
Arab
تخضع حياة النساء في أفغانستان إلى الكثير من القيود اليومية، من بينها قيود في التنقل باستخدام الحافلات عبر فرض وجود رجل معهنّ.
أثار قانون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جدلاً في أفغانستان، إذ تطبقه حكومة حركة طالبان بحزم منذ استعادت الحكم في أغسطس/ آب 2021، تحديداً مواده الخاصة بأوضاع النساء وحقوقهن، ومنها منع خروجهن من المنزل من دون "محرم" وفق الشريعة الإسلامية.
ويعرقل ذلك حياة نساء كثيرات، خاصة أن أفغانستان تضم عدداً كبيراً من الأرامل والعوانس، كما أن الرجال ينشغلون في الأعمال بحكم الوضع المعيشي المتردي، ولا يستطيعون مصاحبة النساء كلما أردن الخروج من المنزل، إلا في حالات الضرورة.
في البداية، اعتقد الناس أنه يصعب تطبيق هذه القوانين، لكن مع مرور الأيام أصبحت سارية على النساء في كلّ المناطق، خاصة قانون خروجهن من المنازل، ويحاول رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عبر التجوّل في الأسواق وداخل الحافلات والسيارات العامة أن يقنعوهن، من دون أن يمارسوا أي نوع من العنف، بعدم الخروج من المنازل من دون رجل.
وحالياً يتجوّل رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الأسواق ومحطات السيارات والحافلات، ويطالبون أصحابها بعدم نقل نساء لا يرافقهن رجال. يقول السائق شاه آغا، والذي يعمل في منطقة مندوي بوسط العاصمة كابول، لـ"العربي الجديد": "أقود سيارة صغيرة تنقل أربعة أشخاص من مندوي إلى منطقة كوته سنكي غربي كابول، ويأتي رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مرة أو مرتين أسبوعياً، ويراقبون عملنا لتطبيق قانون منع النساء من ركوب السيارات والحافلات وحدهن، وهم ينصحوننا أحياناً بعدم نقل نساء ليس معهن رجال في سياراتنا، كما يأمرون النساء بعدم ركوب السيارات والحافلات، لكن بعضهن لا يستمعن لهم، ويركبن حتى لو مُنعن من ذلك، وأحياناً ينتظرن مغادرة رجال الهيئة المحطة، خاصة إذا كن شابات، أما كبيرات السن فلا يتم التشدد معهن".
يتابع: "تؤثر هذه التصرفات على عملنا، ونكون حذرين غالباً حين يأتي رجال الهيئة، ونؤجل التحرك، أيضاً تنتظر النساء مغادرتهم كي يركبن سيارات، والمشكلة ليست كبيرة جداً داخل المدن بخلاف حين تسافر امرأة من مدينة إلى أخرى حيث قد تتأخر الرحلة بسبب انتشار الحواجز الأمنية التي تدقق في الركاب".
ولا تسمح "طالبان" بسفر النساء إلى خارج البلاد من دون رجال، لذا يُعانين كثيراً في المطار، ولا يُسمح لهن بالسفر حتى لو ضمن مجموعة إلا بمرافقة رجال. تقول خاطره رضايي، من سكان كابول، لـ"العربي الجديد": "سافرت قبل أربعة أشهر من كابول إلى اإسلام أباد لتلقي العلاج، وكانت حالتي الصحية سيئة، واتفقت مع أختي وزوجها على انتظاري في باكستان، وقلت لهما أن يأتيا إلى مطار إسلام أباد في توقيت معين، لكنني مُنعت من السفر من مطار كابول لأنه لا رجل معي. حاولت مع سلطات مطار كابول، وبكيت، ثم خرجت، وبعدها انتظرت أكثر من شهر لشراء تأشيرة لأبي كي يسافر معي. هذه مشكلة كبيرة، فأنا أرملة، ومريضة، وأولادي مشغولون في الدراسة، وأبي كبير في العمر". وتوضح أنها تعرف من الدنيا في سن الـ40 ما يعرفه الرجال، وأن الحياة مليئة بمشاكل وصعوبات وتبعات، وتقول: "على الحكومة أن تعي أن أفغانستان بلد أرامل وعوانس، وأن أسراً قضي عليها بالكامل، وبقي منها نساء يعشن كما الرجال".
وتقول الناشطة عابدة أحمد زاي لـ"العربي الجديد": "مشكلتنا أننا ننظر إلى الدين من زاوية واحدة ترى أن المرأة لا يجب أن تسافر وحدها من دون رجل، لذا تمنع الحكومة النساء من السفر، والسؤال الذي يطرح نفسه في ظل هذا الواقع الصعب على جميع النساء من دون استثناء، هو كيفية التعامل مع النساء الأرامل، ومن يعشن من دون وجود رجال في منازلهن، أو الأرامل اللواتي لديهن أطفال صغار ويسافرن لتلقي علاج ضروري في الخارج؟ وما الخطة الموضوعة لاستيعاب كل هذه القضايا؟ أليس من مسؤولية الحكومة أن توفر لهؤلاء النساء الطعام، وتوظفهن، وتفتح لهن أبواب الجامعات والمدارس؟".
تتابع الناشطة الأفغانية: "تزوجت مئات البنات وهن قاصرات بسبب فقر الآباء الذي يجعلهم في حاجة كبيرة إلى تخفيف الأعباء، وربما الحصول على أموال، وأيضاً بسبب الأعراف السائدة. وفي هذه الحالات أيضاً يجب أن تضع الحكومة خطة للتصدي لظاهرة الزواج المبكر. أيضاً تتسوّل مئات النساء والبنات في الأسواق، ومن بينهن نساء متعلمات أرغمن على ذلك بسبب سياسات طالبان التي منعتهن من العمل. الفهم الخاطئ للدين يسيطر على صناع القرار في حكومة طالبان".

Related News

مستقبل اقتصاد إسرائيل بعيداً عن دعم أوروبا
alaraby ALjadeed
13 minutes ago

عندما تتوقّف الحرب في مقبرة الغزاة
alaraby ALjadeed
21 minutes ago

سؤال إلى فتح وحماس: ما خطّتكم الآن؟
alaraby ALjadeed
21 minutes ago

لماذا أخفق حراك تشرين العراقي؟
alaraby ALjadeed
22 minutes ago

عن "مجلس الشعب" السوري ومسار "الانتقال" العتيد
alaraby ALjadeed
22 minutes ago