
مع دخول الحرب الإسرائيلية على إيران يومها الحادي عشر، استقر مؤشر بورصة قطر في المنطقة الخضراء لليوم الثاني على التوالي، وأغلق تداولاته، اليوم الاثنين، مرتفعًا بنسبة 0.51%، ليبلغ مستوى 10332.82 نقطة، مدعومًا بصعود ستة قطاعات، في مقدمتها قطاع النقل بـ1.30%.
وشهدت جلسة بورصة قطر تداول 226.1 مليون سهم بقيمة تجاوزت 467.5 مليون ريال (الدولار= 3.64 ريالات) من جراء تنفيذ 25 ألفاً و438 صفقة في جميع القطاعات. وارتفعت أسهم 42 شركة، بقيادة "الطبية" التي ارتفع سهمها بـ4.17%، بينما تراجعت تسع شركات، وتصدر سهم "قطر الوطني" السيولة بقيمة 38.50 مليون ريال، فيما حافظت شركة واحدة على سعر إغلاقها السابق.
وفاقت رسملة بورصة قطر في نهاية جلسة التداول 610 مليارات ريال قياسًا بـ606 مليارات ريال في جلسة الأحد التي أغلقت مرتفعة عن الجلسة السابقة (الخميس) بـ19.06 نقطة، إلى مستوى 10280.20 نقطة.
وحول سيطرة اللون الأخضر على أسهم معظم الشركات المتداولة لليوم الثاني، يرى محلل الأسواق المالية وليد الفقهاء أن السوق القطرية شهدت أداءً إيجابيًا خلال الجلسات الأربع الماضية، إذ جرى اختبار مستوى الدعم عند 10200 نقطة، متوقعًا استمرار هذا الأداء الإيجابي، طالما لم تحدث أي تصعيدات في التوترات الجيوسياسية بين إيران وإسرائيل، أو إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي للنقل البحري.
وأوضح أن بعض القطاعات شهدت انتعاشًا بفضل دخول سيولة قوية واستفادة المستثمرين من انخفاضات في أسعار الأسهم. ويشير الفقهاء في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن بورصة قطر استطاعت امتصاص الصدمة حتى الآن، خاصة بعد الهجمات الجوية الأميركية على مواقع منشآت حيوية إيرانية، وتمكنت البورصة من تسعير المخاطر الحالية والمتوقعة في حال التصعيد وتوسع رقعة العمليات العسكرية والعدائية.
ومن الناحية الفنية لأداء البورصة، يرى الفقهاء أنه يجب الحفاظ على مستوى الدعم الحالي، مع مراقبة المقاومة عند 10450 نقطة، أما إذا جرى اختراق هذا المستوى، فمن المرجح أن يعود مؤشر السوق إلى مستويات 10500 نقطة.
واختتم مؤشر بورصة قطر تعاملات الأسبوع الماضي، وهو الأول منذ نشوب الحرب الإسرائيلية على إيران، متراجعًا بنسبة 3.44%، لينزل إلى مستوى 10261 نقطة، مقارنة مع إغلاق الأسبوع الذي سبقه، بضغط من مختلف القطاعات، إذ سجل قطاع النقل أكبر التراجعات بـ6.65%، تلاه قطاع الاتصالات بـ5.67%.
وعن أداء البورصة خلال الأسبوع الفائت، دعا محلل الأسواق المالية يوسف بوحليقة المستثمرين للتعامل مع السوق بحذر، وعدم البيع العشوائي، والاحتفاظ بالأسهم في الوقت الحالي، لافتًا إلى أنه في حال توفر السيولة، ستكون الفرصة متاحة، والأسعار مغرية للشراء، خاصة تلك التي تتعلق بأسهم الشركات القيادية، وفقًا لوكالة الأنباء القطرية "قنا".
وأرجع بوحليقة الانخفاض الأسبوعي لمؤشر بورصة قطر إلى عمليات المضاربة التي تشهدها الأسواق من قبل المستثمرين الأفراد، بهدف اقتناص الفرص أو تعزيز مراكزهم في الشركات ذات الأسس القوية، معتبرًا أن الصورة "لا تزال ضبابية"، وأن الوضع الحالي ليس مستدامًا بسبب حالة عدم اليقين لدى المستثمرين.
وكان مؤشر بورصة قطر قد وقع تحت تأثير الصدمة في أولى جلسات التداول بعد شنّ إسرائيل عدوانها على إيران. وفي 15 يونيو/حزيران الجاري، تراجع المؤشر بأكبر وتيرة انخفاض منذ جلسة السادس من إبريل/نيسان الماضي، وسط تراجعات جماعية لمختلف قطاعات الشركات المدرجة، فيما أظهرت الأسهم الدفاعية مثل "الخدمات" و"الأغذية" تماسكًا نتيجة تأثر أرباحها بدرجة أقل بالأوضاع الجيوسياسية.
