خريطة الهجوم الإسرائيلي على إيران: الاغتيالات والمواقع المستهدفة
عربي
منذ 12 ساعة
مشاركة

في هجمات توصف بأنها الأكبر منذ الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن الماضي، شنّ الاحتلال الإسرائيلي هجمات واسعة على مناطق متعددة داخل إيران فجر يوم أمس الجمعة، استهدفت مجموعة من الأهداف العسكرية والمدنية والنووية، وهي مازالت مستمرة بوتيرة مختلفة. وتركّزت كثافة الهجمات الإسرائيلية في ساعاتها الأولى واستمرت بوتيرة أقل قبل أن تعاود التصاعد مع بداية الرد الإيراني ليلة الجمعة-السبت، الذي شهد ما لا يقل عن خمس موجات صاروخية حتى اليوم، فضلا عن هجمات بالمسيرات.

وأظهرت الدفاعات الجوية الإيرانية، مساء الجمعة، نشاطا واسعا، لا سيما في العاصمة طهران، ما أثار تساؤلات حول عدم قيامها بنشاط مماثل مع بدء الهجمات الإسرائيلية فجر الجمعة. وفي هذا السياق، عدّد الخبير العسكري الإيراني مرتضى الموسوي في حديث لـ"العربي الجديد" عدة أسباب منها "اختراق وقرصنة إلكترونية" في بادئ الأمر، مشيرا إلى أن "الخلل الرئيسي تمثل في مشاكل تكتيكية، وأسهم عدم انسجام تسلسل القيادة في تفاقم الوضع". 

وأضاف "مع مرور الوقت، أدى تنظيم القيادة إلى إدخال تكتيكات وأسلحة جديدة إلى الميدان، حيث شهدنا استهداف مقاتلتين صهيونيتين وأكثر من 280 طائرة مسيّرة صغيرة"، مشيراً، في الوقت ذاته، إلى أن "منظومات الدفاع الجوي في غرب البلاد، خاصة في شمال الغرب، تعرّضت لأضرار شديدة نتيجة هجمات الخلايا الأرضية العميلة للموساد والغارات الجوية القادمة من أجواء العراق ومحافظة كردستان العراق". 

وأكد الموسوي أن "العدو يواصل استخدام الأجسام المسيّرة الصغيرة بشكل واسع بقصد إرباك الدفاعات وفتح الطريق أمام الصواريخ"، مضيفا بأن هذه الأجسام هي طائرات كوادكوبتر صغيرة الحجم كانت لها استخدامات مدنية، غير أنها منذ اندلاع الحرب الأوكرانية تحولت إلى سلاح بتوجيه أميركي وغربي، ويتم تفخيخها وتركيب متفجرات عليها لاستخدامها في عمليات انتحارية أو إرباك أنظمة الدفاع الجوي. وأشار، في حديثه مع "العربي الجديد"، إلى أن "العدو يطلق هذه الأجسام الصغيرة عبر عملاء من داخل إيران باستخدام سيارات هايلكس وبيكاب وشاحنات وشاحنات صغيرة، على غرار ما يجري في العمليات العسكرية بأوكرانيا، ما يصعّب عملية التصدي، ويبرز أهمية البلاغات والمعلومات التي يقدّمها المواطنون". 

أهداف متنوعة 

شملت الهجمات الإسرائيلية حتى الآن أهدافا متعددة في 13 محافظة إيرانية، لكنها تركزت منذ بدئها على منطقتين جغرافيتين، الأولى المحافظات الغربية على الحدود مع العراق أو بالقرب منها خاصة محافظات أذربيجان الشرقية، وهمدان وكرمانشاه وأذربيجان الشرقية، والثانية المحافظات الوسطى مثل طهران، وأصفهان، وقم، وكرج. 

وتنوعت الأهداف طالتها الهجمات الإسرائيلية، بين عسكرية ونووية ومدنية، حسب المنطقة الجغرافية التي تحتضنها، فالأهداف في أصفهان كانت نووية وعسكرية حيث تضم المحافظة أهم المنشآت النووية الإيرانية فضلاً عن القواعد الجوية والدفاعات الجوية ومواقع صناعات دفاعية. كما أن الأهداف في محافظة قم كانت أيضاً عسكرية ونووية حيث تضم ثاني أهم موقع لتخصيب اليورانيوم وهو موقع فوردو. أما الأهداف التي استهدفتها إسرائيل في طهران فتراوحت بين المدني والعسكري، فالمدينة مرتبطة بأحياء ومبانٍ سكنية يقطنها قيادات عسكرية ونووية، إضافة إلى مواقع عسكرية كموقع بارجين العسكري شرقي طهران وحظيرة مقاتلات بمطار مهرآباد غربي طهران ومقرات عسكرية مثل مقر قيادة الحرس الثوري ومقر الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية. 

وتنوعت الأهداف المستهدفة في المحافظات الغربية الإيرانية بين قواعد أنظمة الرادار والدفاعات الجوية ومواقع إطلاق صواريخ باليستية خاصة في أذربيجان الشرقية وكرمانشاه، فضلًا عن قاعدة نوجه الجوية الثالثة للجيش الإيراني في همدان.  ويعود التركيز على استهداف المحافظات الغربية إلى سببين: الأول أن منطقة غرب إيران تشكّل بوابة لاختراق المجال الجوي الإيراني لتنفيذ هجمات في عمق البلاد، إذ تمثل هذه المنطقة الأقصر مسافة من إسرائيل وهي ملاصقة للعراق، والثاني سهولة استخدام المقاتلات الإسرائيلية أجواء العراق الخاضعة للسيطرة الأميركية. 

اغتيال قادة عسكريين

1. اللواء محمد باقري، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة 

2. اللواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري 

3. اللواء غلام علي رشيد، قائد مقر خاتم الأنبياء المركزي 

4. العميد أمير علي حاجي زاده، قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري 

5. اللواء غلام رضا محرابي، مسؤول الاستخبارات في الأركان العامة للقوات المسلحة 

6. اللواء مهدي رباني، مسؤول العمليات في الأركان العامة للقوات المسلحة 

 اغتيال 9 علماء نوويين

1. رئيس كلية الهندسة النووية في جامعة بهشتي، الدكتور

 عبد الحميد مينوجهر 

2. عضو الهيئة العلمية في الكلية، الدكتور أحمد رضا ذوالفقاري 

3. نائب رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ورئيس معهد العلوم النووية، أمير حسين فقيهي 

4. رئيس جامعة آزاد الإسلامية والعالم النووي، محمد مهدي طهرانجي 

5. الرئيس الأسبق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية والبرلماني، فريدون عباسي 

6. العالم النووي، نادر مطلبي زادة 

7. العالم النووي، علي بكائي كريمي 

8. العالم النووي، منصور عسغري 

9. العالم النووي، سعيد برجي 

 التوزيع الجغرافي للأهداف 

وتتوزع الأهداف الإيرانية العسكرية والنووية والمدنية المستهدفة في ما لا يقل عن 14 محافظة إيرانية. لم تُعلن السلطات الإيرانية عن طبيعة الأهداف العسكرية التي تعرضت للهجمات، وذكرت وسائل إعلام أسماء بعض هذه الأهداف، ولا توجد معلومات دقيقة عن مواقع عسكرية غير معروفة مستهدفة.

 1. محافظة طهران 

في مدينة طهران، حسبما رصد "العربي الجديد"، تعرض نحو ثلاثين هدفاً لهجمات إسرائيلية. وتتوزع هذه الأهداف في أنحاء طهران شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً، لكن الهجمات عادة ما تتركز على غرب طهران وشرقها حيث توجد مواقع عسكرية. وتعرضت في طهران مبانٍ سكنية في نحو عشرة أحياء، مثل "شهرك محلاتي" و"شهرك الشهيد جمران" و"كامرانية" و"نياوران" و"قيطرية" و"مرزداران" و"سعادات أباد" و"ميدان كتاب" (المجمع السكني للأكاديميين) و"شهر آرا" و"شهرك الشهيد دقيقي" و"فرحزادي". 

ومن الأهداف العسكرية المعروفة التي تعرضت للهجوم في طهران، مقر الأركان العامة للقوات المسلحة في منطقة أزغل شمالي طهران، ومقر القيادة العامة للحرس الثوري في منطقة بيروزي شرقي طهران، ومنطقة بارجين العسكرية شرقي العاصمة، وقواعد عسكرية في جيتغر وغرمدرة. بالإضافة إلى ذلك، تعرضت منظومات الرادار ودفاعات جوية في مختلف المناطق لهجمات. 

 2. محافظة أصفهان وسط إيران 

تعرضت عدة مواقع نووية في أصفهان بالإضافة إلى قواعد ومواقع عسكرية لم يُعلن عن طبيعتها. وتضم المحافظة أيضاً مراكز للصناعات الدفاعية تابعة لوزارة الدفاع الإيرانية. 

 3. المحافظة المركزية وسط إيران 

في هذه المحافظة، تعرض مفاعل خنداب النووي لهجمات أمس الجمعة. 

 4. محافظة أذربيجان الشرقية شمال غربي البلاد 

محافظة أذربيجان، وخاصة مركزها تبريز، من المناطق الإيرانية الأكثر تعرضاً للهجمات الإسرائيلية منذ أمس الخميس. 

وقال مدير جهاز الأزمات في محافظة أذربيجان الشرقية، مجيد فرشي، أمس الجمعة، إن إسرائيل استهدفت 11 نقطة عسكرية 15 مرة، مشيراً إلى أن الدفاع الجوي الإيراني شمال غربي البلاد تعرض لأربعة هجمات ومحيط مطار تبريز لهجومين.  كما أعلنت السلطات المحلية في المحافظة اليوم عن استهداف أربعة نقاط عسكرية في محيط مدينة تبريز.  وأعلنت هذه السلطات أمس استشهاد ما لا يقل عن 8 أشخاص في هذه الهجمات، بالإضافة إلى 35 جريحاً. 

 5. محافظة لرستان غرب البلاد 

في هذه المحافظة، تعرض موقع الإمام علي الصاروخي في مدينة خرم آباد ومخفر "24 بعثت" في بروجرد لهجمات، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين. كما أعلنت وسائل إعلام إيرانية قصف مصنع للسيارات في مدينة بروجرد. 

 6. محافظة همدان غربي إيران 

تعرضت في هذه المحافظة قاعدة "سوباشي" الرادارية الجوية، وقاعدة "نوجه" الجوية التي تعتبر ثالث قاعدة جوية للجيش، فضلاً عن موقع عسكري آخر في مدينة أسد آباد لم يُعلن عنه. وأعلنت إدارة محافظة همدان صباح اليوم استشهاد خمسة أشخاص وإصابة 7 آخرين في الهجمات على الموقع في أسد آباد. 

 7. محافظة أذربيجان الغربية شمال غربي إيران 

تعرضت ثلاث قواعد لهجمات: 

- مخفر حرس الحدود في مدينة سردشت، ما أدى إلى استشهاد جندي يدعى محمد أحمدي. 

- قاعدة الرادار للحرس الثوري في مدينة بيرانشهر. 

- قاعدة المهدي للحرس في مدينة أرومية. 

 8. محافظة كرمانشاه غربي إيران 

محافظة كرمانشاه أيضاً كانت من المحافظات الأكثر تعرضاً للهجمات الإسرائيلية. وتعرض مخفر الإمام الحسن العسكري وقاعدة صاروخية ومواقع أخرى في قضاء كرمانشاه وقصر شيرين وكنغاور لهجمات. وتضم المحافظة عدداً من المواقع الصاروخية والرادارية وهي من أقرب المناطق الإيرانية إلى العراق والاحتلال الإسرائيلي. 

وتعد منطقة تنك كنشت في محافظة كرمانشاه ذات أهمية استراتيجية عالية بالنسبة للقوات العسكرية الإيرانية، نظراً لموقعها الجغرافي وقربها من الحدود الغربية للبلاد. وتستضيف هذه المنطقة، حسب تقارير إعلامية، قواعد صاروخية مهمة تابعة للحرس الثوري الإيراني، حيث تُخزَّن فيها صواريخ باليستية، من بينها صواريخ "قيام 1". وتبرز أهمية هذه القواعد في تعزيز قدرة إيران على إطلاق الصواريخ نحو أهداف بعيدة في المنطقة. 

 9. محافظة إيلام غربي البلاد

أعلنت السلطات المحلية في المحافظة استهداف أربعة مواقع عسكرية ومدنية فيها، منها موقعان في إيلام والآخران في مدينتي مهران ودهلران الحدوديتين. 

 10. محافظة زنجان غربي إيران 

أعلنت السلطات المحلية في المحافظة عن محاولات مسيّرات إسرائيلية استهداف أهداف غربي المحافظة، دون الكشف عن طبيعتها، مشيرة إلى أن الدفاعات الجوية تصدت للهجمات وأصابت المسيّرات. 

 11. محافظة ألبرز غربي طهران 

تعرضت عدة نقاط في المحافظة في منطقة ملارد وغرمدره لهجمات إسرائيلية. وتضم هذه المنطقة دفاعات جوية ومواقع صاروخية. 

 12. محافظة كردستان غربي إيران

ذكرت وسائل إعلام إيرانية أمس الجمعة أن هجمات وقعت في المحافظة، لكن لم يُعلن عن طبيعتها وهوية المواقع المستهدفة سواء كانت دفاعاً جوياً أو مواقع عسكرية. 

 13. محافظة قم بالوسط

تعرضت منشأة فردو النووية في المحافظة أمس الجمعة لهجوم وفق إعلام المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي. وأعلنت السلطات الأمنية المحلية تمكن الدفاعات الجوية من إسقاط أجسام طائرة معادية في أجواء المحافظة. 

14ـ محافظة خوزستان جنوب غربي البلاد

تعرضت ثلاث نقاط في هذه المحافظة التي تضم أهم المنشآت النفطية الإيرانية إلى هجمات، آخرها كان استهداف قاعدة تندغويان في مدينة أبادان. وقبلها، تعرض موقع في الأهواز وآخر حدودي في منطقة جذابة.

أبرز المواقع النووية المستهدفة 

تعرضت أربعة مواقع نووية إيرانية لهجمات إسرائيلية، وهي: 

1. منشأة نطنز: وهي المنشأة الأهم في إيران لتخصيب اليورانيوم، تقع في محافظة أصفهان على بعد 250 كيلومتر جنوب العاصمة طهران. 

أكد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، في حديث مع التلفزيون الإيراني، أن "خسائر موقع نطنز سطحية واقتصرت على المنشآت فوق الأرض وليس تحتها"، مشيراً إلى أن "نطنز" تعرضت لهجمات صاروخية متعددة بهدف اختراقها والوصول إلى المنشآت فيها، قائلاً: "لقد تم نقل جزء مهم من المعدات والمواد إلى خارج المنشأة مسبقاً، وبالتالي لم تقع أضرار واسعة، ولا يوجد أي قلق بشأن حدوث تلوث". 

2. منشأة فوردو: تعتبر منشأة فوردو المنشأة النووية الثانية لتخصيب اليورانيوم في إيران، وهي موقع نووي الأكثر تحصيناً بين المنشآت النووية الإيرانية، يقع على بعد 140 كيلومتراً من طهران. 

ومساء أمس، صرّح المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، بأن "خسائر محدودة لحقت ببعض النواحي في موقع تخصيب اليورانيوم في فوردو". 

3. موقع UCF

يُسمى موقع أصفهان النووي أو مركز معالجة اليورانيوم (UCF)، ومن أهم الأنشطة النووية في مركز معالجة اليورانيوم انتقال الكعكة الصفراء إليه لمعالجتها وإعدادها في عملية التخصيب لإنتاج الوقود النووي، لكن المركز لا يقوم بتخصيب اليورانيوم. 

4. مفاعل خنداب (أراك)

وكان المفاعل ضمن أهداف هجمات الاحتلال فجر الجمعة، ولم تُعلن السلطات الإيرانية بعد حجم الخسائر والأضرار في هذا الموقع نتيجة الهجوم. ويُعتبر هذا المفاعل أحد أكبر المنشآت النووية الإيرانية. يقع على بعد 5 كيلومتر من مدينة خنداب وسط إيران، وبدأت عملية بنائه عام 1998 لإنتاج الماء الثقيل المستخدم في الصناعات النووية، ثم افتتح عام 2006.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية