تبادلت إيران وإسرائيل، اليوم الثلاثاء، الاتهامات بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ صباح اليوم، حيث توعّد كلا الجانبين بالردّ على خروقات الآخر. وقبيل وقف إطلاق النار، أطلقت إيران 6 دفعات من الصواريخ، أدت إحداها إلى أضرار واسعة في مدينة بئر السبع جنوبي إسرائيل، وأوقعت  4 قتلى على الأقل. وبدورها، أفادت وسائل إعلام إيرانية بـ"سقوط 9 شهداء و33 جريحاً إثر هجوم إسرائيلي على مبانٍ سكنية في مدينة آستان أشرفية شمالي إيران".

وبعد ساعات من سريان وقف إطلاق النار، عادت صفارات الإنذار لتدوي في مناطق عدة في حيفا والجليل، حيث زعمت السلطات الإسرائيلية رصد إطلاق صواريخ من إيران، فيما قال وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أنه أمر الجيش بالردّ بقوة على ما وصفه بانتهاك إيراني لوقف إطلاق النار مع إسرائيل. وذكر كاتس أن الجيش تلقى تعليمات بتنفيذ عمليات مكثفة ضد أهداف في طهران. وفي السياق، نقل جيش الاحتلال الإسرائيلي في منشور عبر "تليغرام"، عن رئيس هيئة الأركان إيال زامير، قوله في تقييم للوضع: "في ضوء الانتهاك الخطير لوقف إطلاق النار الذي نفذه النظام الإيراني، سنرد بقوة".

على المقلب الآخر، نفت إيران أن تكون قد أطلقت صواريخ على إسرائيل بعد وقف إطلاق النار، متهمة الأخيرة بانتهاكه. وأورد التلفزيون الرسمي الإيراني أن هيئة الأركان المشتركة "نفت إطلاق صواريخ من إيران على الأراضي المحتلة (إسرائيل) خلال الساعات الأخيرة"، بعدما أفاد كاتس في وقت سابق عن عملية إطلاق صواريخ جديدة من إيران. واتهمت طهران، إسرائيل بشنّ هجمات على مناطق عدة في البلاد، حتى الساعة التاسعة من صباح اليوم الثلاثاء، أي ساعتين تقريباً بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار المفترض حيز التنفيذ.

ونقلت وكالة أنباء فارس عن المتحدث باسم مقر خاتم الأنبياء المركزي المقدم إبراهيم ذو الفقاري، قوله إن "الكيان الصهيوني المعتدي هاجم مراكز على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية على ثلاث مراحل، حتى الساعة التاسعة من صباح اليوم الثلاثاء". وأضاف: "هاجم الكيان الصهيوني المعتدي مراكز على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية على ثلاث مراحل حتى الساعة التاسعة من صباح اليوم الثلاثاء. وكانت القوات المسلحة الايرانية قد أعلنت سابقاً أنها لن تترك أي عدوان دون رد، وأن الكيان الصهيوني سيدفع ثمناً باهظاً"، مؤكداً في الوقت نفسه، أن "المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أعلن رسمياً وقف الهجمات بين إيران والكيان الصهيوني".

وقال المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، إن "قواتنا المسلحة يدها على الزناد، ولا تثق بكلام الأعداء، ومستعدة للرد الحاسم في حال أي اعتداء"، مشيراً إلى أن يقظة المقاومة، والقدرة على تحديد اللحظة المناسبة، وتضامن الشعب الإيراني ووحدته، هزم الاستراتيجية الرئيسية للعدو". وأضاف: "بوعي شعبنا، وصمود قواتنا، وقيادتنا الحكيمة انتصرنا انتصاراً أجبرنا فيه العدو على قبول الهزيمة، ووقف عدوانه".

وما زالت معالم اتفاق وقف إطلاق النار الذي كشف عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعيد منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء بالتوقيت المحلي في القدس المحتلة، غير واضحة، إذ أعلنه ترامب منفرداً عبر منصته "تروث سوشال"، في وقت نفت فيه طهران التوصل إلى اتفاق، قبل أن يعود التلفزيون الإيراني ليقرّ بالأمر في ساعات الصباح الأولى. من جهتها، أعلنت إسرائيل صباحاً رسمياً موافقتها على الاتفاق، زاعمة في بيان صادر عن الحكومة أنها حققت جميع أهداف عملية "شعب كالأسد" (التسمية الإسرائيلية للعدوان على إيران)، وأزالت عن نفسها تهديداً وجودياً مضاعفاً وفورياً، سواء في المجال النووي أو في مجال الصواريخ الباليستية.