ماذا فعل الموساد داخل إيران قبل الهجوم الإسرائيلي؟
تقارير وتحليلات
منذ 20 ساعة
مشاركة

في تصعيد غير مسبوق، شنّ الاحتلال الإسرائيلي فجر الجمعة هجوماً واسعاً على الأراضي الإيرانية، أطلق عليه اسم “الأسد الصاعد”، مستهدفاً منشآت نووية، ومراكز عسكرية، وقادة بارزين في الحرس الثوري.

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن الهجوم، الذي اعتُبر الأكبر من نوعه منذ عقود، تزامن مع عمليات استخباراتية دقيقة نفذها “الموساد” داخل العمق الإيراني، شملت ثلاث مهام سرية استهدفت القدرات العسكرية الإيرانية من الداخل.

ورغم غياب تعليق رسمي فوري من طهران، توعّد المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، بـ”ردّ صارم” على الهجوم الإسرائيلي، وسط مؤشرات على انتقال المواجهة بين الجانبين إلى مرحلة جديدة تتجاوز الردع التقليدي.

وبحسب مصادر إعلامية إيرانية، أسفرت الضربات عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين، من بينهم القائد العام للحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة اللواء محمد باقري، بالإضافة إلى قائد مقر “خاتم الأنبياء” اللواء غلام علي رشيد.

كما أُعلن عن مقتل عدد من الشخصيات الأكاديمية والنووية، أبرزهم أستاذ الهندسة النووية أحمد رضا ذو الفقاري، والعالمان النوويان فريدون عباسي دواني ومحمد مهدي طهرانجي. وكانت وكالة “تسنيم” الإيرانية قد أفادت بأن الهجوم أدى إلى مقتل ستة علماء نوويين على الأقل.

وفي تطور سريع، أعلنت وسائل إعلام إيرانية صدور مرسوم من المرشد الأعلى بتعيين عبد الرحيم موسوي رئيساً لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، واللواء محمد باكبور قائداً جديداً للحرس الثوري.

ما هي عمليات الموساد التي يتحدث عنها الاحتلال؟

ذكرت هيئة البث العبرية، نقلاً عن مصدر أمني إسرائيلي دون كشف هويته، أن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) نفّذ ثلاث عمليات نوعية داخل إيران بالتزامن مع الهجوم الجوي الواسع الذي شنّته إسرائيل فجر الجمعة، تحت اسم “الأسد الصاعد”.

1- نشر أنظمة توجيه دقيقة قرب منصّات صواريخ أرض-جو

قال المصدر لهيئة البث العبرية، إنه في بداية الهجوم – وبالتوازي مع ضربات سلاح الجو الإسرائيلي – قام الموساد بتفعيل الأنظمة الموجودة بالفعل.

إذ يُذكر، أنه في وسط إيران “عملت فرق كوماندوز تابعة للموساد على نشر أنظمة تشغيلية لأسلحة دقيقة التوجيه، في مناطق مفتوحة قرب أنظمة صواريخ أرض-جو الإيرانية”.

عند بدء الهجوم، وبالتوازي مع الهجمات الإسرائيلية في جميع أنحاء إيران بأكثر من 200 مقاتلة، تم تفعيل هذه الأنظمة وإطلاق صواريخ دقيقة منها بشكل مباشر استهدفت الأهداف بدقة عالية، بحسب ما ذكره المصدر.

ماذا فعل الموساد داخل إيران قبل الهجوم الإسرائيلي؟
طائرات مقاتلة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي تُقلع ضمن عملية “الأسد الصاعد” التي استهدفت مواقع نووية وعسكرية في إيران، فجر 13 يونيو/حزيران 2025. الهجوم شمل أكثر من 200 طائرة حربية نُفّذت ضرباتها خلال ساعات الليل – رويترز

2- زرع تقنيات هجومية على مركبات لتعطيل الدفاع الجوي

وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أنه في عملية سرية موازية، صرّح مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى، بأن الموساد نصب أيضاً أنظمة هجومية وتقنيات إضافية على مركبات داخل إيران، بهدف تحييد قدرات الدفاع الجوي الإيرانية التي قد تعترض الطائرات المقاتلة الإسرائيلية. وقد أدت هذه الأنظمة إلى تدمير أنظمة الدفاع الإيرانية بالكامل في بداية الهجوم.

3- إنشاء قاعدة لطائرات مسيّرة انتحارية داخل إيران

وزعم المصدر للصحيفة، أنشأ قاعدة عسكرية في البلاد لتخزين الطائرات المسيّرة. وقد تم تهريب هذه الطائرات إلى البلاد قبل ذلك بوقت طويل، واستُخدمت خلال الغارات. – ومع بدء الهجوم، شغّل الموساد هذه الطائرات لاستهداف منصات صواريخ أرض-أرض في قاعدة أسفق آباد قرب طهران.

كيف تمت هذه العمليات؟

بحسب المصدر الأمني الإسرائيلي، فإن العمليات الثلاث التي نفذها الموساد لم تكن ثمرة تحرّك سريع، بل جاءت نتيجة تخطيط طويل الأمد، وجمعٍ للمعلومات الاستخبارية امتدّ لسنوات. وأوضح المصدر أن الموساد عمل بالتنسيق الوثيق مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، “جنباً إلى جنب”، منذ مدة طويلة، لرصد البنية التحتية العسكرية الإيرانية، ولا سيما تلك المرتبطة بالصواريخ الباليستية والدفاعات الجوية.

ماذا فعل الموساد داخل إيران قبل الهجوم الإسرائيلي؟
القصف الإسرائيلي على إيران- رويترز

وشمل الإعداد أيضاً بناء ملفات تفصيلية عن قادة في المؤسسة العسكرية الإيرانية وعلماء في البرنامج النووي، أنهم من بين المستهدفين الذين قُتلوا خلال الهجوم، بحسب التقرير.

لم تصدر طهران تعليقاً رسمياً فورياً حول عمليات الموساد داخل إيران حتى تمام الساعة 08:15 بالتوقيت العالمي، بينما وصف المرشد الأعلى علي خامنئي الهجوم بأنه “إعلان حرب” وهدّد “بعقاب صارم”، كما أعلنت إيران عن إطلاق أكثر من 100 طائرة مسيّرة نحو إسرائيل، وقد زعم الاحتلال أنه تمكّن من اعتراض معظمها.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية