
Arab
في الوقت الذي تدهورت فيه مكانة إسرائيل الدولية إلى حضيضٍ غير مسبوق، على خلفية جرائم الحرب والإبادة التي يرتكبها جيشها منذ عامين ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، أبدت الأرجنتين -التي يدعم رئيسها الحالي تل أبيب- خيبة أملٍ منها، وفقاً لما كشفته هيئة الإذاعة الرسمية الإسرائيلية (كان- ريشت بِيت)، اليوم الأحد. وسبب خيبة أمل بوينس آيرس عائدٌ، كما نقلته الإذاعة عن مسؤولين إسرائيليين، إلى أن شركة خاصة إسرائيلية شرعت في تجنيد أموالٍ بهدف التنقيب عن النفط في جزر الفوكلاند المتنازع عليها بين بريطانيا والأرجنتين؛ حيث تعتبر الأخيرة أن هذه الجزر تابعة لسيادتها، وقد خاضت لأجلها حرباً في ثمانينيات القرن المنصرم انتهت باستسلام جيشها مقابل المملكة المتحدة.
وفي هذا الصدد، ذكرت الإذاعة أن الأرجنتين تتوقع من إسرائيل دعماً في قضية حقها السيادي بجزر الفوكلاند، بعدما وفرّت الأولى للثانية غطاءً لحربها، وعبّرت عن دعمها الشديد لها في المحافل الدولية. فعلى الرغم من أن بريطانيا تسيطر على هذه الجزر منذ القرن الـ19، فإنّ الأمم المتحدة تُعرّفها بأنها جزر متنازع عليها، فيما تعترف عدّة دول بحق الأرجنتين في مواصلة مطالبتها بالتوصل إلى اتفاق من خلال مفاوضات.
في غضون ذلك، أُلغيت زيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، إلى الأرجنتين عقب زيارته الولايات المتحدة كما كان مخططاً. وسبب ما تقدّم، بحسب ما نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، هو أن الرئيس الأرجنتيني، خافير ميلي، الداعم الكبير لإسرائيل، طالب بعدم إجراء هذه الزيارة في الوقت الحالي، وذلك على خلفية الانتخابات البرلمانية القريبة في بلاده وخشيته من أن تؤثر زيارة نتنياهو في مكانته السياسية. ومع ذلك، ادعى مسؤولون أرجنتينيون أن الحديث يدور حول قرار عام يتعلق بتعليق جميع زيارات قادة الدول وزعمائها خلال فترة الانتخابات.
والتقى نتنياهو وميلي، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليلة الخميس الماضي في نيويورك؛ وأصدر مكتب نتنياهو بياناً عقب ذلك قال فيه إن "نتنياهو عبّر عن تقديره العميق للرئيس ميلي، الصديق الوفي لدولة إسرائيل والشعب اليهودي، والذي وقف ضد العزلة الممنهجة الموجهة ضد إسرائيل في الأمم المتحدة والمحافل الدولية الأخرى". وبحسب البيان، فإن "الزعيمين ناقشا سبل توسيع التعاون الاقتصادي بين إسرائيل والأرجنتين والتعاون في مجالات أخرى".
وقبل نحو شهر، وعلى خلفية الإعلان عن زيارة متوقعة لنتنياهو إلى بوينس آيرس، رفع محامو حقوق إنسان في الأرجنتين دعوى جنائية في المحاكم الفيدرالية في البلاد، طالبوا فيها باعتقال نتنياهو حال وصوله إلى البلاد، وذلك على خلفية الجريمة التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق المُسعفين وقوات الدفاع المدني في مارس/آذار الماضي، في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
الدعوى التي رفعها المحامي رودولفو يانزون، ومدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، محمد راجي الصوراني، حمّلت نتنياهو المسؤولية الجنائية بوصفه شريكاً في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية؛ إذ ذكرت أن "نتنياهو مسؤول جنائياً بصفته شريكاً في تنفيذ جريمة حرب متمثلة في القتل بواسطة التجويع، وجرائم ضد الإنسانية كالقتل والملاحقة والأفعال غير الإنسانية الأخرى". وأتت الدعوى الأخيرة بعد واحدة مماثلة قدّمها اتحاد العمال الأرجنتيني (ATE)، ومنظمة حقوق الإنسان (HIJOS) في أغسطس/آب الماضي إلى المحكمة الفيدرالية وطالبا فيها باعتقال نتنياهو.
يُذكر أن المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي أصدرت مذكرة توقيف بحق نتنياهو، ووزير الأمن السابق يوآف غالانت، في إطار التحقيق الذي فتحته ضد إسرائيل بشبهة ارتكابها جرائم ضد الإنسانية خلال حرب الإبادة على قطاع غزة. وبما أن الأرجنتين قد وقّعت على ميثاق روما، فعليها تنفيذ صلاحيات المحكمة وقراراتها. وقبل ثلاثة أشهر، رفضت الجنائية الدولية طلب إسرائيل إلغاء مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت. وعلى خلفية ما سبق، سلكت طائرة "جناح صهيون" التي سافر نتنياهو على متنها إلى الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، مساراً غير مسبوق، متجنبةً المرور فوق الدول الأوروبية؛ حيث أظهر توثيق تتبع مسار الطائرة أنها عبرت فقط فوق اليونان وإيطاليا ثم البحر الأبيض المتوسط، ومن ثم مضيق جبل طارق نحو المحيط الأطلسي، وخلال ذلك حاولت الطائرة قدر الإمكان المرور فقط فوق دول بالإمكان الهبوط فيها اضطرارياً في حال الطوارئ.
في غضون ذلك، سخر المرشد الأعلى لإيران، علي خامنئي، من نتنياهو، في تغريدة نشرها على حسابه بمنصّة "إكس" كتب فيها: "الكيان الصهيوني الخبيث هو الأبغض والأكثر انعزالاً اليوم في العالم"، مرفقاً التغريدة بصورة نتنياهو وهو يلقي خطابه في الأمم المتحدة أمام قاعة شبه خالية، وذلك بعدما قررت الغالبية العظمى من الدول وممثليها مغادرة القاعة لدى بدء خطابه في خطوة احتجاجية ضده. وسيطرت المغادرة الواسعة للقاعة من جانب الوفود الدولية على عناوين وسائل الإعلام العالمية والعربية، التي تجاهلت خطاب نتنياهو الذي استمر 41 دقيقة، وركّزت على الصورة التي أظهرت إسرائيل دولة منبوذة في العالم.

Related News

اتفاق على وقف فوري للنار بين دمشق و«قسد»
aawsat
12 minutes ago

«الحرس الثوري» يتأهب صاروخياً للتهديدات
aawsat
16 minutes ago

الذهب يكسر عتبة 4 آلاف دولار
للمرة الأولى في التاريخ
aawsat
20 minutes ago