254 صحفيا فلسطينيا قتلهم الاحتلال خلال عامين
Party
2 hours ago
share

الرشادبرس- عربي

يدخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عامه الثالث، تاركًا وراءه مشهدًا كئيبًا من الدمار والدماء، غير أن أكثر ما يظلّل هذا المشهد هو العدد غير المسبوق من الصحفيين الفلسطينيين الذين ارتقوا شهداء وهم يؤدون واجبهم المهني والوطني والإنساني.

بحسب ما وثّقه مشروع “تكاليف الحرب” التابع لجامعة براون الأميركية، فإن الحرب الدائرة على غزة حصدت من أرواح الصحفيين ما لم تحصده الحرب الأهلية الأمريكية، والحربان العالميتان، وحرب كوريا، وفيتنام، ويوغوسلافيا، وأفغانستان مجتمعة. إنها الحرب الأشد فتكًا بالصحفيين في التاريخ الحديث، دون منازع.

وبينما تتوالى الإدانات الدولية وتتزايد المطالبات بوقف هذه الإبادة الإعلامية، لا تزال آلة الحرب الإسرائيلية تمضي بلا هوادة، مستهدفة “شهود الحقيقة” الذين أبَوا أن يصمتوا أو يتراجعوا، فاستمروا في أداء رسالتهم من قلب الخطر، رافضين أن يكونوا شهود زور، أو أن يصمتوا على ما يرتكب بحق شعبهم.

محمد قريقع.. عيون الكاميرا التي أُغلِقت إلى الأبد

كان الشهيد محمد قريقع واحدًا من أولئك الذين آمنوا بأن الكلمة أقوى من الرصاصة، وأن العدسة يمكن أن تُسقِط القناع عن الجريمة. استُشهد محمد وهو يوثق بعدسته لحظات الرعب التي عاشها أهالي غزة تحت القصف، غير آبه بالخطر المحدق به.
لقد آمن أن نقل الحقيقة هو واجب مقدس، وأن الحياة تستحق أن تُعاش لأجل هدف نبيل، فكانت حياته القصيرة شهادة حية على هذا الإيمان، وكانت شهادته رحيلًا مشرفًا يليق بجندي في ميدان الإعلام المقاوم.

ثمن الحقيقة.. دماء وتضحيات

لم تكن الحرب في غزة حربًا على أرض فقط، بل كانت أيضًا حربًا على الذاكرة والرواية والحقيقة. ومن هنا، تحوّل الصحفيون إلى أهداف مباشرة، لأنهم وحدهم كانوا قادرين على كسر الحصار المضروب على الحقيقة، وكانوا الجدار الأخير أمام الرواية المضللة.

ورغم الظروف الميدانية القاسية، ونقص المعدات، وتقييد الحركة، وتهديدات القصف، فإن هؤلاء الصحفيين واصلوا الليل بالنهار لنقل الصورة الكاملة، ليس فقط للعالم، بل للأجيال القادمة التي يجب أن تعرف الحقيقة كما هي، بلا تحريف ولا تزوير.

جيل استثنائي من الصحفيين الشجعان

الذين استُشهدوا في غزة لم يكونوا مجرد ناقلي أخبار، بل كانوا شهود مرحلة، وصنّاع ذاكرة جماعية لشعب يقاوم البقاء. كانوا شبابًا حملوا على عاتقهم رسالة الدفاع عن الحقيقة، وتوثيق ما لا يجب أن يُنسى.

وقد اعتمد هذا التوثيق على بيانات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فيما تشير مصادر أخرى إلى أن العدد الحقيقي للشهداء من الصحفيين خلال الحرب قد يكون أعلى بكثير، ما يعكس حجم الفجوة بين ما يُعلن، وما يحدث فعليًا على الأرض.

ما يجري في غزة اليوم ليس مجرد حرب تقليدية، بل محاولة ممنهجة لإسكات الصوت الفلسطيني الحر. ومع ذلك، فإن تضحيات الصحفيين، وعلى رأسهم الشهيد محمد قريقع ورفاقه، قد رسّخت حقيقة لا يمكن محوها: أن الحقيقة لا تموت، بل يرويها الدم، وتحفظها الذاكرة.

ومع استمرار التصعيد، يبدو أن استهداف الصحفيين لم يعد عرضًا جانبيًا للحرب، بل جزءًا من استراتيجية تهدف إلى اغتيال الرواية. لكن في المقابل، فإن إرث الشهداء الصحفيين سيظل شاهدًا على بشاعة ما جرى، وعلى عظمة من قاوموا القتل بالتوثيق، والخوف بالشجاعة، والصمت بالكلمة.

 

254 صحفيا فلسطينيا قتلهم الاحتلال خلال عامين

المصدر: وكالة معا

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows