
Arab
علت أصوات بوق "الشوفار" حول الحرم الإبراهيمي وفي أزقة مدينة الخليل القديمة جنوبي الضفة الغربية، بعد إغلاقه لثلاثة أيام، خلال أداء طقوس عيد رأس السنة العبرية، مساء أمس الاثنين، وذلك بحضور كبار حاخامات مستوطنات الضفة والمجلس المحلي الاستيطاني في الخليل، إلى جانب مشاركة وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، ووزير التراث الإسرائيلي المتطرف عميحاي إلياهو الذي دعا سابقاً إلى قصف قطاع غزة نووياً.
ويعتبر "الشوفار" البوق التقليدي المصنوع من قرن الكبش الذي يستخدمه اليهود في بعض أعيادهم، ويحمل دلالات دينية وسياسية في آن واحد، وارتبط بشكل وثيق في السنوات الأخيرة بإعلان الحرب والتصعيد ضدّ الفلسطينيين. واستهلّ المستوطنون المقتحمون للحرم الإبراهيمي فعالياتهم الاحتفالية ليلة أمس عبر نفخ البوق ونصب الأعلام الإسرائيلية على جدران الحرم، تمهيداً لمنع إقامة الصلاة ورفع الأذان فيه لمدة ثلاثة أيام.
وقال منسق "تجمع المدافعين عن حقوق الإنسان" عماد أبو شمسية، في حديث مع "العربي الجديد" إن آلاف المستوطنين توافدوا إلى محيط الحرم الإبراهيمي قبيل موعد صلاة المغرب، حيث نصبوا منصات احتفالية ونشروا المقاعد الخشبية، وفي المقابل شدّدت قوات الاحتلال الإجراءات الأمنية في المنطقة بإقامة عشرات الحواجز والعوائق الحركية، واستقبال مئات المركبات والحافلات الاستيطانية القادمة من مستوطنات خارج الخليل.
أدى المستوطنون، بحسب أبو شمسية، صلوات تلمودية داخل الحرم الإبراهيمي في القسم الإسلامي منه، حيث التصق المقتحمون بجدران المقامات الدينية وقرأوا الترانيم، وتعمّدوا إظهار كل ما ينزع عن الحرم الصفة الإسلامية فيه. وكان مجلس مستوطنات الخليل المحلي قد أعلن أن الحرم الإبراهيمي متاح بالكامل أمام اليهود خلال أيام رأس السنة العبرية، التي تبدأ اليوم وتستمر غداً وبعد غد، ما يعني أن الحرم والأهالي المجاورين له قد يتعرضون لمزيد من الاعتداءات وأشكال التضييق المختلفة في الساعات المقبلة، بحسب أبو شمسية.
وأشار أبو شمسية إلى أن اقتحامات المستوطنين وهجماتهم تبدأ عادة مع حلول اليوم الأول من عيد رأس السنة العبرية في ساعات المساء، حيث تترافق مع اعتداءات وإغلاق للحواجز ومنعٍ للحركة وتكسير لمنازل السكان في المناطق المغلقة مثل واد الحصين وحارة جابر وحارة السلايمة وشارع الشهداء. ويتخوّف السكان من أن تطاول الهجمات ساحة البلدية القديمة بعدما استولى المستوطنون أخيراً على مبنى "المنجرة" عند مدخل البلدة القديمة، وكذلك حارة الجعبري بعدما استولوا على غرفة قيد الإنشاء وسط الحي الذي يسكنه فلسطينيون.
وأصدرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بياناً استنكرت فيه قرار الاحتلال إغلاق الحرم الإبراهيمي ثلاثة أيام متتالية بحجة الأعياد اليهودية، بما يشمل أروقته وساحاته وأقسامه، ومنع دخول المصلين إليه أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس. وأكدت الوزارة في بيانها أن هذه الممارسات تشكل انتهاكاً صارخاً لحرية العبادة واستهدافاً ممنهجاً للحرم الإبراهيمي.
وحذرت من خطورة الإجراءات الاحتلالية المتصاعدة بحق الحرم، التي تتنوّع بين منع رفع الأذان بشكل متكرر، والتضييق على دخول المصلين عبر البوابات الإلكترونية وعمليات التفتيش، إضافة إلى عرقلة عمل طواقم الحرم ومنعهم من أداء مهامهم. وطالبت الأوقاف المجتمع الدولي ومنظمة يونسكو بـ"التحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات والاعتداءات التي تهدّد الطابع الديني الإسلامي الخالص للحرم الإبراهيمي الشريف".

Related News

لجنة التحقيق الدولية تختتم زيارتها الأولى إلى السويداء
aawsat
12 minutes ago

«أبطال أوروبا للسيدات»: يوفنتوس يهزم بنفيكا بثنائية
aawsat
17 minutes ago