بين ضعف الوسط وغياب القائد.. هل أخطأ ريال مدريد بترك مودريتش؟
Arab
6 days ago
share
تلقّى لاعبو ريال مدريد صدمة قوية في أول اختبار حقيقي لهم أمام أحد كبار الدوري الإسباني، بعدما سقطوا بهزيمة ثقيلة على ملعب "واندا متروبوليتانو" أمام الغريم التقليدي أتلتيكو مدريد بخماسية مقابل هدفين، السبت الماضي. وجاءت هذه الخسارة لتضع حداً للبداية المثالية التي بصم عليها الفريق تحت قيادة مدربه الإسباني تشابي ألونسو (43 عاماً)، بعدما أظهرت المواجهة العديد من النقائص التي غطّت عليها نتائج "الميرينغي" الإيجابية في الجولات الأولى من الليغا. وجاءت الهزيمة الأولى للنادي الملكي لتفتح من جديد باب التساؤلات حول بعض قرارات الإدارة، التي منحت المدرب الجديد صلاحيات واسعة في رسم معالم الفريق للموسم الحالي. فقد اتخذت الإدارة سلسلة من القرارات بخصوص تركيبة التشكيلة، كان آخرها عدم تجديد عقد نجم الوسط الكرواتي لوكا مودريتش (39 عاماً)، والسماح له بالرحيل صوب عملاق الكرة الإيطالية نادي ميلان. وبدا قرار التخلي عن أحد أساطير خط الوسط في مدريد بمثابة مقامرة كبرى، خاصة بعدما بصم مودريتش على انطلاقة مميزة في الكالتشيو مع "الروسونيري". فقد أبان عن مستويات عالية رغم تقدّمه في العمر، وأثبت أنّ خبرته وقدراته لا تزال قادرة على إحداث الفارق، حتى أصبح من بين أفضل لاعبي الدوري الإيطالي منذ بداية الموسم. وكان آخر تجليات تأثيره قيادة فريقه للفوز الثمين على المتصدر نابولي بهدفين لهدف، الأحد الماضي. وشهد نادي ريال مدريد هذا الموسم تراجعاً ملحوظاً في مردود خط وسطه، وهو أمر لم يكن متوقعاً بعد المستويات الكبيرة التي اعتاد عليها الفريق في السنوات الماضية، بفضل ثنائية الكرواتي لوكا مودريتش (39 عاماً)، والألماني توني كروس (35 عاماً)، اللذين صنعا تاريخاً ذهبياً في البرنابيو. ومع رحيلهما، بدا العجز واضحاً لدى بقية العناصر، التي لم تنجح في حمل الإرث نفسه، إذ تراجع أداء الأوروغواياني فيديريكو فالفيردي بشكل لافت، فيما اكتفى الفرنسي أوريلين تشواميني بظهور باهت لم يرقَ إلى التطلعات. كما فشل مواطنه إدواردو كامافينغا في استعادة كامل بريقه، بعد العودة من إصابة طويلة، في حين ظهر الإنكليزي جود بلينغهام شبه غائب عن موقعة الديربي أمام أتلتيكو مدريد عقب عودته من العملية الجراحية بكتفه. وعلى النقيض، يعتبر التركي أردا غولر (20 عاماً)، النقطة المضيئة الوحيدة في وسط الملعب، بعدما فرض نفسه بقوة، خاصة انسجامه الكبير مع المهاجم الفرنسي كيليان مبابي. وفي السياق نفسه، لم يقتصر تأثير رحيل مودريتش على المستوى الفني لخط الوسط فقط، بل ترك فراغاً رهيباً على صعيد القيادة داخل ريال مدريد. فقد كان يتمتع بمكانة كبيرة بين اللاعبين جعلته مؤثراً في غرف الملابس، وهو ما افتقده النادي الملكي مع بداية الموسم الحالي. ولم يتمكن القادة الجدد من سدّ هذا الفراغ، إذ استهل القائد الأول، الإسباني داني كارفاخال، موسمه بشكل سيئ، بعدما تعرّض للطرد ببطاقة حمراء متهورة أمام مرسيليا الفرنسي في دوري أبطال أوروبا، رغم خبرته الطويلة. أما فالفيردي فلا يملك صفات القائد بالمعنى الكامل، إذ بدا خجولاً في التعامل مع المواقف الحساسة، رغم عطائه الكبير داخل الملعب. في المقابل، لم ينجح القائد الثالث البرازيلي فينيسيوس جونيور في فرض نفسه، بعدما فقد مكانته الأساسية بالجلوس على دكة الاحتياط، فضلاً عن دخوله المتكرر في مشاكل مع الحكام واللاعبين والجماهير. وبين مشاكل ريال مدريد الحالية وتألق مودريتش مع نادي ميلان، يلوح في الأفق أنّ المدرب ألونسو قد أخطأ ربما في طريقة تعامله مع ملف أحد أبرز أساطير النادي الملكي. فقد أثبت مودريتش بوضوح أنه لا يزال يمتلك الحضور البدني والعطاء الفني الكفيل بإضافة موسم آخر في أعلى المستويات، وهو ما كان من شأنه أن يمنحه دوراً محورياً في دعم تجربة ألونسو الجديدة مع "الميرينغي"، سواء داخل الملعب بأدائه المتزن أو خارجه، بخبرته وقيادته في غرف الملابس.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows