
تشهد حركة الطيران في الشرق الأوسط اضطرابات غير مسبوقة، في أعقاب الضربات العسكرية الأميركية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، ثمّ الردّ الإيراني عليها عبر استهداف قاعدة العُديد الجوية الأميركية في قطر مساء اليوم، وهو ما دفع العديد من دول المنطقة إلى إغلاق أجوائها، فيما تحركت شركات طيران دولية لتجميد أو تقليص رحلاتها من وإلى المنطقة.
وقبل وقت قصير من الاستهداف الإيراني لقاعدة العُديد بعشرة صواريخ أسقطت الدفاعات الجويّة القطرية تسعة منها، أعلنت وزارة الخارجية القطرية، وقف الملاحة الجوية مؤقتاً في كل أجواء قطر، حرصاً على سلامة المواطنين والمقيمين والزائرين. وأوضحت أن هذا القرار يندرج ضمن "مجموعة من الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها استناداً إلى تطورات الأوضاع في المنطقة".
وأضافت الخارجية القطرية، في البيان نفسه، أن الجهات الرسمية تراقب الوضع من كثب وبشكل مستمر، وتقوم بتقييم المستجدات بالتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين، وستوافي الرأي العام بالمعلومات المستجدة في حينها عبر القنوات الرسمية". كما جددت الدوحة تأكيدها أن "أمن وسلامة جميع الأفراد على أراضي دولة قطر تبقى أولوية قصوى"، مشددة على أنها "لن تتوانى عن اتخاذ ما يلزم من تدابير وقائية في هذا الإطار"، بحسب البيان نفسه.
ومباشرة بعد الاستهداف الإيراني الذي أدانته دولة قطر بشدّة، أعلنت البحرين إغلاق مجالها الجوي مؤقتاً في إجراء احترازي بسبب التصعيد الإقليمي. وبحسب موقع فلايت رادار، أظهرت بيانات مسارات الطيران أن الإمارات العربية المتحدة أغلقت مجالها الجوي أيضاً. بدورها، أعلنت مصر للطيران تعليق جميع رحلاتها من وإلى دول الخليج مؤقتاً، بعد استهداف قاعدة "العديد" في قطر، إحدى أهم القواعد الجوية الأميركية في المنطقة.
وألغت طيران الشرق الأوسط (MEA) اللبنانية جميع رحلاتها من وإلى العراق (بغداد، أربيل، النجف) ليوم 24 يونيو/حزيران الجاري، بسبب استمرار إغلاق المجال الجوي العراقي، كما ألغت رحلاتها إلى قطر والإمارات لهذه الليلة. وأعلنت "الاتحاد للطيران" و"فلاي دبي" و"طيران الإمارات" جميعها تعليق رحلاتها من وإلى إيران والعراق وإسرائيل وسورية حتى 30 يونيو الجاري، على الأقل. كذلك أعلن الطيران العماني تعليق رحلاته إلى عمّان حتى إشعار آخر.
بدورها، أعلنت شركة الخطوط الجوية الجزائرية إلغاء رحلاتها التي كانت مقررة الليلة إلى كل من الدوحة ودبي، بسبب التطورات المتصلة بالقصف الإيراني لقاعدة عسكرية أميركية في قطر. وأفاد بيان للشركة الجزائرية، صدر عقب القصف الإيراني على قاعدة العديد، أن الرحلة التي كانت مقررة إلى كل من دبي، وفجر غد إلى الدوحة، قد جرى إلغاؤها، وأكدت أنها ستتابع المستجدات، وتقرر بشأن الرحلات المقبلة. وكانت الخطوط الجوية الجزائرية قد أعلنت قبل يومين وقف جميع رحلاتها من وإلى العاصمة الأردنية عمّان، لاعتبارات الأمن والسلامة، نتيجة الحرب بين إيران وإسرائيل، وأعلنت أن استئناف الرحلات مرهون بالتطورات المقبلة.
وسبق الهجمة الصاروخية الإيرانية، اليوم، اتساع دائرة التدابير الاستثنائية لشركات الطيران العالمية، من أوروبا وأميركا وآسيا، والتي كانت قد بدأت إما بتعليق أو تقليص رحلاتها إلى الشرق الأوسط، أو تغيير مسارات طيرانها، لتجنب عبور الأجواء المشتعلة.
ففي أوروبا، علقت "إير فرانس" رحلاتها إلى السعودية والإمارات حتى 24 يونيو، وإلى تل أبيب حتى 14 يوليو، فيما تمدد تعليق رحلات شركة ترانسافيا إلى بيروت حتى 30 يونيو. كما علقت لوفتهانزا رحلاتها إلى بيروت، وعمان، وأربيل، وتل أبيب، وطهران حتى نهاية يوليو، وقررت عدم التحليق فوق الأجواء المتوترة.
كذلك "بريتيش إيروايز" علّقت رحلاتها إلى تل أبيب وعمّان والبحرين حتى 30 يونيو، على أن تُستأنف الرحلات إلى دبي والدوحة في 23 يونيو. وأعلنت كل من "فين إير"، و"إيجيان"، و"بيغاسوس"، و"آيبرية إكسبريس"، وشركات أخرى أيضاً تعليقاً مؤقتاً لرحلاتها إلى وجهات عديدة في المنطقة.
وفي أميركا الشمالية، أفادت شركات "يونايتد إيرلاينز"، و"دلتا"، و"أميركان إيرلاينز"، و"إير كندا"، بأنها إما ألغت أو قلصت رحلاتها إلى تل أبيب، ودبي، والدوحة، مع تسهيلات لتغيير الحجوزات. وفي آسيا، علقت الخطوط الجوية السنغافورية 8 رحلات إلى دبي خلال الأسبوع، محذرة من احتمال تأثر المزيد من الرحلات. وأعلنت الخطوط الجوية الرومانية (تاروم) و"توس إيروايز" تعليق كل رحلاتهما إلى بيروت، وعمّان، وتل أبيب حتى نهاية يونيو. وعلقت "ويز إير" المجرية عملياتها إلى تل أبيب وعمّان حتى 15 سبتمبر/أيلول القادم.
