شمال سيناء شاهدة على عامين من حرب غزة
Arab
9 hours ago
share
تأثرت محافظة شمال سيناء، بوصفها أقرب المدن العربية إلى قطاع غزة، بشكل مباشر بالحرب الإسرائيلية على القطاع، تحديداً لاحتضانها معبر رفح، الذي كان يمثل شريان الحياة الوحيد الرابط بين غزة والعالم، قبل أن يحتله جيش الاحتلال الإسرائيلي من الجانب الفلسطيني في مايو/ أيار 2024. ويتابع سكان سيناء أحداث غزة لحظة بلحظة، حيث يسمعون دوي الانفجارات الناجمة عن القصف الإسرائيلي في رفح وخانيونس. كما تستضيف شمال سيناء عشرات الفلسطينيين الذين جاؤوا للعلاج وانقطعت بهم السبل بعد إغلاق معبر رفح، ما جعل المحافظة جزءاً لا ينفصل عن المشهد الإنساني المتفاقم في غزة. ومنذ بدء الحرب باتت سيناء تعيش حالة استنفار عسكري وأمني تعيد إلى الأذهان سنوات مواجهة الإرهاب، بين عامي 2011 و2023، حين ضاعف الجيش انتشاره في مدن رفح والشيخ زويد وعلى الحدود مع غزة ومع الأراضي المحتلة عام 1948. ورصدت "العربي الجديد" عشرات القطع العسكرية الثقيلة منتشرة في مناطق واسعة من شمال سيناء، إلى جانب الطلعات الجوية المستمرة للطيران الحربي المصري فوق المنطقة منذ أسابيع. استنفار أمني في سيناء في السياق، يكشف الناشط السياسي زهدي جواد من العريش لـ"العربي الجديد" أن: "الاستنفار الأمني في سيناء ظاهر للعيان منذ بدء الحرب على غزة، وكلما زادت التهديدات الإسرائيلية بشأن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، ارتفع مستوى الاستعدادات المصرية. هذه الحالة تفوق حتى فترة مواجهة تنظيم داعش، سواء في حجم القوات أو نوعيتها". ويضيف: "طيلة فترة الحرب تراجعت الحركة التجارية في المحافظة التي كانت تعتمد بدرجة كبيرة على المسافرين الفلسطينيين، فهؤلاء كانوا يعبرون يومياً ذهاباً وإياباً عبر معبر رفح قبل الحرب، ما كان ينعش الأسواق ويغذي الحركة الاقتصادية". زهدي جواد: الاستنفار الأمني في سيناء ظاهر للعيان منذ بدء الحرب على غزة أما محمد الشاعر، وهو صاحب محل تجاري في مدينة الشيخ زويد، فيقول لـ"العربي الجديد": "سيناء كانت تشهد يومياً مرور مئات المسافرين الفلسطينيين، سواء من القادمين من غزة أو العائدين إليها، وكانوا يشترون البضائع والمواد الغذائية بكميات كبيرة. كثير من المحال على الطريق الدولي بين رفح وقناة السويس كانت تعتمد كلياً على هذا النشاط، لكن بعد إغلاق المعبر أغلقت معظم هذه المحال أبوابها، وهو ما حرم عشرات العائلات من مصدر رزقها". ويضيف أن الفلسطينيين كانوا يقيمون في مدن العريش والشيخ زويد خلال رحلاتهم، ما كان يخلق نشاطاً اقتصادياً إضافياً قائماً على العلاقات العائلية والنَسَب بين أهالي غزة وسيناء عبر التاريخ. تجارة وأرباح وعلى النقيض من التأثيرات السلبية، فتحت الحرب أبواب تجارة جديدة، إذ عمل رجال أعمال من سيناء على توريد المساعدات الإنسانية والبضائع إلى غزة منذ تشغيل معبر رفح في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وتتم جميع العمليات تحت مظلة شركة أبناء سيناء المملوكة لرجل الأعمال إبراهيم العرجاني، المقرب من الأجهزة الأمنية. وتحولت عملية إدخال الشاحنات إلى ما يشبه المزاد المالي، إذ يقول سائق شاحنة يُدعى "أ.ن" لـ"العربي الجديد": "شاحنات المساعدات ملزمة بدفع أكثر من ربع مليون جنيه (نحو 5300 دولار) مقابل إدخالها، بينما تدفع الشاحنات التجارية مبالغ تتجاوز 100 ألف دولار للشاحنة الواحدة لشركة أبناء سيناء. هذا يفتح الباب أمام تهريب مواد ممنوعة مثل التبغ والهواتف داخل الشحنات التجارية، في ظل ارتفاع الأسعار داخل غزة".

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows