قرابة 1.5 مليار دولار كتكاليف الاستعداد للضربة. وقال خبراء إن الولايات المتحدة استخدمت 6 قاذفات من طراز B-2 "الشبح" لإسقاط 12 قنبلة "خارقة للتحصينات" على موقع فوردو النووي في إيران، وفق ما صرح به مسؤول أميركي لشبكة CNN، ما يعني أن تكلفة قصف هذا المفاعل وحدها 6 مليارات دولار (تكلفة القنبلة 500 مليون بخلاف نفقات التشغيل والوقود وغيرها).

وقالت صحيفة "ذا أوستريليان"، اليوم الثلاثاء، إنّ التكلفة الباهظة لصندوق حرب دونالد ترامب كلّف أميركا كثيراً، وإنّ الهجوم الأميركي على المواقع النووية الإيرانية كلف البلاد مليارات الدولارات أنفقت على أسلحة ومعدات متطورة وإرسال سبع قاذفات شبح من طراز B2 إسقاط قنابل باهظة التكلفة.

ضبابية اقتصادية

وأشار تقرير لموقع "USA TODAY 21" إلى أن الهجوم الأميركي على المواقع النووية الإيرانية تسبب في ردود فعل سلبية على الأسواق في أميركا والعالم وارتفاع أسعار النفط، وأكد أن أسعار النفط المرتفعة أدت إلى ارتفاع التضخم وانخفاض ثقة المستهلك، ما قد يؤثر على خفض أسعار الفائدة، وزاد حالة عدم اليقين في السوق بسبب المعلومات المحدودة بشأن مدى الأضرار والتطورات المستقبلية في الصراع، وقال مستثمرون للموقع إنّ الهجوم الأميركي على المواقع النووية الإيرانية أدى إلى رد فعل متسرع في الأسواق العالمية عند إعادة فتحها، وارتفاع أسعار النفط وإشعال شرارة الاندفاع نحو الأمان.

وتوقع المستثمرون أن يؤدي التدخل الأميركي إلى عمليات بيع في سوق الأسهم واحتمال إقبال على شراء الدولار وغيره من الأصول الآمنة عندما تعيد الأسواق الرئيسية فتح أبوابها، لكنهم قالوا أيضاً إنّ الكثير من عدم اليقين لا يزال قائماً، وقال مارك سبيندل، كبير مسؤولي الاستثمار في بوتوماك ريفر كابيتال: "أعتقد أن الأسواق ستشعر بالقلق في البداية، وحالة عدم اليقين ستُسيطر على الأسواق، إذ سيُصبح الأمريكيون في كل مكان عُرضة للخطر وسيُفاقم ذلك حالة عدم اليقين والتقلبات، لا سيّما في سوق النفط"، وحذر خبراء الاقتصاد من أن الارتفاع الكبير في أسعار النفط قد يلحق الضّرر بالاقتصاد العالمي الذي يعاني بالفعل بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب.

وأدى القصف الأميركي للمواقع النووية الإيرانية لإشاعة المزيد من الضبابية بشأن توقعات التضخم والنشاط الاقتصادي، وقالت إيلين زينتنر كبيرة الاقتصاديين في مورغان ستانلي 23 يونيو إنه مع توقع تباطؤ الاقتصاد الأميركي تحت ضغط الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب، فإن ارتفاع أسعار النفط الناتج عن الصراع "قد يشكل ضغطاً قوياً على قدرة الأسر على الإنفاق... وقد يبطئ ذلك الناتج المحلي الإجمالي أكثر".

وبعد الهجمات، قال محلّلون في يارديني ريسيرش: "التنبؤ بالتطورات الجيوسياسية في الشرق الأوسط مسألة صعبة، ومع ذلك تشير سوق الأسهم الإسرائيلية إلى أننا قد نشهد تحولاً جذرياً في الشرق الأوسط بعد نزع السلاح النووي من إيران"، وكشفت "وول ستريت جورنال" يوم 22 يونيو 2025 أنّ الحكومة الفيدرالية دفعت لشركات التأمين ما يقدر بنحو 44 مليار دولار منذ عام 2018 إلى عام 2021 لتغطية خسائر الاضطرابات التي شهدتها أميركا خلال الحروب المختلفة.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية