بنكيران يدعو شباب "جيل زد" المغربي إلى وقف الاحتجاجات بعد أعمال شغب
Arab
6 days ago
share
دعا الأمين العام لحزب العدالة والتنمية رئيس الحكومة المغربية السابق عبد الإله بنكيران، في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، الواقفين وراء احتجاجات "جيل زد" المستمرة منذ السبت الماضي إلى إصدار توجيهاتهم للمتظاهرين بإيقافها، معتبراً أن استمرارها "ستكون له أسوأ العواقب". ويأتي ذلك في وقت عاشت فيه عدة مدن مغربية، ليل أمس الثلاثاء، أحداثاً عصيبة بعد اندلاع أعمال شغب وتخريب ممتلكات عامة وخاصة، أسفرت عن إصابات في صفوف المحتجين وقوات الأمن. وفي خطوة لافتة، سارع بنكيران من خلال كلمة بثها على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إلى إصدار نداء عاجل لشباب "جيل زد"، اعتبر فيه أن ما وقع من انفلات ليل أمس الثلاثاء يخرج الاحتجاجات من "دائرة الاحتجاج على الحكومة إلى دائرة الانفلات الأمني الذي قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه على الجميع وطناً ومواطنين". وقال موجهاً خطابه إلى الواقفين وراء الاحتجاجات: "أعرف أن ما تحتجون عليه أشياء واقعية، لكن الآن، بكل صراحة، وبعد ما وقع لم يعد الأمر متعلقاً بالحكومة، وإنما أمام خطر مواجهات عنيفة واعتداءات خطيرة لا يمكن لكم ولا لغيركم التحكم فيها. وأخال أنكم لا تقبلون ذلك". وأضاف: "بلغني أن بعضكم تبرّأ مما وقع ليل الثلاثاء لكن أقول لكم إن التبرؤ لا ينفع الآن. أقترح عليكم شيئاً واحداً هو أن تصدروا توجيهاتكم إلى أتباعكم أن تتوقف الاحتجاجات نهائياً حتى يكون عملكم إيجابياً، الخسائر التي وقعت إلى حد الآن كبيرة وحتى لا ندخل إلى مرحلة العنف والعنف المضاد الذي سيؤدي إلى نتائج سلبية. ما دام وقع انفلات وانزلاق، فإن المنطق السياسي يقتضي أن توقفوا الاحتجاجات.. أدعوكم وأنادي فيكم التعقل وقصد المصلحة والنية الحسنة وأطالبكم ألا تورطوا أنفسكم وأبناء بلدكم الذين معظمهم من صغار السن في أشياء لا قبل لهم بها ولا مصلحة لهم ولا لبلدهم فيها. أوقفوا الاحتجاجات الآن وعودوا إلى بيوتكم، فالرسالة وصلت وأي استمرار ستكون له أسوأ العواقب". وتابع: "لا شك أن الذي قمتم به ستكون له نتائج إذا توقفتم الآن. أرجو أن يكون توقفكم عبر بيان علني واضح ومسؤول، وخارج هذا المنطق سأكون متشائماً جداً بالنسبة لكم ولبلدكم وبالنسبة لعموم المواطنين، لأنه رغم كل هذا ننعم بقدر من الحرية والأمن والاستقرار وهي أشياء أساسية". وأضاف: "المصلحون يكون عملهم إيجابياً ما داموا يسيرون في اتجاه الإصلاح، فإذا وصل بهم الحال إلى إفساد الأوضاع وتراجعها فإن العاقبة لا تكون أبداً جيدة". وكانت احتجاجات شباب "جيل زد" قد تجددت مساء أمس الثلاثاء، في عدد من مناطق البلاد، لليوم الرابع على التوالي، فيما كان لافتاً تحوّل عدد من التظاهرات إلى أعمال عنف وشغب بعدما أقدم محتجون في عدد من المدن على حرق ممتلكات وسيارات الأمن وتخريب ممتلكات عامة وخاصة. ومع توسع احتجاجات "جيل زد" من مدن كبرى في البلاد إلى مدن وحواضر صغرى، تحولت مسيرات سلمية رُفعت فيها مطالب اجتماعية صرفة إلى مشاهد من الفوضى والعنف والمواجهات مع قوات الأمن في كل من تمارة القريبة من العاصمة المغربية الرباط، وخميس آيت عميرة بإقليم آيت شتوكة، ووجدة (شرق)، وبني ملال (وسط)، في حين عاشت مدينة إنزكان، جنوبي البلاد، ليلة صعبة بعد إقدام محتجين على تخريب الممتلكات واقتحام عدد من الوكالات البنكية والمحال التجارية وتفجير قنينة غاز في وسط الشارع. وبينما عاد الهدوء إلى عدد من المدن في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، دعت حركة "جيل زد" المتظاهرين إلى الالتزام بالسلمية الكاملة "وتجنب أي تصرف قد يستغل لتشويه مطالب الحركة"، معربة عن أسفها "لوقوع بعض أعمال الشغب والتخريب التي مست ممتلكات عامة وخاصة"، وقالت في بيان نشرته على مواقع التواصل الاجتماعي: "إلى كل الشباب الخارج للاحتجاج، نطالبكم بالالتزام بالمبادئ الثلاثة الواضحة: لا كلام نابي ولا إهانات، لا شغب ولا تخريب للممتلكات العامة والخاصة. لا تراجع عن السلمية، وحافظوا على كرامتكم وكرامة الحراك". وحرصت الحركة على توجيه رسائل إلى قوات الأمن قائلة: "مشكلتنا الحقيقية مع الحكومة التي تضعكم في مواجهة شعبها.. أنتم جزء من هذا الوطن، ولا يليق بكم أن تكونوا سيفا ضد المواطنين المطالبين بحقوقهم"، داعية إياهم إلى "ضبط النفس، وتحكيم الضمير، وتجنب الانزلاق في صدامات قد تضر بالوطن". من جهة أخرى، طالبت الحركة السلطات بـ"الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين دون قيد أو شرط، ووقف كل أشكال التضييق على حرية التعبير وحق المواطنين في الاحتجاج السلمي"، مؤكدة أن الهدف من وراء الخروج للاحتجاج هو "صحة للجميع، وتعليم يليق بالإنسان، وعيش كريم لكل المغاربة بلا استثناء".

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows