التقييمات الشفهية... هل تحل أزمة الغش بالذكاء الاصطناعي؟
Arab
1 week ago
share
بسرعة تبنى طلّاب المدارس الذكاء الاصطناعي مثل "تشات جي بي تي" من أجل الغش في المذاكرة والامتحانات، ما يهدّد النموذج التقليدي لاختبار المعارف بالانهيار. وتقترح ورقة تحليلية نشرها موقع ذا كونفيرسيشن عن المحاضِرة في التسويق الرقمي بجامعة أوكلاند، شهبر ريختر، وزميل التدريس المهني في كلية إدارة الأعمال بجامعة أوكلاند، باتريك دود، التقييمات الشفهية وسيلةً بديلة لاختبار الطلاب. وتقول الورقة: "نستكشف طريقاً آخر للمضي قدماً. بدلاً من مضاعفة جهودنا في برامج كشف الغش، عدنا إلى أمرٍ بسيطٍ ومدهش: التحدث مع الطلاب (...) على مدار العامَين الماضيَين، أجرينا التقييمات الشفهية التفاعلية. وقد أثبتت هذه التقييمات أنها من أكثر الطرق فعاليةً وأصالةً لمعرفة حقيقة ما يعرفه الطلاب في عصر الذكاء الاصطناعي". وتقوم فكرة التقييمات الشفهية التفاعلية على محادثةٍ منظمة يلتقي فيها الطلاب مع مُحاضرٍ أو مُعلّم، فردياً أو ضمن مجموعاتٍ صغيرة، ويجيبون على أسئلةٍ حول العمل الذي قدّموه. ولا يكتفي الممتحِنون بالتحقق من حفظ الطالب للمعلومات، بل يستخدمون المنهج السقراطي في طرح الأسئلة، ليستكشفوا المنطق الكامن وراء إجابات الطلاب، مُستخلصين درجة الفهم الحقيقي بدلاً من إجاباتٍ مُعدّة مسبقاً. والمنهج السقراطي (أو منهج إلينخوس)، هو حوار حجاجي يقوم على طرح الأسئلة والإجابة عنها بغرض تحفيز التفكير النقدي واستخلاص الأفكار. ويشتمل هذا المنهج على خطوات لتأكيد أو تفنيد فرضية أو فكرة، مع استخدام الحجاج. الأسئلة مُصممةٌ لكل طالب وتُطرح فوراً، وهو ما يصعّب الاستعانة بمصادر خارجية لإجراء التقييمات الشفهية التفاعلية. وتقول الورقة إنّ "روبوت الدردشة قد يُنتج نصاً، لكنه لا يستطيع إدارة محادثة متعمقة حول عملك". وجرّب الباحثان أولاً استخدام التقييمات الشفهية التفاعلية مع 42 طالباً. خضع كل طالب لمحادثة مدتها سبع دقائق بناءً على أعماله الدراسية. شمل دليل التقييم كلاً من المحتوى (هل يفهم الطلاب المفاهيم؟) ومهارات التواصل (هل يمكنهم الشرح بوضوح ومنطقية؟). لكن إجراء محادثات فردية لمئات الطلاب ليس واقعياً، لذلك عدّل الباحثان الصيغة. في المساقات الجامعية الأكبر حجماً، والتي تضم أكثر من 200 طالب، أجريا التقييمات الشفهية في مجموعات، بحيث يحضر الطلاب معاً، ولكن يجيب كلٌّ منهم على حدة. كما يُستَخدم مُقيِّمون متعددون يديرون جلسات تقييم متزامنة. يتيح هذا تقييم مجموعات كبيرة في نفس الإطار الزمني للامتحان التقليدي من دون إرهاق محاضر أو ​​معلم واحد. التقييمات الشفهية تأتي بنتائج مشجعة بحسب الورقة "كانت النتائج مشجعة. فبينما كانت الدرجات تميل سابقاً نحو النطاق الأعلى في التقييم الكتابي، ما يعكس على الأرجح زيادة في مساعدة الذكاء الاصطناعي في الواجبات المنزلية، أنتجت التقييمات الشفهية التفاعلية توزيعاً أكثر توازناً بين فئات الدرجات"، هذا "وأفاد الطلاب بأن العملية بدت أكثر عدالة، وأن المحاضرين استمعوا إلى عروض أغنى في الفهم والتفكير النقدي". ويؤكد الباحثان أن التقييمات الشفهية ليست حلاً سحرياً، لكنها تُمثّل استجابة واعدة لواقع الذكاء الاصطناعي. فهي تُصعّب الاستعانة بمصادر خارجية للغش، وتُساعد على فهم حقيقي، وتُتيح للطلاب ممارسة أنواع المناقشات التي تُهيمن على أماكن العمل الحديثة. وتخلص ورقتهما إلى أنه "إذا أرادت الجامعات إعداد الطلاب لسوق العمل مع الحفاظ على مصداقية برامجها، فقد يكون الوقت قد حان لفعل ما يبدو غير بديهي: التوقف عن الكتابة والبدء بالحديث".

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows