خاص | فيليب لازاريني لـ"العربي الجديد": "أونروا" على حافة الهاوية
Arab
1 week ago
share
تحدث المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا)، فيليب لازاريني، في مقابلة مع "العربي الجديد"، على هامش اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك، عن الوضع في غزة والضفة الغربية المحتلة والتحديات المادية التي تواجهها الوكالة ووقف إطلاق النار والاعتراف بالدولة الفلسطينية وغيرها من المواضيع. *دعنا نبدأ من الوضع على الأرض في غزة والضفة المحتلة وآخر المستجدات هناك في ما يتعلق بـ"أونروا" وعملياتكم؟ ما زال لدينا 12 ألف موظف من "أونروا" (من أطباء ومدرسين وغيرها من المجالات) في غزة، ويعانون من ويلات (الحرب) كغيرهم من أهل غزة، حيث هجروا قسرياً أكثر من مرة. لدى العديد منهم أقارب قُتلوا، وأطفال أُصيبوا، ويُعانون كغيرهم من الجوع الذي يضرب غزة، ويعيشون في الملاجئ (الخيم أو ما تبقى من المدارس أو العراء والبيوت المهدمة). هم يعيشون كغيرهم من الفلسطينيين معاناة السكان اليومية. على الرغم من ذلك ما زالوا ملتزمين بشكل كامل بخدمة مجتمعهم وولاية "أونروا". وعلى الرغم من كل التحديات ومنعنا من إدخال الطعام والمساعدات إلى غزة، يواصلون تقديم استشارات الرعاية الصحية الأولية يومياً، ويشاركون في فحص التغذية للأطفال، ويواصلون مساعدة السكان في الحصول على مياه شرب نظيفة، وإدارة المأوى، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي وغيرها وهذا كله في غزة. وكما تعلمون دفع بعض زملائنا حياتهم ثمناً، إذ قُتل قرابة 370 من موظفي "أونروا" في غزة، وقد يكون العدد أكبر نظراً للعملية العسكرية الضخمة الجارية حالياً في شمال غزة، حيث يضطر الناس للنزوح إلى الجنوب بسبب الوضع. أما في الضفة فيستمر موظفونا بتقديم الخدمات على الرغم من عنف المستوطنين والعمليات العسكرية اليومية الجارية. ورغم وحشية الاحتلال، فهم يواصلون فتح المدارس والمراكز الصحية وغيرها ويمكنون الوكالة من الوفاء بولايتها. *عقدت عدداً من الاجتماعات على هامش أعمال الجمعية العامة رفيعة المستوى في نيويورك. هل تركتك هذه الاجتماعات أكثر تفاؤلاً في ما يخص الأزمة المالية الخانقة التي تواجهها "أونروا"؟ وما هي آخر المستجدات على هذه الصعيد؟ في ما يخص الوضع المادي فـ"أونروا" على حافة الهاوية ومنذ مدة طويلة. قلت خلال الاجتماع الذي عقدناه (الخميس الماضي في نيويورك) مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، إنه وبعد انسحاب مانحين، بمن فيهم المانح الرئيسي (الولايات المتحدة)، لن نتمكن من نقل أي عجز مادي (للعام التالي)، حيث اعتدنا على تلقي مساهمة من الولايات المتحدة بداية كل عام، وهذا لن يحدث هذا العام. لدينا اليوم عجز يزيد على 200 مليون دولار من الآن وحتى نهاية الربع الأول من العام المقبل. أناشد الدول الأعضاء تقديم أموال جديدة وزيادة كبيرة لتمكين الوكالة من مواصلة خدماتها. لقد اتخذنا هذا العام بالفعل الكثير من إجراءات ضبط التكاليف وإجراءات التقشف التي بلغت قيمتها أكثر من 150 مليون دولار، ولكن إذا لم نتلق المزيد من الأموال، فلن يكون لدي خيار آخر سوى اتخاذ قرار مؤلم إضافي. *وهل تحصلون على الدعم الكافي مادياً من الدول العربية مثلاً؟ لازاريني: قتل قرابة 370 من موظفي "أونروا" في غزة، وقد يكون العدد أكبر لا. نحصل على دعم سياسي قوي وتعبير عن تضامن. كما أننا جزء من نقاشات متنوعة حول مستقبل المنطقة والدور الذي يمكن أن تلعبه "أونروا". لكنني أعتقد أيضاً أن هذا التضامن يجب أن يُترجم بزيادة المساهمة للوكالة. لذلك كنتُ واضحاً جداً مؤخراً بأن المساهمة الإجمالية للدول العربية يجب أن تتجاوز نسبة الـ3% التي نراها حالياً في عام 2025. *بالنسبة لمؤتمر حل الدولتين والاعترافات بالدولة الفلسطينية خصوصاً من دول غربية، هل كان هذا له أي أثر إيجابي على الأرض، أو ربما قامت بعض الدول بذلك للتغطية على عدم قيامها بما يكفي لوقف الإبادة وتقديم المساعدات؟ ما رأيكم؟ لنكن واضحين، الاعتراف بدولة فلسطين حق. شهدنا هذا الأسبوع اعتراف عشر دول أخرى بدولة فلسطين، لتنضم بذلك إلى 140 دولة اعترفت بها بالفعل. أعتقد أن هذا مهم، خاصةً إذا كان ذلك يعني أن هذه الدول نفسها ستُعطي الأولوية للانخراط السياسي، للمساهمة في حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. لذا، من البديهي أننا بحاجة إلى تجاوز مجرد الاعتراف. وشهدنا كذلك اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة "إعلان نيويورك" (المنبثق عن مؤتمر حل الدولتين بالطرق السلمية). هذا الإعلان بمثابة خريطة طريق تُفضي إلى حل الدولتين في المستقبل. ولكن لو أردنا إحداث تغيير إيجابي اليوم لسكان غزة، فعلينا أن نبدأ بوقف إطلاق النار. وقف إطلاق النار هو الأولوية. بعد ذلك، من المهم أن نتفق على خريطة طريق مشتركة، وأعتقد أن الدول الأعضاء نجحت في التوافق عليها. لكن، كما ذكرت، الأولوية القصوى هي وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، وزيادة حجم المساعدات المقدمة إلى غزة بشكل كبير. *تحدثت في أحد الاجتماعات التي عقدت على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة حول أطفال غزة ومعاناتهم، وعن قضية التعليم واستهدافه من قبل إسرائيل ووجود مئات الآلاف من الأطفال الفلسطينيين خارج ذلك الإطار منذ سنتين. هل لك أن توضح لماذا هذا الاستهداف للتعليم (بما فيه المدارس) بالذات؟ لازاريني: بدون شك أن الهجوم على التعليم هو هجوم على هوية الفلسطينيين وتاريخهم أيضاً الوضع كارثي بكل معنى الكلمة. لدينا الآن أطفال غزة الذين يتغيبون عن المدرسة للسنة الثالثة أو الرابعة. وعلينا ألا ننسى أنهم مروا قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 بفترة الجائحة (كورونا) وتبعاتها... لذا هناك خطر بضياع جيل كامل. وعلينا ألا ننسى أن التعليم كان دائماً مصدر فخر للفلسطينيين، فهو الشيء الوحيد الذي لم يُنتزع منهم أبداً. لقد سُلبت منهم أراضيهم وبيوتهم، ولكن التعليم لم يُنتزع منهم. ويجب أن يكون من أولوياتنا الجماعية استئناف التعليم بمجرد سريان وقف إطلاق النار، لإعادة ما يقرب من 700 ألف فتاة وفتى في غزة إلى بيئة تعليمية. لأنه إذا لم نفعل ذلك، فهناك خطر أن نزرع بذور المزيد من العنف والتطرف. وبدون شك أن الهجوم على التعليم، هو هجوم على هوية الفلسطينيين وتاريخهم أيضاً. *هاجمت إسرائيل "أونروا" على عدة صعد، بما فيها استهداف المدارس ومؤسساتها ورموزها ومواردها وقانونياً وغيرها. إلى أي مدى تشعرون بالقلق أن هذا الهجوم ستكون له تبعات وتأثير خارج فلسطين، أي على النظام الدولي الإنساني عموماً؟ واحد من الآثار السلبية هو التأثير المالي والسمعة، لأنّ بعض الهجمات استهدفت مشرّعين في دول تدعم الوكالة. ولكن من الصحيح أيضاً أن الهجوم على الوكالة، أي هجوم على الأمم المتحدة، هو هجوم على نظام متعدد الأطراف، هو هجوم على ميثاق الأمم المتحدة، هو هجوم على القانون الدولي، ويجب ألا نعتقد أن هذا الهجوم يمكن أن يحدث بمعزل عن غيره. يمكن لهذه الهجمات أن تُشكّل سابقة إذا لم نقاومها. أعتقد أن هناك اليوم فهماً أفضل لأهمية "أونروا" وأنه لا يمكن استبدالها أو الاستغناء عنها مقارنة بالوضع قبل عام. سيرة تولّى فيليب لازاريني منصبه مفوضاً للأونروا رسمياً في مارس/ آذار 2020. عمل قبل ذلك، ولخمس سنوات، نائباً للمنسق الخاص والمقيم للشؤون الإنسانية في مكتب منسق الأمم المتحدة الخاص في لبنان. انضم إلى صفوف الأمم المتحدة عام 2003، وعمل في مناصب مختلفة في عدد من الدول والمناطق، من بينها فلسطين المحتلة والصومال وأنغولا والعراق. قبل انضمامه للأمم المتحدة عمل مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر في عدد من الدول، كما عمل في القطاع الخاص. يحمل شهادة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة نوشاتيل، وحاصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة لوزان.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows