
Arab
انتُخبت القومية المتشدّدة ساناي تاكايتشي، أمس الأول السبت، زعيمةً للحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم في اليابان، وذلك في جولة الإعادة ضدّ المرشح الأكثر اعتدالاً شينجيرو كويزومي. ومن المقرر أن يجري اختيارها في إطار تصويت برلماني في 15 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، لتولي منصب رئاسة الوزراء، حسب وسائل إعلام يابانية. وبذلك سوف تصبح ساناي تاكايتشي وزيرة الشؤون الداخلية السابقة والمعروفة بآرائها المحافظة، خامس رئيسة وزراء لليابان خلال السنوات الخمس الأخيرة، وأول امرأة تتولى منصب رئيس الوزراء في البلاد.
وقالت ساناي تاكايتشي في مقرّ الحزب الديمقراطي بعد فوزها: "بالتعاون مع العديد منكم، صنعنا عهداً جديداً للحزب الديمقراطي. بدلاً من الشعور بالسعادة الآن، أشعر أنّ أمامنا تحدياً حقيقياً. أنا على يقين بأنّ أمامنا جبلاً من العمل يجب أن نتكاتف ونواجهه معاً، بتضافر جهودنا"، وأضافت، وسط تصفيق الحاضرين: "يتعيّن علينا جميعاً أن نتكاتف عبر كل الأجيال، وأن نعمل كشخص واحد لإعادة بناء الحزب، وسيتعيّن على الجميع أن يعملوا بجهد كبير".
تاكايتشي عضوة في منظمة نيبون كايغي القومية اليابانية المتطرّفة
يشار إلى أن اليابان تحتل المرتبة 118 من بين 148 دولة في مؤشر الفجوة بين الجنسَين الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، وقد سجلت أداءً ضعيفاً للغاية في المشاركة السياسية والاقتصادية، إذ لم يسبق لها أن عيّنت امرأة لمنصب رئاسة الوزراء، كما لا يزال تمثيل المرأة في البرلمان محدوداً. فحتى أغسطس/آب الماضي، لم تُشكّل النساء سوى 15.7% من أعضاء مجلس النواب، وهو ما يقلّ بكثير عن المتوسط العالمي البالغ 27.1% والمتوسط الإقليمي الآسيوي البالغ 22.1%، وفقاً للاتحاد البرلماني الدولي.
ساناي تاكايتشي
ساناي تاكايتشي (مواليد 7 مارس/آذار 1961) سياسية يابانية تشغل الآن منصب رئيسة الحزب الديمقراطي الليبرالي، وهي عضو في مجلس النواب منذ العام 1993، وشغلت مناصب وزارية عدّة في عهد رئيسَي الوزراء شينزو آبي، وفوميو كيشيدا. ومن المتوقع أن تصبح أول امرأة تشغل منصب رئيسة وزراء اليابان بعد انتخابها رئيسةً للحزب الديمقراطي. ولدت ساناي تاكايتشي ونشأت في محافظة نارا وسط اليابان، وتخرجت من جامعة كوبي، وعملت مؤلفة ومساعدة تشريعية ومذيعة قبل أن تبدأ مسيرتها السياسية.
انتُخبت عضواً مستقلاً في مجلس النواب عام 1993، وانضمت إلى الحزب الديمقراطي عام 1996. وباعتبارها تلميذة لآبي، شغلت ساناي تاكايتشي مناصب مختلفة خلال فترة رئاسته للوزراء، أبرزها وزيرة الشؤون الداخلية والاتصالات. وكانت مرشحة في انتخابات قيادة الحزب الديمقراطي في العام 2021، لكنها أُقصيت في النهاية قبل جولة الإعادة، وحصلت على المركز الثالث.
خلال فترة رئاسة فوميو كيشيدا للوزراء، شغلت منصب وزيرة الدولة للأمن الاقتصادي من عام 2022 إلى عام 2024. خاضت ساناي تاكايتشي ترشحها الثاني لقيادة الحزب في العام 2024، إذ حلّت في المركز الأول في الجولة الأولى، لكنها خسرت بفارق ضئيل في جولة الإعادة أمام شيجيرو إيشيبا. ترشحت مرة أخرى في 2025 وحصلت على المركز الأول في جولتَي التصويت، وأصبحت زعيمةً للحزب وهزمت شينجيرو كويزومي.
دعت الصين اليابان إلى الوفاء بالتزاماتها السياسية بشأن القضايا الرئيسية
تُعتبر ساناي تاكايتشي محافظةً متشددةً في السياسة الداخلية، دعمت باستمرار سياسات شينزو آبي الاقتصادية، وتعارض زواج المثليين، والاعتراف بألقاب منفصلة للأزواج، كما تعارض حكم الإمبراطورة. أمّا في السياسة الخارجية، فتؤيد مراجعة المادة التاسعة من دستور اليابان، التي تنبذ استخدام القوة العسكرية، وتعزّز التحالف الأميركي الياباني، وتُعتبر مؤيدةً لتايوان ومتشددةً تجاه الصين. وبصفتها عضوة في منظمة نيبون كايغي القومية اليابانية المتطرفة، جادلت ساناي تاكايتشي، التي زارت ضريح ياسوكوني المثير للجدل، بأن جرائم الحرب اليابانية مُبالغ فيها، وأن الإمبراطورية الاستعمارية اليابانية خاضت "حرب دفاع عن النفس" قبل الحرب العالمية الثانية وأثناءها.
التواصل مع تايوان
سعت ساناي تاكايتشي، خلال حملتها الانتخابية إلى تعزيز مكانتها لدى المحافظين ذوي التوجهات المشابهة من خلال التحدث مع الرئيسة التايوانية السابقة تساي إنغ ون. وخلال محادثتهما، التي استمرت 30 دقيقة في وقت سابق من الشهر الماضي، أكدت تاكايتشي، أنها تأمل في تعزيز العلاقات الأمنية بين تايبيه وطوكيو، وتكثيف التبادلات التجارية أيضاً. وغرّدت ساناي تاكايتشي لاحقاً بأن المناقشات كانت "إيجابية"، بينما أعربت تساي، عقب محادثاتهما، عن أملها في أن تتمكن تايوان واليابان، من التعاون على نحوٍ أوثق في المستقبل، مضيفةً أن التعاون المتبادل بين الحكومتَين أمر بالغ الأهمية لاستقرار المنطقة، وأضافت تساي أن القضايا الرئيسية في المستقبل القريب تشمل الأمن الإقليمي، والتنمية الاقتصادية، وسلسلة التوريد العالمية.
إعادة التفاوض مع واشنطن
أشارت ساناي تاكايتشي خلال حملتها الانتخابية إلى أنّ إعادة التفاوض التجاري مع الولايات المتحدة قد تكون على الطاولة إذا كانت الصفقة لا تخدم مصالح اليابان. وقالت، في معرض حديث سابق عن صندوق استثمار ياباني بقيمة 550 مليار دولار أميركي، والذي كان جزءاً من اتفاق لخفض الرسوم الجمركية الأميركية: "يجب أن نتمسّك بموقفنا إذا ظهر أيّ ظلم لا يصب في مصلحة اليابان خلال عملية تنفيذ الاتفاق"، وأضافت: "هذا يشمل إعادة تفاوض محتملة".
سياسات الهجرة
سعت تاكايتشي في حملة الحزب الديمقراطي إلى جذب الناخبين من خلال إثارة ملفات أحدثت بلبلة في البلاد خلال السنوات الأخيرة، خصوصاً ما يتعلق باستقدام العمالة الأجنبية والمهاجرين أو حشود السياح. وقالت تاكايتشي، إنّ اليابان يجب أن تعيد النظر في السياسات التي تسمح بدخول أشخاص من ثقافات وخلفيات مختلفة تماماً، مشيرة إلى أن التوظيف غير القانوني للأجانب وتدهور الأمن العام يؤديان إلى إثارة القلق بين السكان المحليين.
تحذيرات صينية
وصفت وزارة الخارجية الصينية نتائج الانتخابات بأنها مسألة داخلية تخصُّ اليابان، لكنها دعت طوكيو إلى "الوفاء بالتزاماتها السياسية بشأن القضايا الرئيسية مثل التاريخ وتايوان واتباع سياسة استباقية وعقلانية تجاه الصين". وحذرت وسائل إعلام صينية من صعود ساناي تاكايتشي وتأثير ذلك على العلاقات الصينية اليابانية، وقالت إنّ وجهات النظر المحافظة بشأن قضايا حساسة، بما في ذلك تاريخ اليابان في زمن الحرب، ومسألة تايوان، قد تهزّ العلاقات المتوترة بالفعل مع بكين. ولطالما اتّسمت العلاقات بين الصين واليابان بالتوترات بسبب النزاعات الإقليمية والمظالم التي تعود إلى زمن الحرب وديناميكيات التحالف المعقدة مع الولايات المتحدة، وسط مصالح أمنية إقليمية متنافسة. وعلى الرغم من الجهود المبذولة خلال العام الماضي لتعزيز المشاركة الاقتصادية والتبادلات الشعبية، فإنّ العلاقات العامة تظلّ متوترة إلى حدٍّ كبير، خصوصاً على الصعيد الأمني.

Related News

الضرب في طبل التاريخ
alaraby ALjadeed
32 minutes ago