
Arab
تشهد أسعار خام الحديد ضغوطاً متزايدة نحو التراجع في ظل ضعف الطلب من الصين وتقلص هوامش أرباح مصانع الصلب، وفق ما حذر بنك الكومنولث الأسترالي (CBA) في تقرير حديث ذكرته وكالة بلومبيرغ. يأتي ذلك قبيل عطلة وطنية طويلة في الصين، حيث تراجعت الأسعار بالفعل وسط مؤشرات على تباطؤ القطاع الصناعي.
في السياق، أوضح المحلل فيفيك دار من CBA في مذكرة بحثية أن متوسط الهوامش في مصانع اللفائف المدرفلة على الساخن وحديد التسليح تراجع إلى سالب 27 دولارًا للطن في أواخر سبتمبر/أيلول، بعد أن كان موجب 26 دولارًا للطن في 22 يوليو/تموز. ويرى دار أن ضعف العوائد المالية يدفع المصانع إلى تقليص الإنتاج، وهو ما ينعكس مباشرة على تراجع الطلب على خام الحديد، وفق "بلومبيرغ".
كذلك بلغ متوسط خام الحديد نحو 105 دولارات للطن خلال الشهر الماضي، وهو أقوى مستوى منذ فبراير/شباط، مدعومًا بعمليات إعادة التخزين قبل العطلة الوطنية، إضافة إلى استئناف بعض الإنتاج الذي كان متوقفًا بسبب العرض العسكري في بكين. لكن عقود خام الحديد الآجلة في سنغافورة هبطت بنسبة 0.6% إلى 102.55 دولار منتصف نهار الثلاثاء، في طريقها لتسجيل أدنى إغلاق منذ مطلع سبتمبر/أيلول. كذلك شهدت عقود خام الحديد في داليان، إضافة إلى منتجات الصلب في شنغهاي، انخفاضات مماثلة.
مؤشرات اقتصادية صينية
بيانات مؤشر مديري المشتريات في سبتمبر/أيلول أظهرت انكماشًا أعمق في نشاط المصانع، مع تراجع مؤشرات إنتاج الصلب والطلبات الجديدة. هذه الإشارات السلبية تعزز المخاوف بشأن استمرار التباطؤ في ثاني أكبر اقتصاد عالمي، وتؤكد أن القطاع الصناعي ما زال يعاني من ضعف الطلب المحلي والعالمي.
خام الحديد يُعَدّ من أبرز السلع الأساسية في التجارة العالمية، إذ تمثل الصين وحدها أكثر من 70% من الطلب العالمي نتيجة دورها باعتبارها أكبر منتج للفولاذ، وأي تراجع في هوامش أرباح مصانعها ينعكس فورًا على الأسعار العالمية. التقلبات الحالية تأتي في سياق اقتصادي عالمي يتسم بالضبابية: تباطؤ النمو في الصين، واستمرار الضغوط التضخمية في الاقتصادات المتقدمة، وتغيرات في سياسات أسعار الفائدة الأميركية التي تؤثر بشهية المستثمرين للسلع الأولية.
إضافة إلى ذلك، فإن العوامل العرضية – مثل اضطرابات الشحن أو قرارات إنتاج الشركات الكبرى مثل بي إتش بي (BHP) وريو تينتو (Rio Tinto) وفالي (Vale SA) – قد تحد من حدة التراجع، وهو ما أشار إليه تقرير CBA حين توقع أن الانخفاضات قد تكون مقيدة نسبيًا بفعل المعروض.
تشير المؤشرات الحالية إلى أن أسعار خام الحديد ستبقى تحت ضغط في الأسابيع المقبلة بفعل تراجع هوامش مصانع الصلب الصينية وتباطؤ الاقتصاد الكلي. ومع ذلك، فإن دور العوامل العرضية وتوازن السوق العالمي قد يمنع هبوطًا حادًا. وفي كل الأحوال، تبقى الصين العامل الحاسم في تحديد مسار هذه السلعة الاستراتيجية التي ترتبط ارتباطًا مباشرًا بصحة الاقتصاد العالمي.

Related News

الضرب في طبل التاريخ
alaraby ALjadeed
32 minutes ago