600 عائلة فلسطينية في الخليل يحاصرها المستوطنون بسبب عيد العرش
Arab
2 hours ago
share
يحاصر المستوطنون لليوم الثالث على التوالي نحو 600 عائلة فلسطينية في البلدة القديمة من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، مع إغلاق الحرم الإبراهيمي، تزامناً مع احتفالاتهم بما يسمى عيد العرش اليهودي. وتغلق قوات الاحتلال المداخل والمخارج للبلدة القديمة من مدينة الخليل، وتمنع السكّان من الحركة، بالتوازي مع إغلاق الحرم الإبراهيمي بالكامل أمام المصلين المسلمين، فيما تستباح باحاته وأروقته كاملةً أمام آلاف المستوطنين المتطرفين، كما يحصل منذ ساعات فجر اليوم الأربعاء، احتفالًا بما يسمى "عيد العرش اليهودي" الذي يستمرّ الاحتفال فيه حتى مساء يوم غد الخميس. ويُعدّ عيد العرش اليهودي، المعروف بـ"سوكوت"، من أهم الأعياد الدينية لدى اليهود، ويحلّ بعد يوم الغفران، ويقيم اليهود خلاله في خيام مؤقتة تُعرف بـ"السكّاة"، ترفع عليها أغصان النخيل والحمضيات، وهو ما يحصل تمامًا في محيط الحرم الإبراهيمي، حيث نصبت الخيام، ومنصات الحفلات الغنائية، وانتشرت موائد الطعام والشراب، وتحوّل القسم الإسلامي في الحرم إلى مسرح غناء ورقص وصلوات تلمودية. وبدأت إجراءات الإغلاق تمهيدًا لاحتفالات العيد في حارتي جابر والسلايمة شرق الحرم، منذ مساء أول أمس الاثنين، كما منع جيش الاحتلال حركة الفلسطينيين فيها بشكل كامل. ويوضح الناشط في تجمع المدافعين عن حقوق الإنسان، عارف جابر، في حديث مع "العربي الجديد"، أن الأهالي الذين كانوا داخل منازلهم أُجبروا على البقاء فيها، بينما لم يُسمح لمن كانوا خارجها أثناء أعمالهم بالعودة، فاضطر كثير منهم إلى المبيت عند أقاربهم أو داخل مركباتهم خارج أحيائهم السكنية في حارتي جابر والسلايمة. ويشير عارف جابر، الذي يسكن حارة جابر، إلى أن سلطات الاحتلال جددت منع التجول منذ الساعة الخامسة من صباح اليوم، في الوقت الذي توافد فيه آلاف المستوطنين إلى الأحياء المغلقة للاحتفال بأعيادهم، وسط إجراءات تأمين مشددة رافقت مسيراتهم انطلاقًا من مستوطنة "كريات أربع" المقامة على أراضي الخليل، مرورًا بمواقف الحافلات والمركبات في المنطقة، وصولًا إلى الحرم الإبراهيمي، ونتيجة لذلك تعطلت المدارس في المنطقة، ولم يتمكن الموظفون والعمال من الوصول إلى أماكن عملهم. ويغلق الاحتلال كلّ عام الحرم الإبراهيمي في 10 أيام دينية، من بينها "عيد العرش"، حيث يستبيح القسم الإسلامي في الحرم البالغة مساحته 37%، إلى جانب القسم المستولى عليه بمساحة 63%، وتصبح الأحياء المجاورة له مغلقة بالكامل، وهي تل ارميدة، وشارع الشهداء، وواد الحصين، وواد الغروس، وحارة جابر، وحارة السلايمة. ويوضح جابر أن نحو 600 عائلة فلسطينية، يقدر عدد أفرادها بنحو 2500 فلسطيني تعيش اليوم محاصرة في حارتي جابر والسلايمة وشارع السهلة، في ظل إغلاق جميع المداخل والمخارج المؤدية إلى المناطق المجاورة للحرم الإبراهيمي، بما فيها الحواجز العسكرية. ويشير إلى أن المستوطنين حوّلوا أراضي المواطنين الفلسطينيين إلى مواقف لمركباتهم وحافلاتهم، في تعدٍّ واضح على الملكيات الخاصة. ويصف جابر المشهد في محيط الحرم الإبراهيمي بأنه أشبه بـ"مهرجان ضخم"، إذ تُقام حفلات غنائية وطقوس دينية يرتدي خلالها المستوطنون لباسًا أبيض موحدًا، ويغطون رؤوسهم، ويشارك فيها حاخامات يهود تتخللها كلمات دينية وشتائم للعرب، ويرفع المستوطنون خلالها سعف النخيل والرموز التوراتية وسط رقصات وصخب، فيما تُقدَّر أعداد المشاركين بالآلاف. ويشارك في الاحتفالات منذ ساعات الصباح الحاخام الأكبر لمدينة صفد وأحد أبرز رموز التيار القومي- الديني في إسرائيل، شموئيل إلياهو، إلى جانب نجله وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، ما يضفي وجود طابعٍ رسمي في الاقتحامات الإسرائيلية للحرم ومحيطه. وتستمر هذه الاحتفالات، بحسب جابر، حتى مساء الخميس، على أن يُفتح عدد محدود من الحواجز صباح الجمعة، قبل أن تُغلق مجددًا يوم السبت بحجة الأعياد، ويُفرض منع التجول مرة أخرى. وفي صباح الأحد، يُسمح بالحركة بشكل مؤقت حتى مساء الاثنين، ليُعاد الإغلاق من مساء الاثنين حتى مساء الثلاثاء ضمن البرنامج ذاته، ما يجعل نصف أيام الشهر واقعًا تحت منع التجول الكامل، حيث يُمنع السكان من الخروج من منازلهم أو حتى الظهور من النوافذ أو الأسطح، وفق جابر. ويشير جابر إلى أن المستوطنين خلال هذه الأعياد يختلقون الروايات ضد الفلسطينيين، مدّعين أنهم يتعرضون لهجمات، فيقدمون شكاوى إلى جيش الاحتلال، الذي يتعامل بشكل مباشر يوحي بأن الجيش يتلقى تعليماته من المستوطن الذي يصدر أوامر لاقتحام المنازل وتخريبها واحتجاز الأطفال والنساء، رغم أن تلك الادعاءات لا تستند إلى أي دليل، وتُستخدم فقط لتبرير الاعتداءات المتكررة على الأهالي.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows