
لفتت جائزة نيوستاد الدولية للأدب، في بيانها الذي أُعلنَ عنه أخيراً، وتضمّن أسماء الأدباء العالميّين التسعة الواصلين إلى قائمتها النهائية، إلى رواية "زمن الخيول البيضاء" للروائي والشاعر الفلسطيني الأردني إبراهيم نصر الله (1954)، بوصفها العمل الذي يُمثّل المرشّح العربي الوحيد لنيل الجائزة، والتي سيُعلَن عنها في 21 أكتوبر/ تشرين الأول المُقبل، ضمن مهرجان أدبي تُنظّمه مجلة World Literature Today ("عالم الأدب اليوم")، التي تصدُر عن جامعة أوكلاهوما الأميركية.
أن تُنافس "زمن الخيول البيضاء" (الدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت، 2007) على "نيوستاد" (توصف بأنّها "نوبل الأميركية")، فإنّ هذا يقول الكثير عن تمكُّن الأدب الفلسطيني من تمثيل سرديته الوطنية، وقدرته على تخطّي الأُطر التي تحكم عادة "الجوائز الكبرى"، فضلاً عن تزامن ذلك مع الظرف الإبادي الاستعماري، والذي كما ينطبق على الشعب الفلسطيني المُباد ينسحب أيضاً على حكاياته ورواياته. تستمدّ هذه الرواية أهميتها من كونها جزءاً من ملحمة "الملهاة الفلسطينية"، حيث تُرجمت إلى اللغة الإنكليزية، ودخلت في القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2009، ووصفتها الأديبة والناقدة العربية الفلسطينية الراحلة سلمى الخضراء الجيوسي بأنها "الإلياذة الفلسطينية".
غابت الأسماء العربية عن الجائزة منذ فوز آسيا جبار عام 1996
تُضيء "زمن الخيول البيضاء" 129 سنةً من تاريخ فلسطين، تمتدّ من أواخر الحكم العثماني القرن التاسع عشر حتى نكبة عام 1948، عبر قرية فلسطينية تخيّلية تشكّل مرآةً للواقع الوطني. شخصيات تنبض بالحياة، نساءً ورجالاً، أبطالاً وخونة، يرسم نصر الله لوحة أدبية مفعمة بالشعر والمأساة والمقاومة. الخيول البيضاء في الرواية ليست مجرد حيوانات، بل رموز للكرامة والحرية، تسير بمحاذاة المصير الفلسطيني وتقاوم الانكسار. يجمع نصر الله بين التخييل والتوثيق، ليقدّم عملاً يستحضر الذاكرة الجمعية، ويعيد قراءة التاريخ من منظور إنساني عميق.
يضعنا وصول إبراهيم نصر الله إلى القائمة النهائية لـ"جائزة نيوستاد الدولية للأدب" أمام استحقاقات عربية، فلو تمعّنا بقائمة الحاصلين على الجائزة فلن نعثر سوى على اسم وحيد، هو الأكاديمية والروائية الجزائرية الراحلة آسيا جبار (1936 - 2015) والتي نالت الجائزة عام 1996، ومنذ ذلك الحين غابت الأسماء العربية عن الجائزة التي تُمنح مرّة كلّ عامين وتبلغ قيمتها المالية 50 ألف دولار، بالإضافة إلى نسخة فضية من ريشة نسر وشهادة تقدير.
الجدير بالذكر أنّه إلى جانب إبراهيم نصر الله تضمّ القائمة النهائية لـ"جائزة نيوستاد" لعام 2026 كُلّاً من: الروائي والشاعر الأوكراني يوري أندروخوفيتش (1960)، والروائية والأكاديمية الأميركية إليف باتومان (1977)، والشاعرة الأميركية مي-مي بيرسنبروغ (1947)، والروائي والأكاديمي الأميركي روبرت أولين باتلر (1945)، والشاعرة الأميركية من أصل سوداني صافية الحلو (1990)، والروائي الفرنسي ماتياس إينار (1972)، والكاتبة والشاعرة اليابانية يوكو تاودا (1960)، والروائية والأكاديمية الأميركية جيسمين وارد (1977).

أخبار ذات صلة.
