
Arab
أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة بأنّ النساء فيه محرومات، للعام الثاني على التوالي، من الكشف المبكر عن سرطان الثدي وكذلك علاجه، بسبب مضي إسرائيل في حربها منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. يُذكر أنّ الشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي انطلق، أمس الأربعاء، في الأول من أكتوبر، في خلالها تُنظَّم الحملات المشجّعة على الكشف المكبر عن هذا النوع من السرطان، إذ من شأن ذلك إنقاذ أكبر عدد من النساء المعرّضات له.
ويأتي ذلك في حين تعاني المنظومة الصحية في قطاع غزة عموما، وسط الحصار المشدّد الذي تفرضه إسرائيل مانعةً إدخال إمدادات كثيرة منقذة للحياة إلى القطاع، من بينها مستلزمات طبية وأدوية. كذلك تعاني المنظومة الصحية من جرّاء استهداف آلة الحرب الإسرائيلية المستشفيات والمراكز الصحية باختلافها، إلى جانب الأطباء والعاملين الصحيين والإغاثيين.
وأوضحت وزارة الصحة في غزة، في بيان أصدرته أخيراً، أنّ "تدمير الاحتلال مراكز الرعاية الأولية وأقسام الفحص والتصوير التشخيصي حرم النساء من الاستفادة من هذه البرامج" المعنية بالكشف المبكر عن سرطان الثدي الذي يُعَدّ المرض السرطاني الأول الذي يستهدف المرأة. أضافت الوزارة أنّ النساء اللواتي شُخّصن بأن لديهنّ سرطان الثدي، قبل الحرب الأخيرة وفي أثنائها، "لا تتوفّر لهنّ مقوّمات العلاج التخصّصي أو المتابعة الطبية".
وأشارت الوزارة إلى نقص في أدوية السرطان، الذي يأتي في سياق النقص الحاد في الأدوية عموماً والمستلزمات الطبية، مضيفةً أنّ تدني مستويات التغذية ترك "آثاراً كارثية" على المصابات بسرطان الثدي. وتابعت أنّ المنظومة الصحية في قطاع غزة تفتقر إلى مقوّمات أساسية للوقاية والكشف المبكر ورصد الحالات، مع العلم أنّ مريضات كثيرات يحتجن إلى علاج إشعاعي غير متوفّر محلياً، فيما هنّ محرومات من السفر لتلقّيه.
وتعرقل سلطات الاحتلال عمليات إجلاء المرضى الفلسطينيين الذين تتطلّب حالاتهم علاجاً منقذاً للحياة في الخارج، من بينهم فلسطينيات مصابات بسرطات الثدي، وسط الحصار المشدّد. وبحسب بيانات لوزارة الصحة، فإنّ 25 ألف مريض وجريح في حاجة إلى علاج في خارج قطاع غزة، من بينهم 17 ألفاً أنهوا إجراءات التحويلات الطبية وينتظرون سماح إسرائيل لهم بالمغادرة. يُذكر في سياق متصل، أنّ مسؤولين في وزارة الصحة الفلسطينية أفادوا، بالإضافة إلى تقارير حكومية وحقوقية، بأنّ كلّ المستشفيات والمرافق الصحية التي ما زالت تعمل في قطاع غزة تقدّم خدمات "جزئية" للفلسطينيين المحاصرين، بعد خروج أقسام منها عن الخدمة إثر تعرّضها لاستهداف الإسرائيلي بالقصف أو انقطاع الأدوية والمستلزمات والأجهزة اللازمة وكذلك الوقود لتشغيلها.
إذاً، يواجه مرضى السرطان في قطاع غزة عموماً أوضاعاً صحية بالغة القسوة وسط الحصار والحرب، الأمر الذي يؤدّي إلى تدهور حالاتهم ويجعلهم يواجهون الموت البطيء، من بينهنّ المصابات بسرطان الثدي. وكانت بيانات وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، الصادرة في نهاية مايو/ أيار الماضي، قد أشارت إلى نحو 11 ألف مريض سرطان في غزة بلا علاج ولا رعاية صحية مناسبَين، في حين نفدت 64% من أدوية السرطان من مخازنها.
وتتفاقم معاناة هؤلاء المرضى مع النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية وتوقّف خدمة العلاج الكيميائي الوريدي منذ نهاية مايو الماضي، الأمر الذي يضاعف احتمالات إصابتهم بمضاعفات صحية خطرة. ووفقاً لتصريحات سابقة للمديرة الطبية لمركز غزة للسرطان محمد أبو ندى، لوكالة الأناضول، أنّ 1500 من مرضى السرطان توفوا منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى يونيو/ حزيران 2025، لعدم تلقّيهم العلاج اللازم، وذلك بمعدّل حالتَي وفاة يومياً.
(الأناضول، العربي الجديد)

Related News

مستقبل اقتصاد إسرائيل بعيداً عن دعم أوروبا
alaraby ALjadeed
13 minutes ago

عندما تتوقّف الحرب في مقبرة الغزاة
alaraby ALjadeed
21 minutes ago

سؤال إلى فتح وحماس: ما خطّتكم الآن؟
alaraby ALjadeed
21 minutes ago

لماذا أخفق حراك تشرين العراقي؟
alaraby ALjadeed
22 minutes ago

عن "مجلس الشعب" السوري ومسار "الانتقال" العتيد
alaraby ALjadeed
22 minutes ago