بوينغ تتوقع خسائر بمليارات الدولارات بسبب طائرات 777X
Arab
4 days ago
share
كشفت مصادر صناعية لشبكة بلومبيرغ الأميركية أن شركة بوينغ العملاقة لصناعة الطائرات تعتزم تأخير إطلاق طائراتها الجديدة بوينغ 777X إلى العام 2027 بدلاً من تسليمها للزبائن المتعاقدين معها في العام المقبل كما كان مقرراً، الأمر الذي سيؤدي لتحمل الشركة مليارات الدولارات من الخسائر. ونقلت الشبكة عن مصادر مطلعة في تقرير لها الجمعة أن شركات طيران مثل لوفتهانزا الألمانية لم تعدد تخطط لإدراج الطائرة الجديدة ضمن أسطولها قبل عام 2027، وأنها بدأت تضع خططاً بديلة لهذا التأخير، ينطبق الأمر نفسه على طيران الإمارات أكبر زبون متوقع للطائرة الجديدة إذ باتت الشركة أكثر حذراً في خطط تدشين بوينغ 777X خلال موعد سابق لعام 2027. ويقدّر محللون أن التكلفة المحاسبية غير النقدية لهذا التأخير قد تتراوح بين 2.5 مليار وأربعة مليارات دولار، رغم أن بوينغ لم تفصح بعد عن حجمها الدقيق. وقد عقد مسؤولون تنفيذيون في الشركة اجتماعات مع كبار المستثمرين خلال الأسابيع الماضية، لوضع خطط للحد من الأضرار والتأكيد أن التأثير المالي سيتم توزيعه على كامل برنامج الطائرة، بحسب أحد المصادر. وتمثل الطائرة 777X، التي تأخرت بالفعل ست سنوات عن جدول إنتاجها الأصلي، أهمية استراتيجية ومالية كبيرة لبوينغ في منافستها مع مجموعة إيرباص الأوروبية للاستحواذ على حصة أكبر من سوق الرحلات الطويلة المربح. ومن المقرر أن يناقش مسؤولو بوينغ حجم وتكلفة هذا التأخير الجديد عند إعلان نتائج الشركة في 29 أكتوبر/تشرين الأول الجاري. وتقول بلومبيرغ إن متحدثة باسم بوينغ رفضت التعليق على هذه التقارير، مشيرة إلى فترة التزام الصمت التي تسبق إعلان النتائج، فيما أحال متحدث باسم لوفتهانزا الأسئلة المتعلقة بجدول التسليم إلى الشركة المصنعة. وقد تراجعت مكاسب سهم بوينغ بعد تقرير بلومبرغ، لينهي جلسة التداول في نيويورك بزيادة قدرها 1%. وقد ارتفع السهم بنحو 23% منذ بداية العام.  وفي الشهر الماضي، كشف الرئيس التنفيذي لشركة بوينغ كيلي أورتبرغ خلال مؤتمر لـ مورغان ستانلي أن عملية الحصول على شهادة اعتماد 777X قد تتأخر عن الجدول الزمني، دون أن يحدد موعداً جديداً. وعزا التأخير إلى "جبل من العمل" أكثر من كونه مشكلات تقنية جديدة في الطائرة أو محركاتها. وقال أورتبرغ: "كما تعلمون، حتى التأخير البسيط في برنامج 777 له تأثير مالي كبير لأننا في وضع خسائر مستقبلية. لذلك نحن ننظر في الأمر بجدية كبيرة". ويرى محللون أن  تصريحات أورتبرغ  تأتي في إطار نمط مألوف، إذ اعتادت بوينغ استخدام مؤتمرات المستثمرين للإشارة إلى الأخبار السلبية وضبط التوقعات بشأن أرباحها الفصلية. وأشار في حديثه إلى الخسائر في البرنامج وفق منهجية بوينغ المحاسبية المعقدة إلى أن التكلفة المحاسبية ستكون كبيرة. وقد تكبّدت الشركة بالفعل أكثر من 11 مليار دولار من التكاليف الإضافية لبرنامج إنتاج 777X الذي واجه سلسلة من العراقيل وخضع لتدقيق صارم من إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية عقب حادثي تحطم طائرتين من طراز 737 ماكس في العقد الماضي. كما تتوقع الشركة تأخيراً آخر في بدء تسليم طائرة بوينغ 777 المطوّرة، التي كان من المقرر أن تدخل الخدمة التجارية في عام 2020، وهو ما سيؤدي أيضاً إلى تقليص السيولة النقدية التي تحتاجها الشركة للتخلّص من سنوات الأزمات والخسائر المالية. غير أن برنامج إطلاق بوينغ 777X يتضمن الآن صورة خسائر مستقبلية، ما يعني أن بوينغ لن تسترد تكاليف التطوير عبر أول 500 طائرة يتم تصنيعها وبيعها. ويتوجب على الشركة تسجيل أي تكاليف غير طبيعية إضافية أو تجاوزات بوصفها مخصصات فورية في الأرباح. وتتوقع المحللة شيلا كاهياوغلو من "جيفريز" أن تسجل بوينغ خسائر تصل إلى أربعة مليارات دولار نتيجة التأخير، تشمل مدفوعات نقدية كانت ستتلقاها العام المقبل من تسليم 18 طائرة، إضافة إلى تنازلات للعملاء وتكاليف أخرى. وقالت "من المؤكد أن هذا الملف أولوية كبرى لأنه سيمثل استنزافاً مالياً ضخماً لهم" في إشارة إلى تأخيرات اعتماد الطائرة. من جانبه، يتوقع المحلل كين هيربرت من "آر بي سي كابيتال ماركتس" أن دخول الطائرة الخدمة سيتم في النصف الثاني من 2027، وأن تبلغ الرسوم المقبلة حوالي 2.5 مليار دولار، بما يتماشى مع التخفيضات السابقة. وعزا رئيس بوينغ التأخير الأخير إلى بطء وتيرة عمل اعتماد السلامة على طائرات الاختبار777X بوجود طياري ومفتشي هيئة الطيران الفيدرالية على متنها. وتشمل قائمة العملاء المنتظرين للطائرة طيران الإمارات وكاثي باسيفيك والخطوط الجوية القطرية، وهي خليفة طائرة جامبو 747 التي أوقفت بوينغ إنتاجها. (بلومبيرغ، العربي الجديد)

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows