
Arab
بدأت حكومة الاحتلال الإسرائيلي بصياغة مشروع القرار الذي سيُعرض للتصويت بشأن اتفاق غزة المستند إلى خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء حرب الإبادة المستمرة منذ أكثر من عامين، والتي تدور محادثات حالياً بشأنها في شرم الشيخ المصرية، وفق ما أفادت وسائل إعلام عبرية، مساء اليوم الأربعاء، وسط تفاؤل بأن يُوقّع الاتفاق في غضون يومين على الأكثر.
ونقلت القناة 12 العبرية تقديرات مسؤولين إسرائيليين بالتوصّل إلى اتفاق خلال 24 – 36 ساعة، فيما نقلت حركة حماس معلومات حول الأسرى الأحياء، وعددهم نحو عشرين، وأنها تبحث عن جميع الأسرى القتلى، رغم أنه لا توجد ضمانات، بل من غير المرجح أن تجدهم جميعاً.
وفي المقابل، فإن إسرائيل ملتزمة بالإفراج عن أسرى فلسطينيين بعد أن تؤكد حماس أنها أفرجت عن جميع الأسرى الإسرائيليين الذين لديها. وسيكون الانسحاب الإسرائيلي وفق حدود خطة ترامب، ربما مع بعض التعديلات الشكلية الطفيفة. ووفقاً للخطة، سيبقى جيش الاحتلال الإسرائيلي في 57% من المناطق، أي في معظم مناطق القطاع، مع احتمال حدوث انسحاب إضافي بنسبة قليلة. وفي كل الأحوال، وفقاً لذات القناة، سيُحيط الجيش الإسرائيلي بجميع المناطق التي ستبقى فيها حماس. ووفق القناة 12، فإن الرئيس الأميركي يفكّر في حضور مراسم التوقيع على الاتفاق، تلبية لدعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
من جانبها، ذكرت القناة 11 التابعة لهيئة البث الإسرائيلي أن الدول الوسيطة في محادثات التفاوض لإنهاء حرب الإبادة، وضعت هدفاً التوصّل إلى تفاهمات بين الأطراف حتى نهاية الأسبوع. ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين كبار أن هناك تقارباً نحو تحقيق اختراق في المحادثات.
وذكرت أن النقطتين الرئيسيتين اللتين تُناقشان حالياً، تتعلّقان بقائمة الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم، وخريطة انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة. وتصرّ حركة حماس على الإفراج عن أسرى بارزين، من بينهم مروان البرغوثي، وحسن سلامة، وأحمد سعدات. وترفض إسرائيل الإفراج عن البرغوثي، فيما لم تبد، وفق ذات القناة، رفضاً رسمياً للإفراج عن سعدات.
وفي ما يتعلق بخط انسحاب قوات الاحتلال، فإن الحركة تسعى لإجراء تعديلات على الخريطة التي رسمها ترامب، بينما تصرّ إسرائيل على الالتزام بالخريطة المحدّثة. وفي المرحلة التالية من المحادثات، من المتوقّع أن يناقش الطرفان قضايا تتعلق بالإفراج عن الأسرى والقتلى الإسرائيليين، الذين لا تتوفر معلومات دقيقة بشأن مكان دفنهم، بالإضافة إلى قضية "اليوم التالي" لحرب الإبادة، بما في ذلك نزع سلاح حركة حماس.
في سياق متصل، أفادت القناة 12، نقلاً عن مصادر لم تسمّها، بأن وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، لن يشارك في اجتماع وزراء الخارجية الذي تنظمه فرنسا غداً في باريس لمناقشة خطة ما بعد الحرب في غزة. ونقلت عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أن إسرائيل طلبت من الإدارة الأميركية عبر عدة قنوات خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية عدم المشاركة في الاجتماع، بحجة أن المناقشات في باريس قد تنحرف عن خطة ترامب لإنهاء الحرب، وقد تضر بالمفاوضات الجارية في مصر بين إسرائيل وحماس.
يأتي ذك بينما قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، اليوم الأربعاء، إن المحادثات حول إنهاء الحرب في غزة على وشك التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين حماس وإسرائيل. وقال فيدان في مؤتمر صحافي في أنقرة مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني "إذا جرى التوصل إلى اتفاق اليوم، فسيتم إعلان وقف لإطلاق النار".
بدوره، نقل موقع واينت العبري تقديرات إسرائيلية بأنه من الممكن التوقيع على اتفاق حتى يوم الجمعة. وتطمح واشنطن للتوصل إلى التوقيع على الصفقة هذا الأسبوع، من أجل البدء بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى حماس اعتباراً من الأسبوع المقبل. ومن لحظة توقيع الاتفاق، سيكون أمام حماس 72 ساعة لإطلاق سراح جميع الأسرى.
ولفت الموقع بدوره إلى أنه لا تزال هناك خلافات بين الأطراف، بعضها يتعلق بقائمة الأسرى الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم إسرائيل، والتي ترفض الإفراج عن مروان البرغوثي وأحمد سعدات. وليس من الواضح ما إذا كانت تل أبيب توافق على الإفراج عن آخرين من بين الأسرى البارزين. وفي محادثات التفاوض، جرى التطرق إلى أسماء محددة لأسرى فلسطينيين سيُفرج عنهم مقابل عشرين أسيراً إسرائيلياً حياً. وذكر مصدر إسرائيلي آخر أن "التقدّم سريع".
وأضاف الموقع العبري أن البند الخلافي الرئيسي الذي كان مطروحاً على الطاولة خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة من المفاوضات هو الاتفاق على الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين الـ48، الأحياء منهم والقتلى، بالتوازي مع انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى "الخط الأصفر". وطالبت حركة حماس بربط مراحل الإفراج عن الأسرى بمراحل الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال، بينما أصرّوا في إسرائيل على تنفيذ الانسحاب إلى الخط المتفق عليه، فقط بعد الإفراج عن آخر أسير.
ونقل الموقع عن مصادر مطّلعة على المحادثات، لم يسمّها، أن الأطراف تقترب من التوصل إلى اتفاق بشأن بدء الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين بينما جيش الاحتلال داخل غزة، على أن يجرى الانسحاب الكامل بعد الإفراج عن جميع الأسرى، بمعنى أن الانسحاب لن يكون شرطاً لبدء عملية الإفراج، لكنه أيضاً لن يحدث فقط بعد انتهاء الصفقة الكبرى، بل بعد انتهاء المرحلة الأولى منها.

Related News

الحُب أم الولاء.. من قتل 14 جنديا في جنوب السودان؟
al-ain
17 minutes ago