
دفعت نذر توسع الحرب بين إيران وإسرائيل، عدداً من الشركات الأجنبية العاملة في بعض الحقول النفطية العراقية لسحب العاملين الأجانب منها، بسبب تصاعد حدة الحرب واستخدام الأجواء العراقية لتبادل القصف ما بين الطرفين.
وتتصاعد حدة المخاوف في العراق، بسبب استمرار الحرب الإيرانية – الإسرائيلية، وإمكانية اصطفاف واشنطن عسكرياً مع إسرائيل ودخولها على خط المواجهة ضد إيران. ووسط تصعيد ملحوظ بتهديدات الفصائل العراقية الحليفة لطهران، تتجلّى المسؤولية الكبيرة التي تتحملها الحكومة العراقية بالإيفاء بتعهداتها بتأمين السفارة والمصالح الأميركية في البلاد والنأي بالنفس عن أحداث المنطقة.
وبحسب مصادر أمنية عراقية قالت لـ"العربي الجديد"، إن "الساعات الماضية شهدت انسحاب موظفي شركة BP البريطانية العاملة في حقل الرميلة محافظة البصرة جنوب العراق، من مختلف الجنسيات غير العراقية". وأضافت المصادر أن هناك شركات أجنبية مختلفة عملت خلال اليومين الماضين على سحب بعض الموظفين من بعض الحقول النفطية في مدن جنوبية مختلفة، وربما الساعات والأيام المقبلة سوف تشهد انسحاب عدد أكبر من الموظفين بسبب تصاعد الحرب والخشية من دخول العراق على خط المواجهة، إذا ما كانت هناك ردات فعل عسكرية من بعض الفصائل المسلحة ضد الأهداف والمصالح الأميركية، خاصة أن بعض تلك الشركات والعاملين فيها هم من الولايات المتحدة الأميركية.
مخاوف على الحقول
من جهته، قال الخبير في الشؤون النفطية حيدر البطاط، لـ"العربي الجديد"، إن "انسحاب الشركات الأجنبية وموظفيها من بعض الحقول النفطية في العراق أمر متوقع في ظل الحرب ما بين إيران وإسرائيل وتصاعد خطورة الحرب بعد دخول الولايات المتحدة الأميركية على خط المواجهة، فهكذا شركات لا يمكن أن تعمل في أجواء أمنية غير مستقرة".
وبين البطاط أن "انسحاب تلك الشركات والموظفين الأجانب من الحقول النفطية، ستكون له تأثيرات بكل تأكيد على العمل في الحقول وخاصة حقول الغاز، التي تحتاج الى شركات عالمية، وهذا الأمر له تأثيرات اقتصادية على العراق، ولهذا العراق أكثر المتضررين اقتصاديا من الحرب الحالية، ولهذا يخشى زجه فيها".
وأضاف أن "السماء العراقية تحولت إلى ممر الصواريخ والقصف المتبادل ما بين إيران وإسرائيل، وهذا الأمر يقلق الشركات الأجنبية العاملة في العراق بصورة عامة والموظفين، ولهذا غير مستبعد انسحاب شركات أخرى من العراق بسبب الحرب، ولهذا العراق يقود حراكا دبلوماسيا لوقف الحرب والتصعيد لمنع أي أضرار اقتصادية عليه من جراء الحرب".
ووسط حالة ترقب سياسي وشعبي في العراق تداولت منصات التواصل الاجتماعي ووكالات أنباء عراقية، الجمعة الماضية، خبراً أفاد بـ"مغادرة جميع موظفي السفارة الأميركية، وإغلاق أبوابها"، الأمر الذي صعد منسوب المخاوف في الشارع العراقي من دوافع القرار وما يترتب عليه من نتائج.
وسبق أن اتخذت السلطات العراقية مع بداية الهجوم الإسرائيلي على إيران إجراءات أمنية مشدّدة لحماية السفارة الأميركية في بغداد، والمصالح الأميركية عموماً، في خطوة تهدف من خلالها إلى منع أي اعتداء قد يجر العراق إلى أتون الحرب، رافق ذلك حراك حكومي باتجاه قيادات الفصائل الحليفة لطهران، للضغط عليها بمنع أي تحرك يهدّد أمن وسلامة العراق، إلّا أن تلك القيادات لم تقدم ضمانات واضحة بهذا الاتجاه.
